الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 17 / مايو 11:02

دروس وعبر...خلّفها الربيع العربي/ بقلم:قيس عمر المعيش العجارمة

كل العرب
نُشر: 27/03/12 13:10,  حُتلن: 13:57

قيس العجارمة في مقاله:

الحكمة والعبرة هي ضالة المؤمن فلا بد من أن نستعرض بعضاً من أهم العبر والدروس التي خلّفها قطار الحرية حينما شق طريقه من تونس وتوقف في القاهرة


أولى هذه الدروس والعبر تمثلت في زئبقية المبادئ والقيم لدى الكثير من التيارات والأحزاب السياسية في المنطقة العربية وخصوصا الأحزاب الاسلامية

الأحزاب الاسلامية لطالما كانت تتأسى وتتألم على تعامل الانظمة الحاكمة مع قوى الشر والاستعمار والامبريالية وطالما اشبعتنا نواحاً وعويلاً على الأقصى المغتصب وفلسطين الأسيرة

لم يكن يخطر في بال أحد بزوغ فجر جديد على منطقة الشرق الاوسط محور الاستقرار والنشاط السياسي والاقتصادي العالمي، لا سيما بعد حالة الاحباط التي سادت المنطقة عقب احتلال العراق وسقوط رمز من رموز العزة والقومية العربية الشهيد البطل صدام حسين. ودخلت المنطقة العربية في حالة سبات عميق ويأس شديد، وتحول المزاج العام لدى الشعوب العربية من ثقافة القومية والوحدة العربية الى ثقافة القومية المحلية والوطنية. وهذا في اعتقادي أحد أهم الأسباب التي أدت إلى إرساء قواعد الثورات الشعبية والربيع العربي.

خسارة كبرى
وبعد انطلاق الشرارة الاولى من تونس وإنتقالها إلى باقي الدول العربية والتي غيّرت الخارطة السياسية للمنطقة بأسرها، بما حملت من سقوط لرموز وقواعد كان أهمها الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك والذي شكّل وجوده على رأس الهرم المصري ومن ورائه الهرم العربي ضمانة لا تعوّض لاستقرار وانسيابية الاجندة الامريكية والاسرائيلية في المنطقة العربية. وهذه الخسارة الكبرى والجسيمة للولايات المتحدة الأمريكية جعلها تسارع الى إحتواء الوضع من خلال التناغم والانسجام مع مطالب الشعوب العربية ثم مسايرة هذه الموجة، وصولا إلى ركوبها والتحكم بها من خلال حلفاء كانوا اصغر حجما واقل شأناً في السابق من أن يتولوا مهمة يد امريكا في المنطقة!!

زئبقية المبادئ والقيم
هذا بإختصار شديد خلاصة ما قبل الربيع العربي وما بعده. ولأن الحكمة والعبرة هي ضالة المؤمن فلا بد من أن نستعرض بعضاً من أهم العبر والدروس التي خلّفها قطار الحرية حينما شق طريقه من تونس وتوقف في القاهرة، ليسير بعد ذلك على سكة حديدية صنعت خصيصا له وبالشكل الذي يراه البيت الأبيض مناسباً. وأما أولى هذه الدروس والعبر فلقد تمثلت في زئبقية المبادئ والقيم لدى الكثير من التيارات والأحزاب السياسية في المنطقة العربية وخصوصا الأحزاب الاسلامية والتي لطالما كانت تتأسى وتتألم على تعامل الانظمة الحاكمة مع قوى الشر والاستعمار والامبريالية، وطالما اشبعتنا نواحاً وعويلاً على الأقصى المغتصب وفلسطين الأسيرة. وها هي اليوم وبعد أن تبوئت عرش السلطة في بعض الدول أو في طريقها إليه نراها قد اغرقت في الاعتدال والتناعم مع اللحن الامريكي، بل والتحالف مع الغرب في سبيل نشر الحرية المبرمجة ونصرة المظلومين، وهيئت الفتاوى وجيشت المقاتلين لمعارك يخوضها الغرب بأدواته ووسائله،فأصبحت في خندق واحد مع من كانت وحتى الأمس القريب تعتبر مجرد مصافحته أو الحوار معه شبهة خيانة للامة والدين. ولم تقتصر زئبقية المبادئ والقيم على تلك التيارات والاحزاب بل تعدتها إلى بعض الانظمة الحاكمة والتي أصبحت تجاهر في انقلابها على القيم والمحرمات فكثير من الدول قدمت اولوية العداء للشيعة على اسرائيل .

قلب الحقائق
وأما ثاني هذه الدروس والعبر فلقد مثّلته قاعدة أن المال هو من يصنع الرجال وليس العكس. ولا يخفى على أحد في هذه الايام صنائع المال من أرذال الرجال والذين كانوا اقزاماً واصبحوا عمالقة. وأما ثالث هذه الدروس والعبر فهو القدرة الخارقة لأهم الفضائيات العربية على قلب الحقائق وتزييف الوقائع فأنقلب دورها من ناقل امين للحقيقة الى صانع للسياسة و للرأي العام ووسيلة قذرة للتزوير والغبن ينطبق عليها قول الشاعر جرير:
اذا غضبت عليك بنو تميم .......حسبت الناس كلهم غضابا
وكأن جرير يقول اليوم:
اذا غضبت عليك الفضائيات.....حسبت الناس كلهم غضابا

ليست هذه كل العبر بل جلها....وليس مانراه فيضها بل غيض من غيظها

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 
 

مقالات متعلقة