الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 15:01

عندما توفي النظام العربي الرسمي!


نُشر: 14/09/06 20:00
يوما بعد يوم نلاحظ ان العديد من الرؤساء والملوك والسلاطين العرب باتوا يخشون من الجمهورية الإسلامية في إيران ومن مشروعها النووي، ويذهب البعض إلى الادعاء بان الفرس يحاولون بشتى الطرق والوسائل السيطرة على الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، ويقول آخرون إن الهدف الرئيسي من المشروع الإيراني هو نشر الثورة الإسلامية في الدول العربية، وأكثر من ذلك، فان بعض الكتبة المجندين وغير المجندين يشحذون أقلامهم ويؤكدون أن الخلاف التاريخي بين الأمة الفارسية وبين الأمة العربية ما زال راسخا في عقول وقلوب العرب والفرس، ولتدعيم نظرياتهم بقرائن على ارض الواقع يزعمون أن إيران ما زالت تحتل أراضي عربية ولا تنوي التنازل عنها وإعادتها إلى أصحابها، في محاولة بائسة منهم للقول انه لا يوجد فرق بين المطامع الإيرانية التوسعية وبين المطامع التوسعية الإسرائيلية. علاوة على ذلك يؤكد بعض المفكرين العرب، الذين يزعمون تمسكهم بالقومية العربية، انه يتوجب أولا على إيران منح العرب في إقليم الأهواز الحرية والاستقلال. بمعنى أو بآخر فان الفتاوى العربية ضد الجمهورية الإسلامية مغلفة بغطاء قومي عربي، مع أننا نميل إلى الترجيح بان طرح مثل هذه الادعاءات في هذه المرحلة بالذات يؤكد بشكل غير قابل للتأويل بان وراء الأكمة ما وراءها. وهذه الأمور تقودنا إلى السؤال المفصلي: هل يوجد مشروع عربي لنلتف حوله؟ هل المشروع الإيراني اخطر وأدهى وأخبث من المشروع الامريكي والاسرائيلي على الامتين العربية والإسلامية؟ هل تسعى إيران إلى خلق شرق أوسط فارسي؟ هل قيامها بدعم منظمة حزب الله اللبنانية في مواجهتها مع إسرائيل هو مرحلة من مراحل هذا البرنامج الذي ينعته البعض بالشيطاني؟
في هذا المضمار نرى من واجبنا الأخلاقي والوطني والقومي تسمية الأمور بمسمياتها وطرح القضايا على الطاولة بجرأة وبدون الاحتيال على أنفسنا بالدرجة الأولى، وبدون التحايل على مصالح امتنا العربية بالدرجة الثانية:
أولاً: تتعرض إيران في هذه الأيام إلى حملة شرسة من الولايات المتحدة الأمريكية بسبب مشروعها النووي، إننا إذ نعلنها بصورة جلية وواضحة اننا ضد تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة مليئة بهذه الأسلحة الفتاكة، نطالب ما يسمى بالمجتمع الدولي التعامل مع جميع الدول بنفس المعيار، والعمل على نزع أسلحة الدمار الشامل من جميع الدول في الشرق الأوسط، بدون استثناء وبدون تفضيل هذه الدولة على الأخرى، أي أن ما ينطبق على إيران يجب أن يطبق على مصر والسعودية وإسرائيل وليبيا.
ثانياً: في ظل غياب إستراتيجية عربية واحدة وموحدة، تعمل الدول العربية على تطبيقها، فان الوضع الذي آلت إليه الأمة العربية سيتفاقم، وستتحول جامعة الدول العربية إلى جسم هلامي لا تأثير له على مجريات الأمور إن كان ذلك في المجال الإقليمي أو الدولي، وهذا الفراغ الذي بات سيد الموقف سيمنح الفرصة لأعداء الأمة بمواصلة مشروعهم القاضي بتفتيت لحمة الأمة وتحويل الدول العربية نهائياً إلى محميات أمريكية، يحكمها السفير الأمريكي، كما هو الحال في لبنان وفي العراق المحتل.
ثالثاً: للتدليل على عجز الدبلوماسية العربية يكفينا أن نتذكر جميعا بأنه قبل شهر ونيف أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد عمرو موسى، عن وفاة العملية السلمية، وبقدرة قادر في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد الأسبوع الماضي تقرر التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار جديد يعيد بعض الحياة إلى العملية السلمية الميتة. ولكن من غير المتوقع ان يؤدي هذا التحرك الي اي نتائج ملموسة، لان المزاج العام في المنطقة حاليا هو مزاج حرب وعدم استقرار، مضافا إلى ذلك انشغال الادارة الامريكية بملفات اكثر أهمية، مثل الملف النووي الايراني وسلاح المقاومة الاسلامية (حزب الله) في لبنان وكيفية نزعه. العودة إلى مجلس الأمن من بوابة الضعف والاستجداء هي دليل افلاس النظام العربي الرسمي، وهروبه من القضايا الملحة إلى قضايا ثانوية بهدف الهاء الرأي العام العربي، وايجاد مهام سفر لبعض وزراء الخارجية، وربما الأمين العام للجامعة نفسه، للبقاء بضعة ايام في نيويورك والانطلاق منها في جولات تشمل بعض العواصم الاوروبية والعالمية. وزراء الخارجية العرب لا يريدون ان يفعلوا اي شيء عملي او ملموس، فلم يصدر عن اجتماعهم شيء مفيد، لأنهم لا يريدون اغضاب واشنطن او استفزاز تل أبيب.
ثالثاً: المعادلة بالنسبة للأمة العربية أصبحت واضحة كعين الشمس: في الصراع القائم حالياً بين إيران وأمريكا، على الدول العربية الانحياز إلى صف إيران والتخلص من مشروع الهيمنة الأمريكية على المنطقة، لان هذه هي فرصة تاريخية للدول والشعوب العربية للتحرر من نير الامبريالية العالمية الشرسة التي يقودها اغبى رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، جورج بوش، وأكثر رئيس أمريكي يحتقر العرب ولا "يعبرهم".
نحن نعلم أن الشعوب العربية برمتها تقف إلى جانب إيران بعكس الأنظمة الفاسدة والديكتاتورية المسيرة من قبل الإدارة الأمريكية، وبالتالي فان استمرار توسع الهوة بين الحكام المستبدين والشعوب المقموعة آخذ بالازدياد، ولا يستغربن احد إذا كانت هذه القضية هي بداية التحرك العربي الشعبي ضد الأنظمة التي تقمع شعوبها من اجل إرضاء واشنطن وحلفائها. وبالتالي نقترح على السيد عمرو موسى أن يعلن وفاة النظام الرسمي العربي، مثلما اعلن وفاة العملية السلمية، بدلا من محاولة التغطية على هذا النظام وعجزه وفشله باختراع مبادرات جديدة غير مجدية.
رابعاً: الرأي العام العربي يريد خطوات جدية من الأنظمة الحاكمة بقوة المخابرات، مثل سحب السفراء او التلويح بورقة سلاح النفط، وفتح المعابر المغلقة امام الفلسطينيين في قطاع غزة، أما غير ذلك من طرح مبادرات التفافية للتملص من مواجهة الواقع المر والمرير، والتآمر والتواطؤ مع الغرب ضد إيران، فهو مضيعة للوقت، وتأكيد جديد على إفلاس الدبلوماسية العربية.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.03
EUR
4.72
GBP
237264.42
BTC
0.52
CNY