فقط 4% من ميزانيات التخطيط المدني تمنح للعرب فقد خصصت الحكومة 5 ملايين شواقل فقط لتجهيز خرائط هيكلية لبلدات "أقليات" كما ورد في ميزانية وزارة الداخلية

جعفر فرح:
عند سفرك من بئر السبع الى ايلات ترى الى جوانبك مساحات شاسعة خالية غير مستخدمة التي بالامكان بناء المدن عليها المشكلة الرئيسية هي من يملك حق السكن على هذه الأرض واستغلالها

التقى مركز مساواة ومؤسسات حقوقية أخرى كجمعية حقوق المواطن ومركز عدالة والمجلس الاقليمي للقرى غير المعترف فيها في النقب مع راكيل رولنيك، المبعوثة الخاصة من قبل المتحدة لتقصي الحقائق حول قضايا المساكن اللائق، وتباحثت مع ممثلي المؤسسات الحقوقية حول التمييز في المسكن، التخطيط، وسياسات تقسيم الأراضي في اسرائيل. وقد استضافت مؤسسة "عدالة" لقاء للمؤسسات العاملة في مجال الحق في السكن في مكاتبها في مدينة حيفا.

صورة من الارشيف

ومن جهته أكد جعفر فرح، مدير مركز مساواة على التمييز المجحف بحق المواطنين العرب في البلاد في ميزانية وزارات الاسكان والداخلية ودائرة أراضي اسرائيل لعام 2012، بناء على تحليل قامت به الوحدة الاقتصادية الاجتماعية في المركز، مستعرضا بعض المعطيات، حيث شدد على أن فقط 4% من ميزانيات التخطيط المدني تمنح للعرب، فقد خصصت الحكومة 5 ملايين شواقل فقط لتجهيز خرائط هيكلية لبلدات "أقليات" كما ورد في ميزانية وزارة الداخلية.

تمييز حكومي ممنهج
وأكد فرح أن هذا التمييز الحكومي الممنهج المستمر منذ سنوات طويلة، ورفض الخرائط الهيكلية التي تقدمها البلديات العربية (45% من البلدات العربية) وعدم المصادقة عليها بشكل دوري ومستمر، يؤدي الى وضع فيه تفتقر البلدات العربية الى خرائط هيكلية، وأزمة سكنية خانقة، بسبب التكاثر الطبيعي وعدم امكانيات التوسّع وتوسيع مسطحات البناء للبلدات العربية. وشدد فرح على التمييز الكبير بحق المواطنين العرب، قائلا أنه في الوقت الذي ينتظر فيه 45,000 منزل عربي المصادقة عليه، تقدم الحكومة ملايين الشواقل كمنح وهبات سكنية للقادمين الجدد. وطرح مركز مساواة قضية محاولات اقتلاع الفلسطينيين العرب في النقب، من اراضيهم ومنازلهم، مشيرا الى مخطط برافر الترانسفيري، الذي يرمي الى إقتلاع وتهجير 30 ألف مواطن عربي من بيوتهم في القرى "غير المعترف بها". بينما اعترفت الحكومة بعشرات المزارع العائلية التي بنيت بشكل غير قانوني وتحصل على الدعم الحكومي المالي والتخطيطي.

العنصرية في اسرائيل
وأكد فرح في ختام مداخلته: "المشكلة هنا ليست النقص في الأراضي والمساحات. عند سفرك من بئر السبع الى ايلات ترى الى جوانبك مساحات شاسعة خالية غير مستخدمة التي بالامكان بناء المدن عليها. المشكلة الرئيسية هنا هي من يملك حق السكن على هذه الأرض واستغلالها"!!! وقامت لجنة الأمم المتحدة لمكافحة كافة أشكال العنصرية بمناقشة عدد من تقارير مؤسسات حقوق الانسان حول العنصرية في اسرائيل. وقدم الائتلاف لمكافحة العنصرية تقرير متكامل ومشترك تطرق للممارسات العنصرية بحق الفلسطينيين في البلاد واللاجئين السياسين. واستدعت اللجنة السفير الاسرائيلي والذي حضر جلسات اللجنة بمرافقة وفد كبير شمل عدد من العاملين العرب في مكاتب حكومية مختلفة. وقدمت اللجنة استجوابات شفهية وخطية للوفد الاسرائيلي الذي تعاون مع اللجنة وقام في الرد على تساؤلاتها. ومن المتوقع ان تنشر اللجنة تقريرها حول العنصرية في اسرائيل خلال الاسابيع القادمة. 

جعفر فرح