فتحي إغبارية والد المغدور للعرب:

خلفية هذا الشجار هي مشاكل قديمة بين الطرفين وقد تعرض أبنائي لمحاولات اعتداء سابقة وقمت حينها بإنتداب أناس من أهل الخير لفض الخلاف بيننا

مثقال يدرس في ثانوية إبن الهيثم التكنولوجية وكان ينوي الانتقال للدراسة في حيفا بمدرسة "اورط" وكان يتمتع بمحبة أصدقائه ومعارفه كما وعُرف بدماثة أخلاقه الطيبة مع الآخرين

الشيخ هاشم عبد الرحمن عضو لجنة الاصلاح:

أم الفحم مدينة آمنة وأهلها خيرون وطيبون ولا شك أن الاحداث هي مؤلمة مهما كانت صغيرة أو كبيرة

هدنة تم الاتفاق عليها في البداية مع والد المغدور حتى يتسنّى للجنة فهم الموضوع ومتابعته وأمس السبت بعد دفن المرحوم مثقال تم الاجتماع مع والد الفقيد وإخوانه وقد قبلوا إعلان براءة أبناء فتحي صادق حلوق إغبارية من شقيقهم الأكبر حيث استقبلوهم في بيت الأعزاء

لم تمض بضعة شهور على مقتل ثلاث ضحايا من عائلة آل هيكل في أم الفحم، لتعود أجواء الحزن وتخيّم مجددا على المدينة، التي لا زال جرحها ينزف. وبعد مرور ثلاثة أيام على جريمة القتل الفظيعة التي شهدها وسطنا العربي يوم الجمعة الفائت وراح ضحيتها فتى في ريعان شبابه وهو مثقال فتحي اغبارية (16 عاما) طعنا بالسكين خلال شجار في حي الشرفة في المدينة، يلتقي موقع العرب وصحيفة كل العرب بوالد المغدور فتحي مثقال إغبارية ليحدّثنا عن تفاصيل الحادثة، حيث قال إغبارية أن "المشتبه بالحادث وبحسب المعلومات وصل مع والده الى منطقة الشرفة للاعتداء على المغدور وشقيقيه الكبيرين على ما يبدو ليندلع شجاراً انتهى بطعن مثقال في منطقة القلب".

المرحوم مثقال إغبارية

وأضاف فتحي إغبارية: "خلفية هذا الشجار هي مشاكل قديمة بين الطرفين وكانوا سابقا قد حاولوا الاعتداء على أبنائي، وقمت حينها بارسال أناس من أهل الخير لفض الخلاف بيننا وليوصلوا له انه إذا كان لهم حق لدي بأني سأعطيهم اياه، لكن عبثا، استمرت الكراهية والحقد حتى ما وصلنا اليه". المغدور مثقال اغبارية يدرس في ثانوية إبن الهيثم التكنولوجية وكان ينوي الانتقال للدراسة في حيفا بمدرسة "اورط" وكان يتمتع بمحبة أصدقائه ومعارفه كما وعُرف بدماثة أخلاقه الطيبة مع الآخرين". وتابع: "مثقال غال وعزيز ومكانته مميزة في قلبي، موته صدمنا وزلزل قلوبنا جميعا، فهذا فتى لا ذنب له ولا صلة له بأي خصومات فهو كالزهرة التي تم قطفها بسهولة دون رحمة".

علاقة طيبة بين الأشقاء
وحول بيان عائلة فتحي صادق "أبو الصادق" حلوق والذين أعلنوا من خلاله براءتهم من شقيقهم، أكد فتحي مثقال اغبارية أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وأن أشقاء بيت المشتبه بهم، تربطه فيهم علاقة طيبة ولا يود أن تجمع هذه المشكلة أناسا لا ذنب لهم، "فجميع أبنائهم هم أبنائي ولا أرضى مكروها لهم"، مشددا أن المشكلة محصورة فقط ببيت المشتبه بهم لا غير". مضيفا: "يجب أن يأخذوا جزاءهم وعلى الشرطة أن لا تعطي للمشتبه به وقتا أطول حتى يتم اعتقاله، فحتى الآن بعد مرور ثلاثة ايام على الجريمة لم نسمع عن أي معتقل، ولو كانت هذه الجريمة في تل أبيب أو أي منطقة يهودية أخرى لاعتقلوا المشتبه بعد ساعات قليلة".
وإختتم فتحي اغبارية قائلا: "إبني المرحوم مثقال لديه 9 أشقاء، أحتسبه لله تعالى واسأل الله أن يتغمده فسيح جناته، وأن يصلح ذات البين ويبدل الحال للأحسن، وأتمنى أن يضع الناس نصب أعينهم مخافة الله قبل الاقدام على أي فعل وحسبي الله ونعم الوكيل".

الإتفاق على هدنة
كما وأشار الشيخ هاشم عبد الرحمن -عضو لجنة الاصلاح- في حديث مع موقع العرب وصحيفة كل العرب أن "هدنة تم الاتفاق عليها في البداية مع والد المغدور حتى يتسنّى للجنة فهم الموضوع ومتابعته، وأمس السبت بعد دفن المرحوم مثقال، تم الجلوس مع والد الفقيد وإخوانه وقد قبلوا إعلان براءة أبناء فتحي صادق حلوق إغبارية من شقيقهم الأكبر حيث استقبلوهم في بيت الأعزاء وتعانقوا للتأكيد على وحدة بيتهم وعائلتهم على اعتبار لا تزر وازرة وزر أخرى". وتابع الشيخ هاشم: "في تقديري أن الأمر يسير بالاتجاه الإيجابي ويسير باتجاه التعقّل، ونرجو أن يستمر هذا الأمر أيضا بعد إغلاق بيت العزاء بجهود أهل الاصلاح والخيّرين والمحيطين بهذه القضية".
وحول ظاهرة إنتشار العنف في أم الفحم قال الشيخ هاشم: "أنا لا أوافق من يقول أن العنف منتشراً، تصادف الاحداث ربما كان مقلقا ومثيرا، أم الفحم مدينة آمنة وأهلها خيرون وطيبون ولا شك أن الاحداث هي مؤلمة مهما كانت صغيرة أو كبيرة ولا يمكن أن ننزع الأمل من نفوسنا وحياتنا أمام كل حدث، ولن يهزم شر شياطين الانس والجن خير الغالبية العظمى من اهالي أم الفحم".
وأنهى حديثه بالقول: "نتمنى أن تكون هذه الأحداث درسا وعبرة لنا جميعا في تذكير ابنائنا ونصحهم وتربيتهم وأنا لست من المتشائمين في هذا المجال". هذا وتقوم الوحدة المركزية في شرطة الساحل بالتحقيق في ملابسات الجريمة، حيث أكدت مصادر في الشرطة أن المشتبه الرئيسي في القتل ويبلغ من العمر 18 عاما قد هرب الى مناطق السلطة الفلسطينية".