الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 07:01

حقوق اليهود علينا؟!/ بقلم: سعيد الشيخ

كل العرب
نُشر: 05/04/12 08:39,  حُتلن: 08:13

سعيد الشيخ في مقاله:

الملف يعتبر تحديا سافرا جديدا امام العرب خاصة اذا انتقلت به الخارجية الاسرائيلية الى المحافل الدولية

الحديث عن لاجئين يهود من الدول العربية هو مغالطة تاريخية وتزوير فاضح تقوم به وزارة الخارجية الاسرائيلية وتخترعه تماشيا مع سياستها العدوانية

ليست الوقاحة وحدها التي تدفع وزارة الخارجية الاسرائيلية لأن تعد برنامجا تعمل من خلاله لمطالبة جامعة الدول العربية بدفع تعويضات لليهود الذين تركوا ممتلكاتهم في الدول العربية بعد أن صدّقوا خرافة "أرض العسل" التي أشاعتها الحركة الصهيونية عشية اغتصاب فلسطين، بغية دفع يهود العالم الى الوطن الفلسطيني لاقامة دولة "اسرائيل" عليه. لهذا البرنامج أسباب أخرى تقوم على إستهبال العرب، بل وتخاذلهم ورضوخهم المخزي والمزمن أمام الارادة الصهيونية...

حقوق اخلاقية
قد نستهجن الى حد الصدمة مثل هذه المطالب الاسرائيلية نحن الذين نؤمن بأن لنا حقوقا بحجم وطن كامل على "اسرائيل" والدول الغربية التي ساعدتها وما زالت تساعدها. كما لنا حقوق اخلاقية تجاه الدول الديمقراطية التي تدعم كيان اسرائيل العنصري الذي يرتكب جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين. وتبدو "اسرائيل" وكأنها تختار الوقت المناسب لفتح هكذا ملفات، حيث الجامعة العربية وفي ظل الربيع العربي، ما عاد لدول الرفض والممانعة حضور فيها، وهي باتت بيد قوى عربية لا تعادي دولة "اسرائيل" ولو قالت عكس ذلك، وتنخرط في المشروع الامريكي المقدّس الداعي الى أمن وحماية الكيان المغتصب لفلسطين العربية..

التحدي السافر
هذا الملف يعتبر تحديا سافرا جديدا امام العرب خاصة اذا انتقلت به الخارجية الاسرائيلية الى المحافل الدولية، حيث ستجد الجامعة العربية نفسها تتلعثم بنفي حقوق اليهود التي تركوها بمحض ارادتهم ليغنموا وطنا كاملا، ولا تستطيع بالمقابل المطالبة بحقوق الفلسطينيين. الحديث عن لاجئين يهود من الدول العربية هو مغالطة تاريخية وتزوير فاضح تقوم به وزارة الخارجية الاسرائيلية وتخترعه تماشيا مع سياستها العدوانية ، إذ أن من تتحدث عنهم هذه الوزارة على انهم لاجئون، هم في واقع الامر الرعيل الاول من المغتصبين الذين أحضرتهم وكالات الهجرة اليهودية الى فلسطين عبر هجرات منظمة ليحلوا في منازل الفلسطينيين الذين تم طردهم من وطنهم التاريخي على يد العصابات الصهيونية الارهابية.

دولة نووية
الصهيونية العالمية تريد عبر هذه السياسة أن تحقق واحدة من مساعيها الدائمة بتقديم اليهود على أنهم الضحية الوحيدة في هذا الكون والدائمة على مر الازمان، وهم أصحاب الحقوق الدائمة عند العرب والعالم، حتى ولو امتلكوا دولة نووية تهدد كل دول الجوار من العرب والمسلمين. بل وتهدد السلم الدولي برمته. ومن يدري اذا اسيقظنا يوما ووجدنا نبيل العربي امين عام الجامعة العربية أو من سيخلفه يسافر من دولة عربية الى اخرى ليطالب بتحصيل حقوق اليهود من هذه الدول وبقرار اممي ولد بضغوطات العربدة الاميركية.

العدالة النموذجية
ويوجد بالفعل من قيادات في النظام العربي الرسمي من يستطيب له الدفع بكل كرم حاتمي موصوف لدى العرب، لترضى عنه الولايات المتحدة الاميركية ولتجعل له السلطة ممكنة له ولسلالته من بعد.
ليس العجز وحده... لقد جاء الربيع بالخراب أيضا على عكس الطبيعة وما كان متوخى منه، إذ جاء بأنظمة أكثر محاباة من الانظمة البائدة تجاه "اسرائيل" وليجعلها اكثر وقاحة وفجورا وهي تعلن بأنها صاحبة حقوق علينا. وعلينا السمع والطاعة. اليوم الذي يكون فيه لليهود حقوقا علينا كعرب، هو يوم أسود للعدالة الدولية.. وهذا ما يجب ان ينظر اليه "الربيع العربي" لتحقيق العدالة النموذجية مع عدو يضربنا ويجلدنا منذ أكثر من ستين عاما.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة