الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 10 / مايو 09:02

إلى التي سمّيتها كل شيء/بقلم:معين أبو عبيد

كل العرب
نُشر: 19/03/12 22:20,  حُتلن: 07:46

بزوغ فجر يوم 21 آذار، وإشراق شمس هذا اليوم المميز، يملأ القلب دفئا بعد برد الشتاء القارص. في هذا اليوم تتفتح أكمام الزهر وتبرعم الأشجار الغضة والورود على اختلافها؛ لتبشر بقدوم فصل الربيع، فصل المحبة والسكينة. فيه تحتفل الطبيعة الخلابة بقيامتها بعد سبات دام بضعة شهور معلنة تجدّد الحياة. ويحلّ عيد الأمّ بعد خمول وذبول.
ليست كلمة الأمّ مجرد لفظة صغيرة، بل هي عظيمة تعبق بالأمل، الحنان، والمودة. هي كلمة تنطق بها جميع الكائنات على وجه البسيطة؛ طلبا للعطف. كلمة لا تعرف معنى الحرمان، ولا يُمل تكرارها الذي يضفي عليها معاني جديدة في كلّ مرّة، لتبقى سر الوجود. كيف لا ؟ والأمّ هي الرخاء، التجدد، العطاء، ومصدر القوه. هي التعزية في الحزن، والرجاء في اليأس. تزرع بذور المحبة والتسامح، وتشيع في قلوبنا الأمن والأمان. هي البلسم الشافي لأوجاعنا والمسكن الحقيقي لآلامنا وهمومنا حين تهجم علينا متاعب الحياة وأعباؤها، بل هي شمعة ليالينا المظلمة، ومرآتنا الساحرة إلى الحياة.
إلى أمهات العالم عامة، وأمي العزيزة خاصة، اعذرنني إن لم تكن كلماتي هذه، أفضل وأروع كلمات دوّنت. حقيقة، حاولت أن أكتب مثل هذه الكلمات، لكن الموقف يخرسني؛ لأنك، أيتها الأمّ، فوق الكلام. لا، لا تحزني!! فلا شيء في هذه الدنيا الفانية يستحق دمعة من دموعك، واعلمي أنه لا بد أن تعود الطيور المهاجرة؛ لتغرد أجمل الألحان، وسوف تشرق الشمس من جديد لتبعث شعاعها الخافت بلونه الذهبي؛ فيخرق أغصان الأشجار، ونافذة شباك شرفتك، مبشرة بولادة يوم جديد.
رماح بريئة تناجي كلّ من فقد أمّه، وتبثهم أرق المشاعر؛ لأنها تدرك ما يجول في أعماق هؤلاء من حسرة ولوعة في هذا اليوم، وتعي ما يعتمل في نفوسهم من غصّات موجعة في هذه المناسبة. حقا أيها الأخوة، لا يمكنكم الابتعاد عن الماضي ومحوه من الذاكرة، وإن شوقكم "لست الحبايب" لا يوصف، إنه يفوق شوق الملك المخلوع لأيام مجده، وشوق الأسير إلى الحرية.
عبر هذه السطور، تخاطب رماح بريئة، المشاعر الإنسانيّة في كل بقاع العالم، أن اعملوا كل ما في وسعكم لتجعلوا هؤلاء سعداء في هذا اليوم، ولا تنسوا يتيما أو فقيرا، أو حزينا لتجد البسمة طريقها إلى نفوسهم، مثلما تجدها إلى وجوههم. وأخيرا تبقى لنا همسة تقضي بأهميّة الإحسان للأمّ، ليس في هذا اليوم فحسب، إنما في كل يوم، وكل ساعة، وكل دقيقة ولحظة، لأنها تجسد لنا الكثير، إنها سبب وجودنا، ونبع الحب الذي لا ينضب، فهلاّ تعلّمنا منها!!!
الله أسأل أن يحفظك أيتها الغالية، ويرعاك بعطفه وحنانه.
لقد صدق عظماء العالم فيما وصفوها، وتغنى بها كبار الشعراء، فقال شكسبير :
"ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم، ولا وردة أجمل من ثغرها"
وقال أبراهام لنكولن: "لن أسميك امرأة سأسميك كل شيء "
وخير ما قيل قوله تعالى: "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا" (الإسراء، 24).

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة