الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 09:02

المحرقة وجهنم في سوريا!/ بقلم: د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 27/02/12 10:49,  حُتلن: 14:36

د. هاني العقاد في مقاله:

بابا عمرو أيها السادة حي صغير في حمص الصابرة التي تسأل لماذا يفعل الأسد كل هذا

الشعب السوري كله في المحرقة اليوم كله في جهنم والسؤال اليوم من ينقذ هذا الشعب من جهنم؟ وهل تستطيع الأمة العربية أن تحمي هذا الشعب من جهنم الأسد؟

منذ أكثر من عشرين يوماً اشتدت الهجمة على حمص وحماة ودرعا وأحياء ادلب وريفها والحسكة ودير الزور وكل يوم تدك الدبابات بصواريخها وقنابلها تلك الأحياء الآمنة وكل أماكن الثورة


سوريا كلها بمحافظاتها بشعبها العربي الأصيل وجداولها وبساتين غوطتها الخضراء أصبحت في جهنم، دمشق وحلب وأحيائها وحمص وأحيائها بابا عمرو، جورة الشياح، والخالدية، والانشاءات، والبياضة هذه الأحياء التي أصبحت تل أبيب وسكانهم هم اليهود محاصرة من جميع الجهات بالعسكر والوحل، فقد تم إغراق كافة حدودها بالماء حتى لا يخرج منها ولا يدخلها أحد الا عبر دبابات النظام، قد لا يكون هذا حال حمص وأحيائها فقط بل كل أحياء محافظات سوريا، كلها مناطق موت، مناطق ساخنة مناطق نار، مناطق اشتباكات بين الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر الذي تكون من الغيورين على عرضهم وشرفهم من السوريين الأحرار ومجموعات من المتطوعين، الناس هناك موتى مذبوحين بقذائف الدبابات والصواريخ وقنابل الطائرات ورصاص القناصة الذي لا يتوقف، إنها جهنم التي أصبحت في سوريا كلها، من استطاع الرحيل ووصل الى الأردن أو لبنان أو العراق أو تركيا كان محظوظاً فلا رحيل بعد ذلك لأن الحدود قد تم تلغيمها، اليوم أصبحت جهنم في هذا البلد تحرق فيه البيوت وتغتصب النساء وتقتل الأطفال اليوم هذا البلد مذبوح بسكين الجلاد صاحب النخوة العربية من يزعم أنه ثوري قادر يوماً ما على تحرير القدس والجولان، من يقول أن المؤامرة هي تلك الثورة في سوريا ويعود ويكرر ستنتصر سوريا قريباً!

الدكتاتور القاتل
أي أن الشعب السوري سوف يخضع لهذا الدكتاتور القاتل وبهذا يكون الشاعر المتنبي قد قال كذباً فلم ينتصر الشعب في أي يوم من الأيام !، ولم ينتصر الشعب في أي بلد ما على حكامها الطغاة! وسيخيب الشعب لأنه متآمر حسب نظرية حكام سوريا!

هجوم
منذ أكثر من عشرين يوماً اشتدت الهجمة على حمص وحماة ودرعا وأحياء ادلب وريفها والحسكة ودير الزور وكل يوم تدك الدبابات بصواريخها وقنابلها تلك الأحياء الآمنة وكل أماكن الثورة وما جاورها في سوريا لاعتقاد الحاكم القاتل إن الدبابات هي الحل والحسم يأتي بالبارود حسب ما علمة أبوه حافظ عندما ثارت حمص وحماة قبل أكثر من خمس وثلاثون عاماً، سكان هذا البلد المساكين أصبحوا في جهنم سواء كانوا ثواراً أو حتى سكان مسالمين لأن دبابات البطش الأسدي لا تعرف إلا النار ولا تعرف إلا من خلف تلك الدبابات من جنود فكل من أمام الدبابات هم هدفها وهدف لنيرانها، وكل من أمام الدبابات عملاء ومتعاونين مع الغرب الذي يريد أن يسقط هذا النظام الذي أذاق اسرائيل الويلات منذ أن سقط الجولان والقدس في أيديهم وحتى الآن. متعاونون ومتآمرون لأنهم يقفون في وجه الجيش العربي وهو متجه نحو فلسطين التي ما حرر منها شبر حتى الآن.
 
بابا عمرو
بابا عمرو أيها السادة حي صغير في حمص الصابرة التي تسأل لماذا يفعل الأسد كل هذا، لماذا يقتل ويذبح أطفال هذا البلد العظيم لأجل الحكم والجاه ولاجل العظمة ليساوي هذا كله قتل اناس أبرياء وهو يعرف أن القتل بهذا الشكل نهايته القتل أي لن يبقى أحداً من الحكام القتلة في سوريا دون حساب، لأن الشعب السوري سيقول كلمته ويقوي على ذبحه ويتنصر ويحاكم كل القتلة الفاعلين والمحرضين وسيحاكم كل من رفع البنادق واستخدم البارود واعتبر السوريون هم اليهود، في يوم واحد سقط أكثر من 250 قذيفة على هذا الحي وفي كل يوم تزداد الحرب شراسة وتكبر جهنم التي صنعها الأسد ويموت الناس جرحى وجياعاً ومرضى بلا دواء وبلا علاج وبلا رحمة.
 
المحرقة!
الشعب السوري كله في المحرقة اليوم، كله في جهنم، والسؤال اليوم من ينقذ هذا الشعب من جهنم؟ وهل تستطيع الأمة العربية أن تحمي هذا الشعب من جهنم الأسد؟ بعدما داس هذا الحاكم على قرارات الجامعة العربية بالحذاء وأشعل النار في الشعب وما يملك!، وهل تستطيع الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يوفروا الحماية لهذا الشعب؟ ويخرج المدنيين من بين دائرة النار ومن دائرة التقاتل ويوفر لهم أماكن آمنة يأمنون فيها على الأقل على أرواحهم وأرواح أبنائهم!، أقول نعم يستطيع إذا ابتعد هذا العالم عن لعبة التوازنات بالمنطقة واذا ابتعد عن لغة التكتلات الضعيفة والقوية واذا ابتعد عن استخدام الدم العربي السوري لصالح قوة هذه التكتلات، وإذا تعامل مع القضية على أنها قضية إنسانية من الضرورة حلها دون مزيد من الدم والدمار، وقضية مصير شعب وقع في يد حاكم طاغية قاتل لا يحترم أي قوانين إنسانية أو آدمية، وحلها أن يعمل أصدقاء الشعب السوري على توفير عناصر القوة والبقاء للشعب السوري ليحمي نفسه بنفسه ويقاتل الطاغية ويتخلص من جهنم حتى ينتصر ويقرر مصيره بنفسه.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:
alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة