الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 08:02

وفاة الحاجة نعمة شحادة توتة ميعار وهي تحمل مفتاح منزلها منتظرة العودة

امين بشير -
نُشر: 26/03/12 18:44,  حُتلن: 00:23

أهالي قرية ميعار مثلهم كباقي أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل عام 1948، فميعار التي كانت قرية صغيرة على قمة تلة، في سلسلة الهضاب في الجليل الأسفل والمطلة على السهل الساحلي

المرحومة الحاجة نعمة شحادة توتة القرية العربية المهجرة ميعار قد عرفناها طويلاً ومنذ سنوات وهي تزور مسقط رأسها في ذكرى إحياء النكبة الفلسطينية من كل عام وكانت نعم الشخص المعبر لقضية اللاجئين الفلسطينيين عن اراضيهم وحتمية العودة

الحاجة نعمة شحادة توتة القرية العربية المهجرة ميعار مسقط رأسها ورأس الآباء والأجداد والتي هجرت مع أفراد عائلتها منها ابان اقتحام العصابات الصهيونية في ليلة ظلماء في العام 1948. الحاجة نعمة شحادة "أم حسن" والتي تقطن مع افراد عائلتها في مدينة طمرة قد رحلت اليوم الاثنين عن هذه الدنيا لتلقى وجه ربها راضية مرضية وقد عم الحزن عائلتها الكريمة، مع الإشارة الى أن المرحومة نعمة شحادة قد عرفناها طويلاً ومنذ سنوات وهي تزور مسقط رأسها في ذكرى إحياء النكبة الفلسطينية من كل عام وكانت نعم الشخص المعبر لقضية اللاجئين الفلسطينيين عن أراضيهم وحتمية العودة، فقد كانت تجمع الأطفال والشباب والصبايا من حولها وهي تتنهد تنهدات اللاجئين في مخيمات الشتات في نهر البارد والمية مية وصبرا وشاتيلا واليرموك، واذا تحدثت الحاجة نعمة سكت الكلام من حولها لتدمع العين وتحن للقاء الأهل وتتذكر عذابات أبناء الشعب الفلسطيني في مراحل نكبته المتكررة، حتى يومنا هذا.

أهالي قرية ميعار مثلهم كباقي أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل عام 1948، فميعار التي كانت قرية صغيرة على قمة تلة، في سلسلة الهضاب في الجليل الأسفل والمطلة على السهل الساحلي فإنها تبعد 18 كم شرق عكا، و7 كم إلى الغرب من سخنين، وأقرب قرية إليها كانت شـَعـَب التي تقع في أسفل سفح التلة التي تتربع ميعار على قمتها.

فرصة العودة
وعشية التهجير عام 1948 عاش في ميعار 893 نفراً منهم عائلة محمد وآمنة شحادة، ومعهما ابنائهم قاسم، حسين، بركات، جليلة، فاطمة، ريمة ونعمة شحادة بطلة قصتنا ومع بدء العصابات الصهيونية مهاجمة القرية من الجهة الغربية ما كان من رب العائلة محمد شحادة وزوجته وابنائه الا أن رحلوا من البلدة فمكثوا في وادي الخشب القريب من شعب عدة ايام ومن ثم بدأ زحف العصابات يقترب وكانوا من اجل أن يتدبروا أمورهم كانوا يغيرون ليلاً على البلدة لإحضار حاجياتهم ومونتهم من الحبوب المتبقية الا أنه سرعان ما منعوا، الأمر الذي اضطرهم للهجرة شمالاً فمكثوا فترة من الزمن في بلدة حرفيش، وهناك إنقسم أفراد العائلة فقد قرر الوالد محمد وزوجته آمنة ومعه ابنيه حسين وبركات بالتوجه الى لبنان، في حين قرر القسم الآخر العودة الى سخنين حتى يظلوا على مرمى حجر من مسقط رأسهم ميعار الا أن الأيام تلتها ايام وسنة وراء سنة ولم تتاح الفرصة لأحد العودة.

المرارة والألم
وكان موقع العرب قد التقى الحاجة نعمة محمد شحادة "أم حسين" في زيارتها الاخيرة الى مسقط راسها ميعار وقالت يومها:"انا كنت متزوجة ولما رجعنا من حرفيش رجعت مع زوجي وابن عمي، ورافقوني شقيقاتي جليلة وفاطمة وريمة واخوي قاسم، ومكثنا في سخنين فترة ومن ثم انتقلنا الى طمرة انا واخوي قاسم واختي ريمة أما فاطمة فسكنت في كابول وجليلة في شعب، وطالت الأيام وصرنا نعد يوم ورا يوم واحنا منستنا تيصير فرج بقضيتنا إلا انه ما في شيء جديد، والاشتياق صار اكبر حتى نعرف شو صار بأهلي في لبنان وصرنا نسمع اخبار من هون وهناك وما نتأكد، وبقينا على هالحال عشرات السنين ومات والدي وماتت والدتي في لبنان وبقي لدينا أمل أن نرى أحد من اخوينا حسين وبركات الا أن الاخبار اللي وصلتنا بعيدنا كدتنا انهما قد توفيا خارج الوطن وهكذا تجرعنا المرارة والالم على مدار سنوات النكبة، فوالدي الذي خرج معنا يوم أن هجرنا من ميعار اعتقد أن الترحيل هو بسبب المعارك وأنه لن يطول الامر سوى يوم أو يومين الا أن مفتاح الدار ظل معو بقمبازه على أمل أن تكون له عودة ، ولما رجعت وهو توجه للبنان انا أخذت مفتاح الدار الا اننا لم نعثر الا على خراب بعد أن دمروا كل منازل ميعار وحتى الجامع تم هدمه والبئر الذي بجانبه دملوه ولم يبقى سوى التوتة وها هي موجودة وما زالت خضراء".

أمل الرجوع
وأضافت يومها نعمة شحادة "أم حسن: "حاولنا نحن والبعض من أهل ميعار العودة إلى قريتنا، إلا أن الجيش طردنا وهددونا بالقتل فخفنا من أن ينفذوا تهديدهم غير اننا علمنا أن عائلة أو اثنتين قد تمكنوا من العودة للقرية والاختباء داخل غرف لم تهدم فما كان من الجيش الا أنهم فاجئوهم وطردوهم الى سخنين وقاموا بهدم كل بيوت البلد وتركوها كومة احجار وما بقي منها سوى المقبرة الغربية والشرقية، فإن جميع المهجرين كانوا على قناعة وبعد سنوات من التهجير أنهم سيعودون الى مسقط رأسهم ميعار، لدرجة أن كل المهجرين كانوا يرفضون أن يشتروا لهم أراضي او مساكن في البلدات المضيفة لهم، وأكثر من ذلك فإن بعض من مروا بظروف مادية صعبة من مهجري ميعار قاموا ببيع أراضيهم في ميعار لاقارب لهم كونهم كانوا على قناعة انهم عائدون لميعار، ومنهم من رفض حتى أ يبيع ارضه في ميعار بالرغم من أن الكواشين معه لأنه متأكد من انه سيعود لبيته وارضه".

المحافظة على الزيارة
وتؤكد الحاجة نعمة شحادة "أم حسين" أنه وبالرغم من عمرها الذي يزيد عن 88 عام الا انها وباستمرار تحث ابنائها الخمسة وبناتها الثلاث وجميع احفادها أن يرافقوها كل عام الى مسقط راسها ميعار وتوصيهم بالمحافظة على هذه الزيارة من كل عام لعل الله أن يرحم ويعفو وأن تكون العودة يوماً ما وأن لم تكن على جيل الكبار فإنها تكون في زمن الابناء او الاحفاد ، وأن لا ينسوا أن ميعار لها أهل ولن ينساها أحد، وان ما يغص في قلبها وفاة والديها واخويها بعيداً عن عينيها ولم ترهما منذ العام 1948 وقد توفوا جميعا خارج الوطن الذي كانوا يحنو له ... ونظمت رثاء لهم تقول فيه ما تسمعون.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.84
GBP
244787.73
BTC
0.53
CNY