قام سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية  للروم الأرثوذكس بعد ظهر أمس بزيارة مدينة بيت ساحور وذلك بدعوة من الجمعية الخيرية الأرثوذكسية العربية ورئيسها الدكتور إلياس سعيد.
حيث ألقى محاضرة في الدورة التدريبية التي تقيمها الجمعية للقيادات المسيحية الفلسطينية الشابة بهدف تنمية قدرات الشباب ومهاراتهم وتعزيز إنخراطهم في المجتمع.
وقد حضر هذه المحاضرة العشرات من الشبان والشابات المشاركين في هذه الدورة إضافة إلى عدد من أعضاء الجمعية.
وقد كان عنوان محاضرة سيادة المطران الإيمان والحياة ، حيث أبرز في محاضرته القيم المسيحية التي تدعو إلى الإستقامة ونبل الأخلاق وتطبيق الوصايا الآلهية في حياة الإنسان.
وأشار سيادته في محاضرته إلى أهمية الحضور المسيحي في هذه الأرض المقدسة التي فيها ولد المسيح وأسس كنيسته الأولى، ومنها إنطلقت البشارة الإنجيلية إلى مشارق الارض ومغاربها، فالقدس خاصة وفلسطين عامة تحمل تاريخا وتراثا وعلاقة وطيدة بالهوية المسيحية وبالعقيدة الإيمانية المسيحية أيضا.

سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية  للروم الأرثوذكس

ووجه حديثه إلى الشباب قائلا لهم حافظوا على هويتكم الروحية والوطنية وحافظوا على أصالتكم وجذوركم وإنتمائكم لهذه الأرض المقدسة فأنتم مدعوون لكي تكونوا ملح الارض والخميرة التي تخمر العجنة كلها فإذا ما نظرتم إلى المسيحيين في هذه البلاد ورأيتم أنهم قليلوا العدد ونسبتهم هي واحد ونصف  بالمائة من عدد السكان ،فإن هذا يعني أنكم تتحملون مسؤوليات جسام وأنتم مدعوون لكي تكونوا عناصر فعالة وإيجابية وناشطة في هذا الوطن وفي هذا الوسط الذي نعيش فيه.
وأضاف سيادته إنني أرفض أن يستعمل مصطلح أقلية لوصف المسيحيين في هذه البلاد ، فنحن لسنا أقلية على الأطلاق وقلة العدد لا تعني أننا أقلية ذلك لأننا جزءا أصيلا وهاما من هذا الشعب وقضيته الوطنية العادلة، فنحن مسيحيون 100% وعرب فلسطينيون 100%، ولا يجوز للمسيحي أن ينظر إلى نفسه وكأنه طائفة منعزلة متقوقعة بعيدة عن المجتمع.
وعبر سيادة المطران عن ألمه بسبب هجرة المسيحيين من هذه البلاد، ودعا كافة المسيحيين إلى البقاء والصمود في أرض الآباء والأجداد رغم كل التحديات والصعاب والحل لا يكمن في الهجرة وإنما في البقاء والتشبث بالارض والهوية والإنتماء والتأكيد على أننا جزء أصيل من شعبنا العربي الفلسطيني إضافة إلى أننا نشكل الكنيسة الأولى الكنيسة الأم التي أسسها السيد المسيح في هذه الأرض المقدسة.
وأضاف إن قضية شعبنا الفلسطيني العادلة تحمل بعدا مسيحيا إضافة إلى أبعادها الأخرى فالمسيحيون في هذه البلاد ليسوا من مخلفات حملات الفرنجة وليسوا من مخلفات أي نوع اخر من الإستعمار وإنما هم أصيلون في هذه الديار وهم والمسلمون الفلسطينيون يشكلون الأسرة الوطنية العربية الفلسطينية الواحدة.
وأضاف إن الكنيسة تأسست هنا وميلاد المسيح تم هنا وكل ما قدمه المسيح للإنسانية إنطلق من هذه الأرض وعلينا أن نحافظ على هذا التراث الإيماني العريق.
إننا نريد للمسيحي أن يبقى في وطنه وأن يؤدي دوره الإنساني والروحي والوطني بكل أمانة وإخلاص.
ودعى إلى ترسيخ قيم الأخوة والوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد مسلمين ومسيحيين.
وفي الختام أجاب سيادته على أسئلة الشباب ، حيث أقامت بعده الجمعية لقاء عشاء تعارفي بين سيادة المطران والشبان والشابات المشاركين وذلك في منتزه الخيمة في بيت ساحور.