الواحد والعشرين من شهر أذار (21-3) هو عيد الأم ولكن أمي هي عيد كل أيام
حياتي...فهي الزهرة التي تملأ الكون بعطرها... هي الوردة التي تزين
الحياة بشكلها...هي الماضي والحاضر وأمل المستقبل القادم الذي لا معنى له
دون وجودها بقسوتها وطيبتها . فهي الشيء الوحيد الصادق بهذه الحياة تعطي
دون إنتظار مقابل، تمسح دمعة العين رغم أن عيونها كثيراً ما اغرورقت
بالدموع دون أن يشعر أو يبالي بها أحد، تسهر ليالي طوال إلى جوارك رغم
أنه لا يخطر على بالك سهر ليلة وأحدة إلى جوارها وإذا كنت ظمأن مستعده أن
تسقيك من ماء عيونها وإذا كنت جائعاً تطعمك روحها فقد إحتملت وتحتمل
وستحتمل ما لم يحتمله الجبال حتى توصلك إلى بر الأمان

فهي عظيمة بأمومتها، رائعة بجوهرها، حكيمة بمبدأها، شريفة
بنزاهتها...فالعفاف أهم خصالها والعفة عنواناً مدوناً على جبينها

أمي ...قبل أن أبعث لكِ بأجمل التهاني يجب أن اقدم لكِ إعتذاري

عذراً لو في يوم كنت سبب سقوط دمعة من عينكِ وسرقت بسمة عن شفاهكِ...
عذرا...بحال تجاهلتُ نصائحكِ وكلماتكِ التي لا تقدر بكنوز العالم وسرت
وراء الأيام وتعلمت من الحياة فبطبيعتي لا أسمع لأي إنسان...عذرا...بحال
شغل تفكيري عنكِ شغف النجاح والركض وراء اللأحلام والسعي في دروب تحقيق
الطموح حتى لو كلف ذلك الدوس على كل ما هو ممنوع...عذراً...لو شكلت عليكِ
عبئً أو حملاً بسبب إختياري إلى درب بحاجة للكثير من العناء وسهر الليالي
حتى لو كان ذلك على حساب صحتي وراحة بالي...عذراً ...بحال لم أسد لكِ
الدين فقد أعطيتني من رصيد حياتكِ وعمركِ الكثير وأنا لم أقدم لكِ سوى
القليل...القليل

عذراً يا زهرة الكون لو إختلصت الكثير من رحيقكِ دون التفكير بما سيحصل
لكِ وما هو مصيركِ..,عذراً...إذا كنتِ بسببي تذبلين وتهرمين وأنا أجري
وراء أحلام السنين لحصد النجاح من البساتين دون التفكير أي ثمن ستدفعين

عذراً...عذراً...عذراً...والان كل عام وأنتِ بألف خير...كل سنه وانتِ
نبع المحبة والوئام...كل سنة وأنتِ تاج فوق رؤوسنا

ولو أنه يا أمي في موتي حياتكِ...فسأموت حتى تحيين فحتى لو حكمت الحياة
بالفراق ستبقى ذكراكِ خالدة حتى الممات ولو كان بالإمكان وهب الأرواح
لوهبتكِ روحي ودفعت عمري ثمن لبقائكِ...ففراقكِ بركان شظاياه الانين،
لوعة القلب وصرخات الحنين التي سترافق كل من عرفكِ على مر السنين

فلا أطلب شيء ولا أتمنى سوى أن يطيل الله بعمركِ وأن تبقين كزهرة الياسمين...أمين
 

الناصرة

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net