الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 13:01

على هامِش اليوم الوطني:بين الضرورات اليومية والخيارات المَصيرية بقلم:عبد عنبتاوي

كل العرب
نُشر: 08/03/12 13:57,  حُتلن: 14:42

عبد عنبتاوي في مقاله:

من واجبنا أن نمدّ "الحق الوضعيّ" بقوة دفع عارِفة وقادِرَة حتى تكون حركة الصعود نحو المستقبل واثِقَة ودافِقة

علينا أن ننتقل من مساحة الإستهلاك والقبول والإنغلاق والركود والجموع الى عوالِم الإبداع والنقد والإنتاج المعرفي والعلمي والثقافي

هذه المُناسَبة لا تُطِلّ علينا من الفراغ ولا تتحرّك نحو العَدَم، فهي تُسْتَحْضَر احتفاءً بميلاد الشاعر الفلسطيني الكونيّ الراحل محمود درويش، وفي إيقاع "يوم الأرض" لتمنح بقاءنا في وطننا معنى

يُطِلُّ اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية، في الثالث عشر من آذار، على صحراء حياتنا اليومية المُمْتدَّة على مساحة وجودنا، من شُرفة ربيعية تتمدد خارج تُخوم الرّاهن، لِيُقَلِّص مساحة الصحراء المُترامية في الذات الجَماعية، ولِيَنْفُض عنها غُبار الرَّتابة والآنية..
فهذه المُناسَبة لا تُطِلّ علينا من الفراغ، ولا تتحرّك نحو العَدَم، فهي تُسْتَحْضَر احتفاءً بميلاد الشاعر الفلسطيني الكونيّ الراحل محمود درويش، وفي إيقاع "يوم الأرض"، لتمنح بقاءنا في وطننا معنى، ولتُكْسِب وجودنا ماهيَّة، ولتمدّ الصراع على الوجود والمعنى بِما يحتاجه من مُقوِّمات الدفع، القادرة على استنهاض الحاضر ورسم ملامِح المستقبل، كما تقتضي تعاليم الحياة وقوانين الطبيعة وفِقه الصِّراعات..

حركة الصعود نحو المستقبل
فمن واجبنا أن نمدّ "الحق الوضعيّ" بقوة دفع عارِفة وقادِرَة، حتى تكون حركة الصعود نحو المستقبل واثِقَة ودافِقة.. مُتجاوِزين الضرورات اليومية، على أهميتها، نحو الخَيارات المصيرية والوجودية..
وإطْلالة هذه المناسبة، التي تعني أبناء الشعب العربي الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، في هذا السّياق التاريخي، وبِما تحمله من حِراك ثقافيّ وفنيّ، إنما تقتضي ألاّ يقتصر حضورها على اليوم بنفسه، ولا الاسبوع بعينه، وألاّ تنحصر في شهر آذار فحسب، بل علينا أن نُمَدِّد هذه الإِطلالة، بمعناها ومبناها، على مدار السّنة بكاملها، وعلى طول الحياة وعرضها، لا سِيّما "هنا"، لأنه فِعلاً كما أوْحى نيتشه لدرويش : على هذه الأرض ما يستحق الحياة..
ونُخْطِئ إذا اعتقدنا أننا مركز الكَوْن، وأساس الوجود ومُنطلَق الحياة وغائيتها، وأن كل ما في العالم إنما ي

تناقضات وصِراعات
دور في فلكنا، ويستمدّ كينونَته مِنّا.. فنحن، كأفرادٍ وجماعة، جزء من كلّ، نتأثر ونُؤثِّر (!؟)، نَتفاعل في إطار بوتَقة كونية جامِعة، مهما حَمِلَتْ من تناقضات وصِراعات، في مسيرة الإرتقاء بالانسان والإنسانية نحو المستحيل الممكن..
نعم، علينا أن ننتقل من مساحة الإستهلاك والقبول والإنغلاق والركود والجموع الى عوالِم الإبداع والنقد والإنتاج المعرفي والعلمي والثقافي، حتى نُنتِج وعياً وإدراكاً وليس ضَوْضاء، وكي نرسم مُستقبلنا كما نريد، لا كما يريده "الآخرون" لنا.. فلنرفع من مَنْسوب الحضور الثقافي الوطني والكوني – الإنساني في حياتنا اليومية..
إنها خَيارات الشعوب الحيَّة، وضَرورات الأفراد الفاعِلة، التي لا تُراوِح في الماضي، ولا تختزِل وجودها في الجغرافيا، حتى تبقى على قَيْد التاريخ، داخل الوجود الحيّ وليس على قارِعَتِهِ..!؟ 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة