د.عفو إغبارية:

ذرائع مؤسسة التأمين الوطني بأن المرضى يحاولون الالتفاف على القوانين ويتقمّصون الحالات المَرَضية من أجل ابتزاز المؤسسة هي ذرائع لا أساس لها من الصحة

أسلوب عمل التأمين الوطني وإصدار الكتاب الجديد بهذا الشكل الانفرادي ومن ثم اتباع التعليمات الجديدة والتقليصات التي أجريت بشكل فظّ على مخصصات نسبة الإعاقة يؤكِّد أن هذه المؤسسة تتبِّع السياسة الحكومية

بناء على اقتراح بحث مستعجل تقدّم به النائب محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، عقدت اليوم الثلاثاء جلسة خاصة للجنة العمل والرفاه والصحة البرلمانية، لبحث العيوب والنواقص التي ستنشر في الكتاب الجديد لمؤسسة التأمين الوطني، أهمها التقليصات في نسبة الإعاقة لدى جمهور ذوي الاحتياجات العامة، والذي استندت عليها المؤسسة في عملها خلال السنتين الأخيرتين، وأطلق على الكتاب اسم (كتاب العيوب)، يشمل انقلاب دراماتيكي في نسبة الإعاقات الجسدية والنفسية الممنوحة للمرضى والتي أقرّتها لجنة تحديد العجز في التأمين الوطني، وتعمل مؤسسة التأمين الوطني بموجب التعليمات الجديدة التي وضعتها لنفسها بنفسها وعلى مسؤوليتها، دون أن تقدم على طرح الموضوع ومناقشته مع ممثلّي الجمهور ولجنة الصحة البرلمانية. هذا ما جاء في طلب النائب بركة من أجل مناقشته الجلسة.

النائب د.عفو إغبارية

وفي كلمته في الجلسة، نيابة عن النائب بركة، قال النائب د. عفو إغبارية (الجبهة)، إن أسلوب عمل التأمين الوطني وإصدار الكتاب الجديد بهذا الشكل الانفرادي، ومن ثم اتباع التعليمات الجديدة والتقليصات التي أجريت بشكل فظّ على مخصصات نسبة الإعاقة، يؤكِّد، أن هذه المؤسسة تتبِّع السياسة الحكومية، من خلال التقليصات في المخصصات والقطع باللحم الحيّ للشرائح الفقيرة في المجتمع. هذا هو الحال في ظل حكومة إغناء الأغنياء وإفقار الفقراء، ما يدلّ على الممارسات غير الإنسانية الرخيصة وغير الأخلاقية بحق أضعف شرائح المجتمع.
وقال د. عفو، إن ذرائع مؤسسة التأمين الوطني، بأن المرضى يحاولون الالتفاف على القوانين ويتقمّصون الحالات المَرَضية من أجل ابتزاز المؤسسة، هي ذرائع لا أساس لها من الصحة، حيث لا يمكن اعتبار كل من يدخل متجرًا أنه يبغي السرقة، وكذلك الأمر، لا يمكن اعتبار كل من يطلب مخصصات إعاقة أنه ينتحل المرض ويبتزّْ المؤسسة.
وردا على أقوال ممثل التأمين الوطني، أنه لا يمكن فتح الملفات القديمة للمرضى الذين يتلقّون المخصصات، قال النائب إغبارية له: "عكس ما تقول تمامًا هو الصحيح، بل يجب مراجعة ومعاينة حالة المريض الصحية بعد كل فترة زمنية وتعديل نسبة الإعاقة عنده في وضعه الصحي الجديد".

عقد جلسة إضافية
وبعد أن قدّم النائب إغبارية نماذجًا، حول ممارسات التأمين الوطني القاسية بحق الشرائح الضعيفة وخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة، طالب إغبارية، رئيس الجلسة إيلان جلئون، بعقد جلسة طارئة أخرى للجنة الصحة البرلمانية لمناقشة "كتاب العيوب" الصادر عن التأمين الوطني مع الجمهور، بحضور ممثلين عن مؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة، وبمشاركة ممثلين عن التأمين الوطني، ببث حيّ ومباشر في قناة الكنيست العامة. في هذه الجلسة على ممثلي التأمين الوطني عرض التعليمات والإضافات الجديدة التي ستنشر في الكتاب حول التغييرات في نسب الإعاقة بالأمراض المختلفة وعلى اي أساس تمّ إقرارها واتباعها في السنتين الأخيرتين.
وفي نهاية الجلسة تبنّت اللجنة اقتراحات النائب إغبارية وما جاء في نصّ اقتراح البحث للنائب محمد بركة، أهمها عقد جلسة إضافية مع الجمهور لبحث العيوب التي وردت في كتاب التأمين الوطني والتعليمات الجديدة، قبل صدور الكتاب وخروجه إلى النور، من أجل مناقشتها وإقرارها أو تعديلها. كما وتقرر تبنّي اقتراح ورد في نقاش النائب إغبارية وهو العمل على إعداد قانون جديد يقرّ حجم ميزانية التأمين الوطني، لكي لا تتصرّف مؤسسة التأمين الوطني بالميزانية على حساب مخصصات دخل متعلّقة بشرائح ضعيفة وخاصة من ذوي الإعاقات الجسدية والنفسية. وطالب أعضاء اللجنة أن يكون الكتاب بعد إقراره في متناول يد الجمهور العام، ليسهل على جمهور المواطنين معرفة حقوقهم.