الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 06:01

سمارة حمدان يكتب بمنبرنا:إمرأة رحل رجلها

كل العرب
نُشر: 10/03/12 09:50,  حُتلن: 18:43

لطالما أشارَت ببنانها نحوهُ قائلةً .. هذا حبيبي ، والجّفنُ يرجف والفُؤاد .. والعينُ تدمع مسرورةً , والفخر يتهاوى من على وجنتيها أينما داست أقدامها ..
أحبّتهُ كثيراً .. حتّى كاد الحبّ ينقطع عن الآخرين , عشقت فيه شرقيّته ورجولته ، وعشقت فيه غيرته المجنونة ، أحبّت فيه  أسوأ صفاته !
أحبّت الغضب العارم ، والكذب الجميل فوق شفتيه ...
كانت تعشق أعذاره المتصنّعة لغيابه .. بل واستهوتها رعشة الكذب فوق حاجبيه ..
أحبّت أنفاسه حينَ يصمت ، وعشقت فيه مخارج الحروف إذا ما بالكلام باح !
كانَ العالم يختفي من حولها إذا ما جالسته ، فالأريكة ، وتلك المنضدة .. وأواني الزّهر , لا تبقى هُناك .. !
أحبّته ، حتّى اختنقَ الحب من فرط الإسراف بل وصاحَ العشقُ واشتكى مللاً !
أحبّت هيبته في خطابه ، وارتشفت كلماته الّتي يكتب .. ولطالما انغمست كماء الزّهر بينَ راحتيه حينَ يقرأ ، كثيراً ما تمنّت أن تكونُ فهرس الكتاب إذا ما فتحه ، وسطرٌ فيه إذا ما راح يقرأه .. وتمنّت ، أن تكون الخاتمة إذا ما أنهاه ..
وبعدَ أن رحل ..
سألوها:
" لماذا يا أنتِ ، رجلُكِ قد رحل؟!"
فأجابت : " قد قال إني لم أعشقهُ يوماً .. بل كنتُ أمثّل دور العشق ، هل كانَ عليّ أن أعشقهُ أكثر؟ آهٍ .. أنا امرأة ظالمة .. أنا امرأة تشعر بالذّنب .. !! "

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة