الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 03:01

هل تعلق الطفل بشيء ما هو مشكلة أم مجرد شغف؟

أماني حصادية -
نُشر: 16/02/12 14:22,  حُتلن: 14:57

الأولاد يميلون إلى السيارات الكبيرة والآليات والأبطال الخارقين بينما تميل الفتيات إلى الملابس والدمى والحيوانات

التربويون يصرون على أن يتعلم الأهل التعايش مع هواية أطفالهم، وذلك لسبب واحد وهو أن ولع الطفل بهواية والتثبت بها أمر يسعده

يقدر الباحثون أنّ 70 في المئة من الأطفال في مثل عمر الثالثة، لديهم إهتمام وشغف كبير بغرض أو لعبة، أو تعلق شديد بشخص ما أو بالأُم أو بالأب. فهناك أطفال مهوسون بلعبة مثل "باربي"، وآخرون يكرسون جل وقتهم في جمع السيارات واللعب بها، أو ينفقون معظم ما يعطى لهم من مال في شراء ألعاب مؤلفة من قطع صغيرة، فيمضي الطفل منهم ساعات وساعات في جمع القطع معاً للوصول إلى الشكل الصحيح للعبة. يستغرب الأهل من أين يأتي هوس طفلهم بالأشياء التي قد تكون غريبة أحياناً، ويتساءلون إن كان هذا الهوس يعطي فكرة عن حياة الطفل في المستقبل. ولكن، قبل أن تحكم الأُم على طفلها، عليها قراءة رأي الخبراء في تعلق الأطفال الصغار إلى درجة مرضية بالأشياء.


صورة توضيحية

الاهل يدفعون اطفالهم الى التعلق بشء معين:
قبل أن تتساءل الأُم عن السبب الذي دفع طفلها إلى تطوير شغفه بشييء إلى حد الهوس، عليها النظر في المرآة. لأنّها بالتأكيد هي السبب وراء تعلق الطفل بهذا الشيء، والأرجح أنّها تشجعه على ذلك. إذ دلت معظم الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع، أنّ 69 في المئة من الأطفال في عمر ثلاث سنوات وما فوق، يشاركون الأُم والأب شغفغاً مماثلاً ببعض الأشياء. وتقول إحدى الأُمّهات، إن طفلها، البالغ من العمر أربع سنوات، يظهر نهماً شديداً لكل ما له علاقة بالفنون الميكانيكية أو الصناعية. فقد ورث عن والده المهندس الميكانيكي، هواية رفع الأشياء بواسطة بكرة، مستخدماً السطل الذي يلعب به على رمل الشاطئ لممارسة هذا الضغف. وقد يستعين به الأب أحياناً أثناء نصب الرفوف، أو يطلب مساعدته عندما يريد تثبيت طاولة البلاستيك فوق عمودها. ولكن شغف الأطفال بشيء محدد، لا ينتقل إليهم دائماً عبر فرد من العائلة. إذ تبين من الدراسات أن أهل طفل واحد من بين ثلاثة أطفال لا يعرفون مصدر شغف أطفالهم. فقد يكون مزاج الطفل هو الذي يدفعه إلى الإنجذاب نحو شيء معيّن.

جنس الطفل له علاقة بالامور التي يتعلق بها
قد تكون هناك علاقة بين جنس طفل في عمر الثلاث سنوات أو أكثر، وبين إنجذابه للأشياء. فالأولاد يميلون إلى السيارات الكبيرة والآليات والأبطال الخارقين، بينما تميل الفتيات إلى الملابس والدمى والحيوانات. ويعود السبب في ذلك إلى الإختلاف البيولوجي بين الذكور والإناث. كما أنّ الإعلانات التجارية تلعب دوراً في هذا المجال، حيث تتوجه بعض الإعلانات إلى الذكور والبعض الآخر إلى الإناث. وقد يشجع بعض الأهل أطفالهم على إختيار الألعاب التي تتناسب وجنسهم منذ الطفولة.

