المحامي نبيل حايك خلال تصوره للراحل المربي منذر غريب في السماء:

ارى المكان يعج بمليارات كثيرة تفوق اعدادكم باضعاف وهم من كل الاجناس والالوان ديانتهم واحدة وكلهم سوية

فارس جامح هتف أبو فرح لماذا اتيت على عجل ؟ فاجبته بانني انا ايضا فوجئت بالأمر ولكني طمأنته وقلت له بأن الناس هناك يحافظون على الرموز وعلى رامز وهم على العهد باقون

فصل من رسالة الأمير أبو فرح،
الى حافظي عهده، ومكملي دربه

"سلام لكم من هنا ، سلام لكم هناك،

لاني ارى من هنا ، ما لا يمكن أن ترونه من هناك ،

ارى المكان يعج بمليارات كثيرة، تفوق اعدادكم باضعاف ، وهم من كل الاجناس والالوان ، ديانتهم واحدة ، وكلهم ، سوية ، يشكلون ناد صغير جدا اسمه "الارضيين" (نسبة الى الارض) وبالكاد يذكرون ، مقارنه مع النوادي الاخرى من اجرام ومجرات اخرى ، ذات حضارات فائقه.

ولاني اسمع من هنا ، ما لا يمكن ان تسمعونه هناك ، فقد سمعت استغاثه قوم قليلون ، يسمونهم بالكنعانيين ، وانا عندما كنت معلما للتاريخ ، تعرفت على بعض جوانب حضارتهم ، يقول الكنعانيون بانهم اهل البلاد الاصليين ، وهم يستصرخون الجميع ، إذ يقولون :

- بنينا مدنا عامرة ، انتزعها القادمون من الصحراء ،
- حفرنا ابارا عذبة ، شربها الغزاة .
- زرعنا كروما يافعة ، قطف ثمارها الجلادون،

وتكررت المأساة لأكثر من مرة،

ويقولون ايضا ، إن هذه الأمور ، وغيرها ، من المظالم ، موجودة بوضوح باكثر من موقع في الكتاب المعروف باسم : "التوراة" ، ارجو يا اخوان أن تتحققوا من ذلك ،

وعلى كتف احدى الروابي ، سمعت شكيبا يحاكي النجمات شعرا سماويا ، فقلت له : يا ابا اياد، الجميع هناك يحبونك ، يحبونك يا شكيب ، لو تعرف كم ،

ولاني اشعر هنا ، بما لا تشعرون به هناك ،

.../2
شعرت بحرقة عاصفة متوهجة ، يمتطيها فارس جامح ، يتنقل من مجرة لأخرى ، يحث الاقوام على الوحدة والنضال ، وعندما لمحني من بعيد ، اقترب مني وهتف ، أبو فرح : لماذا اتيت على عجل ؟ فاجبته بانني انا ايضا فوجئت بالأمر ، ولكني طمأنته وقلت له بأن الناس هناك يحافظون على الرموز وعلى رامز ، وهم على العهد باقون.

أنا من تلك المدينة
انفرجت اسارير الفارس ، واغرورقت عيناه بالدمع ،
وصرخ بصوت رددته الافاق : انا ، انا من تلك المدينة ،

امسك بناصية العاصفة، ومضى منشدا :
انا ما هنت في وطني ولا نكست اعلامي
وقفت بوجه ظلامي يتيما حافيا عاري

ولاننا نتأثر هنا ، اكثر مما تتأثرون هناك ،

فلقد تأثرنا كثيرا أنا وعاطف وسالم ، وهاجت بنا الذكرى ، عندما سمعنا الندمان من اهل "الخص" ينشدون :
نهديكم نرجسة من الدنيا وغمرا من سنابل
ونقول فرعكم طيب ونقول ماثل
لك يا منازل لوعه ، ولهم منازل
وعولنا على أن نقيم لكم فرعا هنا ، عل في ذلك ما يهون عليكم رهبة الرحله الثانيه .

شوق وحنين
ولاني احن من هنا ، اكثر من أي مكان آخر ،
فقد فاض بي الحنين ، ولم اعد اسيطر على المشاعر ، ولكني ، سأحاول ،
ايتها الزوجه الوفية ، الوفية ، يا لوعة الصبا ، يا روعة الايام، ويا وجع الفراق ،
يا فرح الدنيا ، يا دفء سلامها ، ويا بليغ حسنها ،
الاحفاد البررة ، يا بهجة الدنيا وما بعدها ،
اخوتي واخواتي ، ويا نعم الاخوة ،
اعذروني اذا احجمت ، وانا بينكم ، عن اظهار شدة حبي ، اعذروني ، انها كبرياء الرجولة ،
والله ما سلوتكم يوما ، لا ، ولا جفت بي الماقي،
لقد وفيتم الامانة كاملة ، وانا فخور بكم فردا فردا ،

ابتسموا للحياة، لان عندكم على الارض ما يستحق الحياة ، إن على الأرض ما يستحق الحياة.

المحب أبد الدهور
أبو فرح

الى هنا نص الرسالة بقلم المحامي نبيل حايك.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net