أبلغت دائرة اراضي اسرائيل المواطن صالح سواعد (ابو الخير) من سكان حي رمية العربي القريب من حي رابين جنوب غرب مدينة كرميئيل باوامر هدم واخلاء لعدة براكيات من الواح الزينكو التي تأوي اكثر من 25 نفر من  العائلة صادرة عن المحكمة المركزية في حيفا وذلك حتى 25 من هذا الشهر.

ويعيش المواطنون العرب في حي رمية جنباً الى جنب مع الحي اليهودي  "رابين" وهو حي جديد اقيم على اراضي المواطنون العرب المصادرة منذ قيام الدولة ويتمتع سكانه المهاجرين الجدد بكل مقومات الحياة.
صالح سواعد يسكن على ارض قد اشتراها عام 1962 وهي بمساحة 20 دونم و20 سنتمتر وقد اقام غرفتين على طرف الارض وبعد سنوات قد زوج ابنائه واقام عدد من البراكيات من اجل ايواء عيالهم وقبل عدة سنوات بعثت دائرة اراضي اسرائيل وبلدية كرميئيل اوامر باخلاء للمنازل بحجة ان الارض مصادرة لصالح اراضي اسرائيل وقد استصدرت بلدية كرميئيل ودائرة اراضي اسرائيل اوامر باخراجي من ارضي من المحاكم الاسرائيلية.

صالح سواعد

وحول المفاوضات التي تمت عام 1995 مع دائرة اسرائيل وافقت بان يتم مصادرة الارض مقابل ست قسائم للبناء وخلال المدة الماضية تزوج ايضاً لدي ابن وطالبنا باعطائه قسيمة اخرى بما انه تزوج حديثاً ومن حقه الحصول على قسيمة بما ان الاتفاق قد ابرم عام 1995 واليوم نحن في 2008 الامر الذي رفضه المسؤولين في دائرة اراضي اسرائيل بادعاء بان الاتفاقية قد ابرمت ولا يستطيعون تغيير ذلك.

 ففي الوقت الذي لا تدخر جرافات بلدية كرميئيل ووزارة الإسكان جهدا في سبيل رفاهية القادمين الجدد وبالمقابل فإن كل تطوير تلك الاحياء اليهودية هناك سيسة تطهير لكل ما هو عربي.
 الجرافات نفسها التي تعمر وتبني للحي اليهودي تقوم هي ذاتها باعمال التجريف المتكررة من حول البراكيات لاهل الحي البدوي رمية وكل ذلك لرفاهية شعب على انقاذ شعب آخر .
يقول صالح سواعد ان العرب هنا في حي رمية على أرضهم منذ عشرات السنوات وقبل ان يأتوا بكرمئيل والجميع يرفض ان يعترف بحقنا في الوجود على ارض آبائنا واجدادنا.
وانا اليوم بعمر 65 سنة ولم ارى بحياتي يوماً سعيداً بل كلها ايام تعاسة وشقاء ولم ينعم احدمن افراد عائلتي بالسعادة وكل الوقت مهددين بالترحيل والاخلاء والهدم.

ويشير صالح سواعد الى احدى البراكيات بالقول هذه البراكية بطول 3 امتار بعرض مترين وتسكن فيها ابنتي التي تعلمت في مجد الكروم وكانت كل يوم تذهب سيراً على الاقدام مسافة سبعة كم وتعود من المدرسة كذلك الامر مشياً على الاقدام وفي كل الظروف صيفاً وشتاء ولم يكن عندنا كهرباء وتعلمت على ضوء الشمعة ودرست الطب في رومانيا واليوم هي طبيبة بعد ان انهت الامتحان في البلاد بامتياز، ومن يصدق ان هذه البراكية هي لطبيبة تطبب العرب واليهود في المستشفى في حين ينظر الينا البعض من جيراننا اليهود باننا غير حضاريين وغير متطورين بل ويظنوا اننا متخلفون ولا نسطيع ان نكون في ركب الحضارة.

فالمعاناة اليومية مستمرة وظروف حياتية مأساوية يعيشها كل سكان الحي وتتواصل صرخة أهالي رمية ووقفتهم الصامدة ضد محاولة "أقتلاعهم" دون التوصل معهم الى أتفاق مبني تبادل للارض منصف ويضمن لهم مستقبل زاهر لهم ولاولادهم .
وها هو القضاء الاسرائيلي يتضامن مع توجهات دائرة اراضي اسرائيل ولا يجبرهم على تنفيذ الاتفاقية المبرمة عام 1995 ويصدر اخطارات باخلاء منازلهم وترحيلهم قسراً فهل من مغيث يساهم في مساعدتهم وتخفيف الاعباء عنهم.