النائب بركة:
النكبة لم تكن جريمة ارتكبت في يوم موحد حتى وإن كنا نحييها في التاريخ الذي أعلن فيه عن قيام اسرائيل بل استمرت على مدى سنوات

حينما نتحدث عن البقاء والهوية فهذا ليس مجرد شعار تحقق على الارض بحسن نوايا الصهيونية بل رافق هذا نضال مرير ما نزال نخوضه حتى اللحظة

هناك من رأى من شعبنا والشعوب العربية ببقائنا في وطننا كنوع من التساوق مع المشروع الاسرائيلي وكان هذا محض تجني حتى انجلت الصورة أمام الجميع على مر السنين

استضاف مركز "الديوان" للثقافة والتراث في قرية قراوة بني زيد في الضفة الغربية المحتلة هذا الأسبوع، النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ضمن البرنامج الأسبوعي الذي يعده المركز ويجري بثه في إذاعة فلسطين يومي السبت والأحد، اضافة إلى أن إذاعة عربية تبث مقاطع من هذه اللقاءات. ومركز "الديوان" هو معلم من معالم قرية قراوة بني زيد العريقة، إذ بادر أهالي القرية إلى ترميم أحد أقدم البيوت في القرية، وحولوه إلى مركز ثقافي يجمع بين العراقة والحضارة، في قرية تئن كأخواتها من قرى ومدن فلسطين من الاحتلال وحصاره، فرغم صعوبة المنطقة هناك، بين جبال فلسطين الشامخة والعامرة بأهلها، تصر قراوة بني زيد على الحياة والتطور وبناء المستقبل الأفضل، سوية مع النضال من أجل الحرية والاستقلال.

 
وقد ادار اللقاء الصحفي الإذاعي نضال عرار، مرحبا بالنائب بركة، ومشددا على الدور التاريخي للجماهير الفلسطينية في وطنها. وقال بركة في كلمته، إن النكبة لم تكن جريمة ارتكبت في يوم موحد، حتى وإن كنا نحييها في التاريخ الذي أعلن فيه عن قيام اسرائيل، بل هي استمرت على مدى سنوات، من خلال جرائم العصابات الصهيونية التي ارتكبت المجازر في القرى الفلسطينية الواحدة تلو الأخرى، بهدف ترهيب الأهالي ودفعهم على الرحيل، ولكن في الغالب كان ترحيل قسري، وساهمت فيه جهات في جيش الانقاذ الذي عممت أوهام: "اخرجوا لأسبوعين أو ثلاثة وستعودون.

الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية
وتابع بركة قائلا، إن المجازر بدأت قبل 15 ايار 1948 بكثير، ولكنها استمرت بعد ذلك التاريخ في المناطق التي كانت مخصصة للدولة الفلسطينية وفق قرار التقسيم، فمثلا ترحيل وتدمير قرية صفورية، أكبرى قرى فلسطين المدمرة جرى في منتصف شهر تموز 1948، وبعدها جرى الاستيلاء على الناصرة، وحتى شهر آب التالي استكملت اسرائيل والعصابات الصهيونية الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية من دون الضفة والقطاع ومنطقة المثلث. وقال بركة، إن الصهيونية اعتبرت بقاء 153 الف فلسطيني، نحن، هو خطأ استراتيجي، وحاولت "تصحيح هذا الخطأ"، وفق تعبيرها بمجازر اخرى، من بينها مجزرة كفر قاسم، ولكن من جهة أخرى، هناك من رأى من شعبنا والشعوب العربية ببقائنا في وطننا كنوع من التساوق مع المشروع الاسرائيلي، وكان هذا محض تجني، حتى انجلت الصورة أمام الجميع على مر السنين.

معركة البقاء في الوطن
وأضاف بركة، إننا حينما نتحدث عن البقاء والهوية فهذا ليس مجرد شعار تحقق على الأرض بحسن نوايا الصهيونية بل رافق هذا نضال مرير، ما نزال نخوضه حتى اللحظة، وحفاظنا على اللغة أيضا لم يكن بالأمر السهل، إذ حافظنا على اللغة واللهجة الفلسطينية، وهذا ما ميزنا عن الآخرين، الذي فرضت عليهم قسرا لهجات الدول التي لجأوا اليها. وتوقف بركة مليا عند محطات أساسية في تاريخ معارك الجماهير العربية في وطنها، بدءا من معركة البقاء في الوطن، ثم معركة الهوية، التي حملت تناقضات في داخلها، ولكن الحسم فيها كان لهدف البقاء، ومعارك الارض، وعدد سلسلة من القوانين والأنظمة العنصرية التي وضعتها اسرائيل، لتسلب 95% من الأراضي التي كان يملكها الفلسطينيون في المنطقة التي أقيمت عليها اسرائيل، فمن اصل 80% من الأراضي التي كانوا يملكونها لم يبق بملكيتهم أكثر من 3%. واستعرض بركة حيثيات يوم الارض وكل الفترة التي سبقته، وكان إن يوم الارض كان السلوك الجماعي الأول التي يتم في يوم واحد، وكان نقطة تبلور مرحلة سابقة، ونقطة انطلاق في تصعيد النضال، وهي مرحلة كان في الحزب الشيوعي القوة الأساس في الشارع الفلسطيني وقاد يوم الارض واضرابه. وكان القسم الثاني من اللقاء أسئلة ومداخلات من عدد من الحضور، ورد بركة على الأسئلة.