الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 14:01

يا جوبيه إحمل عصاك وإرحل /بقلم:زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 01/03/12 11:05,  حُتلن: 13:54

زياد شليوط في مقاله:

نود رد النصيحة الى جوبيه بألا يوجه النصائح لمسيحيي الشرق فهم بغنى عن نصائحه الكارثية

يا ليتها ما كانت فرنسا مع المسيحيين لأن ممارساتها مع شقيقاتها الدول الغربية لم يجلب إلا المصائب والمآسي على مسيحيي الشرق

لو أن جوبيه أعمى وهو حقا فاقد للبصيرة لرأى وشاهد الديمقراطية التي ترسى وتعزز في البلدان العربية من تونس الى مصر مرورا بليبيا فاليمن والعراق وانتهاء بسوريا فعن أي ديمقراطية معززة يتحدث حضرة الوزير الغافل

نشر أحد الموقع في لندن، أن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، قال في مقال نشره في صحيفة لاكروا الكاثوليكية الثلاثاء الماضي، أن من مصلحة مسيحيي الشرق أن يشاركوا في التطورات "الايجابية" التي تشهدها بلدانهم، وخصوصا سوريا. وقال جوبيه انه في حين تبدي الأقليات المسيحية في الدول العربية قلقها من "تصاعد التوتر المرتبط بالطائفية"، فان فرنسا "كانت وستبقى دائما الى جانبهم".

المصائب على مسيحيي الشرق
أنعم وأبشر! جوبيه يفطن أخيرا إلى أن هناك مسيحيين في الشرق، رائع حقا. ووزير خارجية فرنسا يعد بأن تبقى فرنسا الى جانب المسيحيين هنا كما كانت. يا ليتها ما كانت فرنسا مع المسيحيين، لأن ممارساتها مع شقيقاتها الدول الغربية لم يجلب إلا المصائب والمآسي على مسيحيي الشرق، واذا استمرت فرنسا في سياستها فان ذلك يعني أن الكوارث ستتوالى على المسيحيين في الشرق بفضل تلك السياسة وتلك الحماية، فمن يحمينا من حماية فرنسا التي طلقت المسيحية والكاثوليكية منذ زمن، ولم تعد دولة مسيحية كما تدعي.
وأضاف جوبيه "النبيه" أن "الحماية الافضل لمسيحيي الشرق والضمان الفعلي لاستمرار وجودهم يكمنان اليوم في إرساء الديموقراطية ودولة القانون في البلدان العربية". لو أن جوبيه أعمى وهو حقا فاقد للبصيرة، لرأى وشاهد الديمقراطية التي ترسى وتعزز في البلدان العربية من تونس الى مصر مرورا بليبيا فاليمن والعراق وانتهاء بسوريا، فعن أي ديمقراطية معززة يتحدث حضرة الوزير الغافل. ألم يكن من الأفضل له أن يصمت كي يحافظ على قليل من الحياء؟

فرنسا لن تتخلى عنهم!!
نود رد النصيحة الى صاحبها ونصحه بألا يوجه النصائح لمسيحيي الشرق فهم بغنى عن نصائحه الكارثية، لكنه يضيف " ان فرنسا لن تتخلى عنهم." أي عنا. لأ يا جوبيه؟ العب غيرها! بالله عليك اتركنا بحالنا ونحن نتدبر أمرنا، نحن الذين عشنا قرونا مع اخوتنا المسلمين بسلام وأمان دون وساطتكم، وما زلنا نعيش وإياهم في السراء والضراء. أما أنتم فجلبتم علينا الويلات منذ حملتكم "الصليبية" والصليب منها براء، حتى حملة بوش الغبي على العراق، وما زلنا ندفع ضريبة غبائكم وتدخلكم الأرعن في الشرق، وأنتم تزعمون "حمايتنا"، بينما يتم تفجير الكنائس في العراق والاعتداء على رجال الدين والناس الأبرياء، انتقاما لأفعالكم وجرائمكم وممارساتكم في شرقنا وضد شعوبنا أفرأيت إلى أين أدت بنا حمايتكم؟
وعلى جوبيه أن يتفق مع رئيسه المتهور ساركوزي الذي دعا بالأمس القريب مسيحيي الشرق الى الهجرة الى الغرب حفاظا على أمنهم وسلامتهم، وجاءه الرد الشافي والوافي من غبطة البطريرك الماروني مار بطرس الراعي، بأننا نعرف مصلحتنا وأننا سكان هذه المنطقة والبلاد الأصليين، ونرفض الهجرة والتهجير من أوطاننا ولا نريد حماية ما يسمى بالغرب المسيحي كذبا وزورا. فعلى جوبيه وأمثاله أن يحمل عصاه ويرحل عن شرقنا ووطننا العربي ويتركنا بحالنا، وبذلك يسدي لنا أهم وأكبر خدمة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il
 

مقالات متعلقة