الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 00:02

خواطر من عمر سئم الضجيج / بريشة: نضال شاهين‎

كل العرب
نُشر: 06/03/12 10:38,  حُتلن: 14:39

مسألة السعادة كما اقتبست معناها من ذهون البعض اقرب للخيال اللاملموس اطلاقا
فالبعض يعتقد ويعصر معناها على جدران مفاهيمهم .. كأنها استرخاء مفرط بجسد ذائب تماما مع حق التمدد اللامحدود على كرسي خشبي من الطراز النادر بجبين ينتظر بشغف نسيم وردي كان قد استولى بطريقه على حفنان ناعمة من بحر مهذب شبع مراسلاته الغرامية مع اطراف الشمس المعطرة ويد تتقن امساك تلك الكأس الرقيقة قاعدتها كانت قد ابتلعت احشائها عصائر فخمة من سلالات ا لكرز الشتائي المدلل واقتباسات من صدر الجوز الهندي فصلت بين كل منهما صخور ثلجية تذوب برفق كأنها تماطل قوانين موتها المحتوم .. هذه ليس سعادة على الاطلاق !

السعادة هي تلك الصبابات المرتبة على وجهك النضر التي تفجرت برفق بعد يوم عنيد تعب .. تتداخله مناقيش زعتر صنعتها ايادي خبيرة مباركة .. فترقص الروح رقصة دمشقية قديمة .. حين تستنشق بجنون غذاءها الجبلي المتمرد وتواضع اجنة الزيتون الضاحكة المطرزة في تلك الارغفة ..

السعادة تركيب اخلاق في زمن متخلف الأنجاب .. واخر عاقر بتاتا .. فتبدأ انت نعم انت بالحث على تكاثر القيم ثم اجتياح مُهَندَس لأرض قافرة التهذيب

السعادة هي ان تزرع جذور الدين في ارجاء جسدك .. ترويها المحبة والتواضع الشديدين جدا .. وتغذيها حنجرة تتقن الترتيل الشجي .. صاحبها يتفجر بكتمان بريئ شوقا للقاء الله وتقبيل ما تيسر له من المصطفى .. حين تتزاحم الأفواه وكلٌ يملك هم التقبيل ..

السعادة ثقافة شعور لا تدركها الا ثقافة الحواس المشتعلة الرنانة ..
وما من لغة تقدر ان تفقهها على الطلاق ..
الا اعماقنا اللامتكلمة وللامفهومة جيدا .. لكن تلك ا لأعماق حين تسعد تقول ببساطة ان داخلك قد اصبح جوقة منظمة كلٌ يرقص الحانها في جسدك الضيق ..
فتستشعر انت اهتزاز لا تفهم مراده .. لكنك تدرك فيما بعد ان تدليكه مريح كله عزف يطرب كل ما تملك بالشجن ..

مفتاح السعادة .. كان يرافقك ملتقصا في قبضتك قابعا فيها لا يتزحزح .. لكن اعباء الحياة وتضاريسها الجافة .. وطقوسها المرعبة فد انستك طفلك المستلقي في حشاشة قلبك .. ذلك الطفل ذو الصدر القزمي اللين .. الذي طالما ابتلع وتكدست فيه اساطير سوبرمان الوهمي .. فارتدى زيه . وشمّر عن كلتا ذراعيه يعرض عضلاته الغير موجودة اصلا .. شادا على اسنانه اللبنية الضعيفة .. كل ذالك .. فقط ليصبح ما يريد .. دون ان يفهم .. ودون ان يدرك شيطنة الاستهتار والسخرية والانتقاد والحقد الذين تشبثوا في قلوب البعض .. دون سبب يذكر .. كل ما في الامر انه حينها كان يمثّل لذاته السعادة العظيمة التي سيدركها .. ويتمنى لو خطأ ان يستردها .. حين يهن عظمه .. في شيخوخته الخريفية .. بمعطفه الصوفي .. وعكازه الصابرة .. ناظرا الى طفل يطارد احدى الفراشات الحسناء .. بلا هم يُذكر .. وبلا تلك الاعباء السرطانية لهذا العصر السخيف.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة