الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 19:01

الأعراس وموسم التبذير/ بقلم: أبو وهيب

كل العرب
نُشر: 07/03/12 20:02,  حُتلن: 12:52

أبو وهيب:

نقولها ولا نخشى في الله لومة لائم لو عَلمت السلطات بأنّ هذا السلاح المرخّص وغير المرخّص نشتريه لغيرنا لقامت الدنيا وأقعدتها على رؤوسنا

أنا لست أوّل من ينادي بعدم استعمال الرصاص الحي وغيره من المخاطر بل كانت هنالك مناداة ومناشدة مستمرّة إلى يومنا هذا من رجال الدين الأفاضل

أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى كي لا نعكّر صفوة أعراسنا ولا نجعل من العرس مأتم لنتجنّب الضّرر والخطر والتبذير نحن ندعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإلى سواء السبيل

بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة لعباد الله وعلى جميع أنبياء ورسل الله: أيّها الشباب أيها الناس يا من أردتم زواج أبنائكم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ها نحن نُقبل على موسم المواسم موسم أيّام الأعراس والأفراح وها هي الدعوات المسموعة والمكتوبة بشتّى أبيات أشعارها، وزخارفها، وأشكالها، تنهمر على كل بيت من بيوتنا (واللي عباله يفتح جزدانه عالآخر والله المستعان). يقول تعالى في كتابه العزيز: (إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربّه كفورا). ويقول عليه الصلاة والسلام :"من بذّر حرمه الله"، أيها الناس جميعا يا من أردتم زواج أبنائكم، إيّاكم أن تجعلوا من أنفسكم أخوانا للشيطان وإيّاكم أن تكونوا محرومين من رب العالمين، لذلك لا تجعلوا من الأعراس أيام تبذير وبداية تسديد ديون لكم ولأبنائكم حفظكم الله.

إطلاق الرصاص
يقول تعالى: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) وكذلك إطلاق الرصاص الحي والألعاب الناريّة التي باتت أصواتها أشبه بصوت المدافع والعياذ بالله. إنها ظاهرة أصبحت متفشيّة ومألوفة عند بعض الناس وكأنّ الأمر طبيعي واعتيادي لماذا المخاطر والتبذير؟ والجميع يعلم كل العلم قد تقع إصابات وربّما موت بل حصلت حوادث وكوارث بشتى أنواعها حتّى أن تحوّل العرس إلى مأتم والسبب هو إطلاق النار برصاص حي أو العاب ناريّة خطرة وغيرها.

مناشدة
أنا لست أوّل من ينادي بعدم استعمال الرصاص الحي وغيره من المخاطر بل كانت هنالك مناداة ومناشدة مستمرّة إلى يومنا هذا من رجال الدين الأفاضل أصحاب الكلمة الطيّبة من على المنابر، وأصحاب المقالات البناءة الكرام الذين يكتبون المقال النافع والنقد البنّاء، جزاهم الله جميعا عنا وعنكم خير الجزاء. ومع الأسف الشديد لا حياة لمن تنادي بل أمسينا نسمع في أعراسنا أصوات تشبه أصوات المدافع ونشهد من التبذير ما أنزل الله به من سلطان عادات وتقاليد لا تحتمل ولا تطاق والعياذ بالله. أليس من أهل العريس أو العروس والحضور رجل رشيد؟. بعض أصحاب الأعراس توصي من خلال الدعوات المكتوبة (الرجاء عدم إطلاق النار)، هذا خير، وصيّة نافعة، بارك الله فيهم، ولكن ماذا نقول للموصي نفسه أي صاحب الدعوة الذي هو أوّل من يرضى لنفسه ويبادر ويباشر بإطلاق النار ؟.
هل نقول له لا بارك الله فيك ولا في عرسك ؟. ألا يكفينا ما نبذّره من مأكل ومشرب وحلويات وزينة وغيرها وغيرها من مبالغ طائلة ؟. ونزيد الطين بلّه بشراء ذخيرة حيّة من الرصاص وغيرها من المفرقعات بأثمان باهظة ولا ينالنا منها إلا الشتائم والعياذ بالله.

السلطات تعرف...
نقولها ولا نخشى في الله لومة لائم لو عَلمت السلطات بأنّ هذا السلاح المرخّص وغير المرخّص نشتريه لغيرنا لقامت الدنيا وأقعدتها على رؤوسنا، ولكن السلطات تعرف كل المعرفة بأن هذا السلاح نشتريه لِنُشهره على بعضنا البعض، ونستعمله في الأعراس وغيرها من المناسبات والعياذ بالله.
لذلك أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى أوصيكم بعدم شراء السلاح لا لغيرنا ولا لبعضنا البعض ولا لاستعماله في الأعراس أو غيرها من المناسبات، فلنتّق الله في الشيخ الكهل، والمريض، والطفل النائم، والعامل الذي يعمل تارة في الليل وتارة في النّهار، هؤلاء يحتاجون للراحة هم وغيرهم من الناس. لا بدّ من مراعاة شعور الغير وبالذّات السّاعات المتأخّرة من الليل. إنّها ظاهرة وعادة ما أنزل الله بها من سلطان إنّها أعمال خطيرة ومزعجة دون فائدة كالهباء المنثور، (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هبائا منثورا) .

"لا تجعلوا من المسرّة مضرّة"
ويقول عليه الصلاة والسلام:" آفة الجود السّرف". يا من أردتم زواج أبنائكم لا تجعلوا من المسرّة مضرّة ومن الفرح كره. وأنتم يا من تحملون السلاح وبالذات الشباب اعلموا بأنّه لا ينالكم من استعماله إلاّ الشتيمة والرذيلة والضرر، وكأنّ العرس لا يكون عرسا دون إطلاق الرصاص والعياذ بالله . لذلك مرّة أخرى أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى كي لا نعكّر صفوة أعراسنا ولا نجعل من العرس مأتم، لنتجنّب الضّرر والخطر والتبذير، نحن ندعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإلى سواء السبيل، نذكّر ولا نعلّم، نَنصح ولا نفضح، نُبشّر ولا ننفّر، نأخذ بقول الله تعالى:( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).
ونأخذ بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم:"المؤمن مرآة المؤمن إذا رأى منه عيبا أصلحه"، اللهم إنّي بلّغت فاشهد... اللهم إنّي بلغت فاشهد. نسأل الله بأن نتّقي الله في أعراسنا وأن نُصلح عيوبنا ليصلحنا الله ويصلح بنا، و يهدينا ويهدي بنا، ونسأل الله لجميع العرسان أن يبارك الله لهم ويبارك عليهم ويجمع بينهم على الخير وأن يرزقهم الذرّية الصالحة بإذنه تعالى. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة