الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 16:01

أهل دمشق أدرى بشعابها فلنغرق بشؤوننا الداخلية/ بقلم: حنان حبيب الله

كل العرب
نُشر: 16/02/12 08:29,  حُتلن: 14:09

أبرز ما جاء في المقال:

قبل أيام لم نر إنتفاضة لمحاولات شلة من اليمين المتطرف الدخول إلى المسجد الأقصى بقدر ما رأينا الهتافات تنتفض لنصرة سوريا

كنا سنتفهم لو أن الشعب السوري طالب بإسقاط النظام عندما تسلم بشار الأسد السلطة بعد وفاة والده، وعندها كنا سندعمه ولكن اليوم وبعد كل هذه السنوات تطالبون بإسقاط نظام شاب

نشاهد بالفترة الاخيرة خروج نشطاء من القوى التقدمية والاحزاب السياسية في البلاد الى تظاهرات واعتصامات للتضامن مع ما يسمى "الثورة السورية"، يرفعون خلالها الاعلام السورية وشعارات مناهضة لنظام الاسد، نحن نتألم وبشدة حيال ما يجري في سوريا من أراقة للدماء وقتل الاطفال واغتصاب، ولكن السؤال الاهم هل حقا النظام الذي يقوم بإرتكاب هذا؟.
بعد 10 أشهر من اندلاع الأحداث في سوريا، نريد ثورات حقيقية تسعى لاسترداد الحقوق المسلوبة وتحقيق العدالة والحرية للشعوب المضطهدة، نريد ثورة سلمية، نريد حصد أفضل نتائج بأقل تضحيات.
لا نريد تدخل لمحاور الشر في العالم، لا نريد منهم لا تدخل عسكري ولا سياسي، فلهم أهدافهم الدنيئة ويفكرون بجني مكاسب لا نريدها، لا نريد عراق وليبيا جديدة فلا يمكن لمحور شر واستبداد وطغيان واحتلال وتاريخ ماكر أن يدعي بالخير ومصلحة الشعوب، قتلتونا بالامس وتطالبون بمصلحتنا اليوم وستقتلونا بالغد؟ لن نعاتبكم، فأنتم اعداء امة العروبة الشريفة أمة العز والنضال والمقاومة وأنتم الراقصون على ارواح شهداء الشعوب التي حاربتكم ولم تجلبوا لاوطاننا إلا الخراب والدمار. عتبنا على من جهل حقيقتكم، ويدعمكم ويناصركم ويتبعكم. الحل الحقيقي لهذه الازمة هو الاصلاحات لوقف نزيف الدماء والدمار، فسوريا هي بلد صمود وفخر والتاريخ يشهد بذلك وهي لا تستحق ما يجري لها، ولا تستحق مواقف تستند على فبركات اعلامية لانظمة غربية.
 
لا يصلح بشار ما أفسده الدهر منذ 30 عاماً
كنا سنتفهم لو أن الشعب السوري طالب بإسقاط النظام عندما تسلم بشار الأسد السلطة بعد وفاة والده، وعندها كنا سندعمه ولكن اليوم وبعد كل هذه السنوات تطالبون بإسقاط نظام شاب ما زال يحاول إصلاح الفساد الذي تغلغل لمدة ثلاثة عقود، فبشار الأسد ورث الحكم وكاهله يرزح تحت وطأة القمع الذي طاله الشعب السوري طيلة فترة الحكم الماضي، ولكن لا نستطيع أن نطالب العطار بإصلاح ما أفسده الدهر بعشر سنوات.

أردوغان يلمع الوجه العثماني الأسود في الشام ونسي الأكراد
ناصرنا الثورة المصرية فأطاحت بديكتاتور وأوصلت ديكتاتور آخر إلى سدة الحكم، فالعسكر لم يعد إيد واحدة مع أبناء شعبه، فما زالت دباباته وآلياته الشرسة تنتظر الإنقضاض على أي معارض ينادي بالإصلاح أو تسليم الحكم، وناصرنا الثورة الليبية ويكفي ما رأيناه من همجية ووحشية بقتل الرئيس السابق، معمر القذافي لنفهم بأي حكم ستعيش الخضراء، وما أن بدأت الأوضاع في ليبية تهدأ حتى قام البعض بقلع تمثال القائد جمال عبد الناصر، وإلى الآن تبقى أسباب النقمة على هذا التمثال وصاحبه مجهولة لدينا.
الناتو فرض شرق أوسطه الجديد على شمال أفريقيا ولم يتبقى لديه سوى بلاد الشام لتكتمل الحلة الجديدة لكعكة الشرق الأوسط، وها هي سوريا المعقل الأخير لتاريخ طويل بالشرق الأوسط حان الوقت لاستبداله من قبل هيلاري كلينتون والأن جوبيه، ومن قتل الأكراد في تركيا اليوم بات يطالب بتخليص الشعب السوري من الطاغية بشار الأسد، فهل يذكر أردوغان أن يطالب بحقوق الأكراد ويمنحهم حريتهم قبل أن يطالب بحرية السوريين، أم أنه يحاول إعادة مجد السلطنة العثمانية ويلمع وجهها الأسود الذي لبسته طيلة أربع مئة عام من حكمها لبلاد الشام؟

أهل دمشق أدرى بشعابها
قبل أيام لم نر إنتفاضة لمحاولات شلة من اليمين المتطرف الدخول إلى المسجد الأقصى بقدر ما رأينا الهتافات تنتفض لنصرة سوريا، والشاطر من يقوم بالدعوة إلى تظاهرات لإنقاذ سوريا من نظام الأسد في حيفا والناصرة وتل - أبيب، شؤوننا الداخلية باتت أعقد من الشأن السوري وشبح الأوضاع المادية والاجتماعية والأمنية بات يهدد بيوتنا، فهل نستطيع أن نلتفت إليه وندع سوريا للسوريين، فأهل دمشق أدرى بشعابها.. فإلتفتوا للشأن الداخلي الذي تقف خلاله الحكومة الاسرائيلية وهي تنهش بنا وفرحتها كبيرة بعدم إنتباهنا، فكما نيرون قامت اسرائيل بحرق الشرق الأوسط ووقفت وسط العاصفة النارية تتفرج لا أحد يلومها على ما تفعل بالشعب الفلسطيني لأن كل مشغول بشؤونه الداخلية.

مقالات متعلقة