المعلمة علا الجولاني احتفلت بزفافها قبل 7 أشهر ولم تكمل عشها الزوجي الذي تحول الى مأساة كبيرة

 جثمان الطفلة مروة محمد رضا عميرة البالغة من العمر 5 سنوات من قرية عناتا شيع مساء اليوم الى مثواه الأخير

رئيس مجلس عناتا ابراهيم عليان:
 
لا اعرف كيف سمحت ادارة المدرسة الخروج الى رحلة في هذا الطقس الماطر

الأمر الغير مقبول هو أن الحافلة التي انقلبت كان بداخلها 62 طفلا أي اكثر من العدد المطلوب وهذا عمل غير قانوني ولا نسمح به ولا بأي شكل من الاشكال 

محمد عميرة والد الطفلة القتيلة مروة:

مررت بجانب الحادث ولم أعلم في بداية الأمر أن ابنتي قتلت فيه

قبل أسبوعين تقريباً احتفلنا بعيد ميلاد طفلتي في المدرسة والبيت وللأسف الشديد كان هذا اخر احتفال لها

ما زال الحزن والألم يخيمان في قرية عناتا بعد أن فقدت 6 اطفال ومعلمة من مدرسة نور الهدى، الذين قتلوا صباح الخميس في حادث طرق مؤلم للغاية، بعد انقلاب حافلة واحتراقها كلياً، والتي كانت تقل 62 طفلاً كانوا في طريقهم الى رحلة مدرسة في منطقة رام الله.


الطفلة المرحومة مروة رضا عميرة

وجدير بالذكر أن الحادث وقع أثر اصطدام شاحنة اسرائيلية كبيرة بالحافلة، مما أسفر عن مقتل أطفال واصابة أكثر من ثلاثين طفلاً أخرين وصفت جراح 5 منهم بأنها خطيرة جداًُ. كما أن سائق الشاحنة هو عربي من الداخل، حيث تم التحقيق معه بعد ساعات من وقوع الحادث.

جنازة الطفلة مروة عميرة
هذا تم تشييع جثمان الطفلة مروة محمد رضا عميرة البالغة من العمر 5 سنوات من قرية عناتا مساء اليوم الى مثواه الأخير، وشارك في الجنازة اكثر من 2000 شخص، ورافقت الجنازة قوات كبيرة من الشرطة حفاظاً على النظام والأمن العام.

أجواء باكية وحزينة
كما شيع المئات من أهالي القدس جثمان المعلمة علا الجولاني البالغة من العمر 30 عاماً الى مثواه الأخير، حيث سارت المراسيم بأجواء باكية وشديدة الحزن.
وفي حديث لمراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب مع محمد عميرة والد الطفلة المرحومة قال وهو يبكي متألماً:" بالأمس جلست مع طفلتي المرحومة، وأحضرت لها اغراض الرحلة، وفي الصباح الباكر، قمت بتوصيلها هي وشقيقها الى محطة الحافلات، ومن ثم ذهبت الى رام الله، ولدى عودتي مررت بجانب حادث الطرق، ورأيت حافلة محروقة، وعندما سألت عن المصابين، قالوا لي انهم اطفال من مدرسة نور الهدى، عندها جن جنوني، وعلى الفور توجهت الى المستشفى، ولم أجد طفلتي ضمن قائمة المصابين، وعلمت أن مكروهاً حدث لها".

مواجهة الحقيقة
وتابع عميرة:" قبل أسبوعين تقريباً احتفلنا بعيد ميلاد طفلتي في المدرسة والبيت، وللأسف الشديد كان هذا اخر احتفال لها، وما يؤلمني أن ابني رضا الذي يذهب معها كل يوم الى المدرسة لا يعلم أن شقيقته قد توفيت في الحادث، وهو يعلم أنها ما زالت في الرحلة المدرسية، ولا نعرف كيف سنواجهه في الحقيقة".

المعلمة  المرحومة علا الجولاني تزوجت قبل 7 اشهر
أما المعلمة علا الجولاني فقد احتفلت بزفافها قبل 7 اشهر، ولم تكمل عشها الزوجي الذي تحول مأساة كبيرة.
وذكرت احدى قريباتها لموقع العرب وصحيفة كل العرب:" المرحومة احتفلت بزفافها قبل سبعة أشهر، وكانت فرحتها كبيرة بهذه المناسبة، لدرجة أنها كانت دائماً تحدثنا عن سعادتها مع زوجها، لكن سرعان ما تحولت هذه الفرحة الى كارثة على أبناء عائلتها، الذين يمرون بظروف نفسية صعبة للغاية، ولا يمكن تحملها".

اجواء مفرحة للأطفال
وأضافت قريبة المرحومة قائلة:" بالأمس تحدثت مع المرحومة، وقالت لي أنها ستذهب الى رحلة مدرسية مع الاطفال، وقالت لي "سأخلق أجواء مفرحة للأطفال، وسأجعلهم يستمتعون في الرحلة، لأنهم ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر". وعلمت مراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب أن طفل وطفلة شقيقان قد لقيا مصرعهما في هذا الحادث، وحتى الان لم يتم التعرف على هويتها بسبب احتراق جثثهما.

التعرف على الجثث
وفي حديث لمراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب مع والدة الطفل والطفلة اللذين قيل بأنهما لقيا مصرعهما قالت:" بعد أن علمت عن الحادث، لم أر طفلي، وتوجهت الى مستشفى ولم اشاهدهما، وطلبوا مني التعرف على الجثث لكنني لم استطع التعرف عليهما لشدة الحروق، وأنا حالياً اتمزق ألماً وخوفاً، واتمنى الموت قبل أن أسمع بأن طفلي قد قتلا في الحادث، وحالياً أنتظر بأن يبلغونني بأن طفلي ما زالا على قيد الحياة".

الاعتداء على المدرسة وادارتها
وعلمت مراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب أن العشرات من الأهالي الذين أصيب اطفالهم في الحادث، قد وصلوا الى المدرسة ظهر اليوم  للاحتجاج ضد المدرسة وادارتها، لأنها سمحت بإخراج الاطفال الى رحلة في طقس ماطر، وسرعان ما وصل وجهاء من البلدة برفقة رئيس المجلس ابراهيم عليان الذين سعوا الى تهدئة الأجواء، الى أن حضرت قوات كبيرة من الشرطة التي باشرت الحفاظ على النظام والأمن.

مشاعر الاهالي
وفي حديث لمراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب مع رئيس مجلس عناتا ابراهيم عليان قال:" اتفهم مشاعر الأهالي، لكن يجب على الجميع التحلي بالصبر، حتى نعالج ما حصل بطرق مهنية وسليمة، دون أي اعتداءات على المدرسة وادارتها، مع أنني اوافق الأهالي على أنه كان من المفروض ابطال الرحلة بسبب الطقس البارد والشتاء الغزير".

عمل غير مقبول
وتابع قائلا:" الأمر غير مقبول ايضاً أن الحافلة التي انقلبت كان بداخلها 62 طفلا، أي اكثر من العدد المطلوب، وهذا عمل غير قانوني ولا نسمح به ولا بأي شكل من الاشكال، كما أنه للأسف لا توجد في منطقتنا مقرات للإطفائية والاسعافات، ولو أن هذه المقرات موجودة، لكانت الكارثة اقل الما، لكن هذا قضاء الله وقدره". ومضى عليان:" ما علمناه ايضاً أن سائق الحافة، عندما شاهد أن حالة الطقس تغيرت، قرر العودة بالطلاب الى المدرسة، والحادث وقع لدى عودة الطلاب".