التعلق بالشيء ليس أمراً مبتذلاً أو تافهاً:
يمكن أن يكون شغف الأطفال بشيء ما أمراً محبباً في البداية. إذ من الممتع أن يطور الطفل تركيزه على موضوع معيّن ويحاول الغوص داخله بعمق. ولكن، ما إن يتعلق الطفل بالشيء، حتى تبدأ الأسئلة والمطالب تنهال على الأهل. مثل: "هل سعة الشاحنة تزيد على سعة البلدوزر؟" أو "هل أستطيع الحصول على تجهيزات إضافية للعبة "باربي؟" الأمر الذي قد يتسبب في نفاد صبر الأهل من هوس الطفل.
ومع ذلك، يصر التربويون على أن يتعلم الأهل التعايش مع هواية أطفالهم، وذلك لسبب واحد وهو أن ولع الطفل بهواية والتثبت بها أمر يسعده. إضافة إلى أنّ الإهتمام الزائد بشيء ما، يمكن أن يغذي فضول الطفل الفكري. كما وإنّ هوس الطفل يمكن أن يساعده أيضاً على إقامة علاقات إجتماعية.

هل تعلق الطفل بشيء ما هو مشكلة أم مجرد شغف؟
إنّ الجواب على هذا السؤال يعتمد على رأي الأُم بمدى شغف طفلها بالشيء. فإذا كانت تعتقد أن طفلها مهووس جدّاً بالشيء عليها ألا تقلق:
* إذا اكتفى الطفل بالشكوى عند محاولة الأُم تغيير النشاط الذي يمارسه، ولم يبد إنزعاجاً تاماً من محاولتها صرف إنتباهه لشيء آخر.
* إذا كان الطفل يلهو بالشيء أو الغرض بطريقة خلاقة، وكان يستخدمه لأغراض إجتماعية، مثل إقامة علاقات مع أطفال آخرين عن طريق السماح لهم باللعب بسياراته المهووس بها (التظاهر بأنّهم يشاركون في سباق للسيارات، أو الوقوف أمام محطة بنزين لتعبئة السيارات بالبنزين)
ولكن عليها أن تقلق في الحالات التالية:
* إذا بدا أن هاجس الطفل الكبير هو المحافظة على النظام (رص السيارات في صف منتظم وليس اللعب.
* إذا ركز الطفل على شغفه وتعلقه بالشيء إلى حد عدم الإستمتاع بأي شيء آخر غير الشيء الذي استحوذ على عقله.

أمّا إذا كان رأي الأُم أن تثبت الطفل بالشيء يبدو غريباً. فعليها ألا تقلق:
* إذا فهم الطفل بسرعة تلميحات الطفل الآخر الذي يلعب معه بأنّه لا يرغب في مشاركته في هوسه وشغفه (بالسيارات مثلاً) وتحول بسهولة إلى مواضيع أخرى غير اللعب بالسيارات والشاحنات.
* إذا لم يقف شغفه بالشيء عائقاً في وجه عقد صداقات مع أطفال آخرين وفي المحافظة على هذه الصداقات.

ولكن على الأُم أن تقلق:
* إذا استمر الطفل في التحدث عن افتتانه وشغفه بالشيء حتى بعدما بين له أنداده أنّهم لا يبالون لشغفهه، لأنّه لا يعنيهم.
* إذا عاد الطفل وتحدث عن شغفه بالشيء حتى بعدما تحول الحديث إلى موضوع آخر.

إذا اعتقدت الأُم أن شغف الطفل بالسلاح يبعث إلى الخوف، عليها ألا تلقلق:
* إذا أخذ الطفل هذا الشغف عن طفل آخر أكبر منه سناً، أو انتقل إليه من خلال مشاهدته لبرامج الكرتون التي تحتوي على مشاهد عنف. ففي هذه الحالة، على الأُم منع طفلها من مشاهدة مثل هذه البرامج.
* إذا كان رفيقه في اللعب يرغب في القيام بشيء آخر غير اللعب بالأسلحة الألعاب ، ووافقه الطفل رأيه بسهولة ومن دون تردد.

ولكن على الأُم أن تقلق:
* إذا أخذ الطفل دور الشخص السيِّئ، أو دور ضابط بوليس أثناء اللعب مع أطفال آخرين.
* إذا لم يستطع الطفل التوقف عن التظاهر بأنّه "يطلق النار" على الأطفال الذين يلعبون معه، على الرغم من تنبيهه مرات عدة لعدم تكرار هذا المشهد، حتى لو كان مشهداً غير حقيقي.

 موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة