الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 09:02

القرضاوي أسد على الأسد ومهذب مع البيبسي/ بقلم: عبد الكريم أبو كف

كل العرب
نُشر: 19/03/12 12:01,  حُتلن: 15:01

 عبد الكريم أبو كف في مقاله:

عرفنا الشيخ القرضاوي من خلال تهذيبه في انتقاداته لاحتلال العراق وأفغانستان ومحاصرة غزة حيث كان طويل البال غير متسرع في مواقفه

القرضاوي كان صامتا ومترويا ومتواضعا كثيرا عند ما أحرق القرآن وانتفض الشعب الأفغاني وقتل منهم العشرات على أيادي رجالات الغرب من حكام نصبوا بالقوة

من حقنا أيها السادة أن نتساءل ما الذي غير الشيخ الفاضل وجعله يطلق الفتواوي يمينا ويسارا وينعت دولا وأنظمة بأشد العبارات حيث كان يحترمها ويزورها؟

ظهر القرضاوي العالم الكبير ، شاع الصيت ، والذي لا ننكر ، وسع علمه، وفقهه ، وشمولية معرفته وفصاحة لسانه ، وتصويب صوته ، ودماثة رشده ، ووناسه ندواته تحت قبة قناة الجزيرة في مضارب قبيلة سمو الأمير حمد، في إمارة هذا الأمير عرفنا الشيخ من خلال تهذيبه في انتقاداته لاحتلال العراق وأفغانستان ، ومحاصرة غزة حيث كان طويل البال غير متسرع في مواقفه حتى على "البيبسي" والهامبورغر" حينما كان يقسوا الغرب على المسلمين ، ويفتك بهم كان يدعو إلى مقاطعتها وعدم شربها أو أكلها في ندواته الشهيرة تحت عنوان " الشريعة والحياة" وكان حينما يسألونه المتصلين أن يفتي ضد القتل، والحصار كان يحاول الابتعاد عن أسئلة المتهورين ، ولا يلتفت لمثل هذه الأسئلة من الناس لأنهم يريدون مواقف صارمة "وحربية" مكتفيا بمحاربة "البيبسي" والهامبورغر " وكأن أطفال غزة ، والعراق يعيشون في "واشنطن"، أو في "لندن " أو في "باريس"، وينعمون بهذه النعم.

صامت ومتروي
كان صامتا ومترويا، ومتواضعا كثيرا عند ما أحرق القرآن وانتفض الشعب الأفغاني، وقتل منهم العشرات على أيادي رجالات الغرب من حكام نصبوا بالقوة ، لم يفتِ الشيخ ولم يهاجم أحدا، وكان يتجنب التسرع بإطلاق الإحكام في هذا الشأن ، مدح في السابق أنظمة اليوم يهاجمها، وينتقدها، ويفتي بقتلها ، ووجوب محاربتها في الوقت نفسه لم يسمع شيخنا الفاضل أزيز "الباتشي" وطائرات "الشبح" وصواريخ بوش حينما كانت تنطلق بالقرب من قبة قناة الجزيرة حينما كان يعطي الدروس في الشريعة، والحياة لتفتك بشعب المسلم في العراق ، وأفغانستان ، وغيرها من القطار العربية.

ما الذي غير الشيخ؟
من حقنا أيها السادة أن نتساءل ما الذي غير الشيخ الفاضل وجعله يطلق الفتواوي يمينا ويسارا وينعت دولا وأنظمة بأشد العبارات حيث كان يحترمها، ويزورها؟ وما الذي غير الشيخ الفاضل ليجعله يحلل التحالف مع من قتل أطفال العراق ، وأفغانستان ضد شعب ، ودول مسلمة ، وتدميرها بهذا الشكل؟ّّ

الجدار الفولاذي
ولماذا لم يصرخ شيخنا الفاضل ويكون حاسما في وجه الذين حرقوا القرآن أو أساءوا إلى رسولنا عليه أفضل الصلوات أو من قتل 16 أفغانيا مسلما؟ ولماذا لم يقف أمام الجدار الفولاذي ليلوح بمنساته ليقول ارفعوا الجدار إنه محرم شرعا؟ وهل يحق في الإسلام لشيخ بقدر شيخنا أن ينام في بهجة النور وفي رغد الحياة بينما تنام أمهات الثكلى، واليتامى، والمسكين في عتمة غزة؟ لماذا لم يصمت ويحتسب ويستغفر حينما تهز طائرات "الشبح " قبة قناة الجزيرة منطلقة لمهمات قتالية وهو يعطي المواعظ في برنامجه المشهور الشريعة والحياة؟ّّ!  هل لشهرة الشيوخ ، والمحللين المفكرين، والفضائيات عمل لا نعرفه نحن؟

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة