الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 05:01

دخان .. نرجيلته ! بقلم- غسان شولي


نُشر: 21/02/08 07:09

يسحب نفساً متعباً
من نرجيلته
ثم ينفث الدخان
من رئتيه
لتخرج كل همومه
ينظر إليها
إنها ممتزجةً بخيوط الدخان
يرى فيها وجع القلب
وبؤسه ..
ويرى فيها الحظ
ونحسه ..
هذا المنظر يتواصل
لثوانٍ قليلة
يفصله عن حياة يعيشها
يأخذه إلى عالم اللاشيء !
يسحب نفساً أخراً
أكثر تعباً من سابقه
وهذه المرة تأبى
تلك الهموم أن تفارق
الجسد الذي تعودت
أيفارق الوليد
حضن أمه ؟!!
في هذه المرة يستطيع أن يميز
من خلال غيمة الدخان
التي ينفثها
وجهاً ملائكياً
قد تعوده
أنه وجه .. حبيبته
يطارده حتى في
دخان نرجيلته
فيبقى محملقاً بخيوط
الدخان تلك
حتى تتبدد
فينجلي هذا الغشاء
الذي طالما يفصله عنها
ليرى وجهها
بصفاء غير معهود
يرفض الرحيل
عنه
إنه يريد أن يبقى
ليعذبه ويتعذب
انه أمامه , خلفه
عن يمينه , وشماله
انه من فوقه
حمامة بيضاء
تريد أن تحط على كتفه
المترهل
فيحول بينهما ذلك الغشاء
إنه ينعكس على الثرى
فتصبح الأرض
أكثر خصوبة
لتبزغ معه براعم صغيرة
لها شكل يشبهها
ستحمل عما قريب
أيضا تفاصيل وجهها
الغير معهودة..
سرعان ما يصحو من غيبوبته
ليعود إلى دفء نرجيلته
ويبعثر الدخان ..
في كل مكان
وينسى معها مسيرته ..

مقالات متعلقة