وعند المغيب وقفت أتأمل الشمس الغاربة وهي تشد خيوطها الذهبية نحو السماء وتحتضن أشعتها السحرية كأم رءوم تحتضن أبناءها عند نومهم فتقبلهم قبلات حب لا تخرج الا من شفتي أم !.
هنالك وقفت على ربوة خضراء عالية, شموخها من شموخ بلادي الصامدة، ارقب ذلك النور الذي تجّمع في الأعالي ولكم راقني ذلك المنظر الجميل الذي بدت فيه الشمس كلؤلؤة حمراء وهي تستعد لسبات الليل.
وما أن مرت لحظات حتى خيّم الليل بسواده فاخذ يطرز حواشي الأفق ثم ظهرت النجوم المتلألأة وطلع البدر الجميل وهو يرتدي ثوب النور كملك يزّين السماء.
وحينما كنت مستغرقا في هذه التأملات الجميلة, أرسلت طرفي إلى الناحية التي مالت عندها الشمس في غروبها فخاطبتها قائلا :
لولا غروبك أيتها الشمس لما ظهر البدر ملكا وما نثرت النجوم أعدادها في السماء ففي مغيبك تكمن أصالتك في كل ما يتجلى في الليل وفي صباح
الغد ستستيقظين من سباتك وستقبّلين الطبيعة النائمة في جنح الظلام بقبلة سحريه فيفتح الصبح أجفانه ويبتسم..وستتعانق الأزهار بشوق حتى يفوح عطرها ويضيع شذاها وستغرد البلابل الصداحة معلنةً ولادة يوم جديد. لا يلبث ان يولد ذلك اليوم من رحم الحياة حتى ينقضي. تلك هي أيامنا الجميلة.. سريعة الزوال.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net