الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 17:02

قصة مثيرة وممتعة لأنغش أطفال

كل العرب
نُشر: 08/02/12 22:44,  حُتلن: 07:56

قَالت الشَّمْسُ لأَزاهيرِ الحقُولِ في يومٍ من أيَّامِ الرَّبِيْعِ الصَّافِيَةِ:
إنني أُرْسِلُ إليكُمْ أَشِعَّتِي الذَّهَبِيَّةَ، وأُنعِشُ حيَاتَكُمْ بِكُلّ ما وَهَبَنِي اللهُ مِنَ الضَّوْءِ والحَرارَةِ والقُوَّة، وأُرِيْدُ أن أَعْرِفَ من كُلِّ واحِدَةٍ منكنّ: كم تُحِبّني؟ وكيفَ تعبّرُ عن حُبِّها لي...
... وعندي جائِزَةٌ واحِدَةٌ للجَوابِ الَّذِي سَأَخْتَارُه من بَيْنِ أَجْوِبَتِكُنّ اليَوْم...
تَحَمَّسَ كُلُّ مَنْ في الحقل ليستجيب لنداء الشمس، ويتحدّثَ عن حُبّهِ لَها ويقدّمَ دلائلَهُ علَى ذلك الحُبّ.. وتحاوَرْنَ في ذلك في ما بينهُنّ، وقَرّرْن أن يُجِيْبَ الشمس منهن في ذلك اليوم عددٌ من أهل الفصاحة والبيان من أزهارِ الحقلِ ووُروْدِهِ وزنابقِهِ وأَشجارِه المزهرةِ المُثمرة
... ... ...
قال الوَرْدُ: أَنا أَنتظِرُ زَمانَ الرَّبِيْعِ لكي أَظْهَر أمامَكِ في أجملِ ثياب، وأحْلى مَنْظَر ... أَنَا لا أَتْرُكُ لوناً مشهوراً في الدُّنيا إلاّ وأسْتَفِيْدُ مِنْهُ، وأَعْرِضُهُ عَلَيْكِ: الأَبْيَض، والأَحْمَر، والأَصْفَر، والوَرْدِيّ، والبَنَفْسَجِيّ... وغيرها، لا يسبقني إلى هذا أَحد..
إِنَّنِي أَتَحَلّى بِمَلامحِ الجَمالِ وأَلْوَانهِ المُتَعَدِّدَةِ مِنْ أَجْلِك!..


صورة توضيحية
...
وقال البَنَفْسَجُ، وهو يبتسمُ للشّمسِ ابتسامةً صافيةً: أنا أقدّمُ على حُبّك دَلِيْلَيْنِ كَبِيْرَيْنِ
: اخْتَرْتُ لوناً غريباً، مشعّاً، مُعْجباً، يَلْفِتُ الأَنظار، وَيبْهَرُ العُيون.. فلوني لا نظير له.. ومن اسْمِي أَخَذُوا اسْمَ هذا اللَّون..
: ونَشَرْتُ عِطْري المُمَيّز، الذي لا يُشبهه عطرٌ في الدُّنيا، مِنْ مَحَبَّتِكِ ولأَجْلِكِ..
وأقول لك شيئاً آخَر: لقد سَمّوني باسم الحَزِينِ من شدّة حُبّي لك..
وقال الفُلّ: أَنتِ ـ أيَّتُها الشَّمْسُ ـ تظهرين للَكْونِ بَيْضَاءَ صافِيَةً: فيك مَعَاني الحُسْنِ والرَّوْعَة ... وأنا لا ألبس إلاّ الأَبْيَض إكراماً لكِ ومَحَبَّةً فيك...
ولا أَجِدُ أَحْلى مِنَ الظُّهور باللَّوْنِ الأَبْيَضِ المُشْرِقِ عِند مقابلةِ الأبيضِ الوَضَّاء...
وأنا آخُذُ من عَطائكِ العَظِيم، وأَصُوْغُه عِطراً رقيقاً لطيفاً، وأَنا أُهدِيْهِ إليكِ محبّةً واعترافاً بالجميل
وقالت شَجَرةُ التُّفّاح التي كانت ممثّلةَ الأشجارِ المُثمرةِ في هذا اليَوْم: أَيَّتُها الشَّمْسُ الجميلة: عند الصَّبَاحِ يَمْتَزِجُ فيكِ اللَّوْنُ الأَبْيَض باللَّوْنِ الوَرْدِيّ وأَنا لَوَّنْتُ أَزهاري بِهذَيْنِ اللَّوْنَيْنِ معاً لِكَيْ أعْرِضَ عليك ما يُشبهُكِ ويماثِلُكِ قبلَ أَن يراكِ أَحدٌ.. ونَثَرْتُ هذه الأزهار على أغصاني وفُروعي في مَنْظرٍ يُدهشُ الناظرَ إليَّ، وَيلِيْقُ بِمَحبّتي لك..
وقال القِنْديلُ: أيَّتُها الشَّمْسُ الوَضَّاءَةُ التي تَهَبُنا ـ نحنُ معاشرَ الأزْهارِ ـ هذه الألوانَ المُتَلألئة! إنَّ اللَّوْنَ الأزْرَقَ السَّماويَّ هو لَوْنُ المكَانِ الفَسِيْحِ الّذي نَراكِ تَجْتَازِيْنَهُ بأشِعَّتِكِ الجَمِيلة... وأَنا لوَّنْتُ أَزْهاري بلونِ زُرْقَةِ السَّماءِ من أجلكِ أنتِ!..
لقد وهَبْتِني حلاوةً رائعةً رائقةً، ووهَبْتُكِ مِنّي محبّةً عظيمَةْ!..
وقال البَيْلَسانُ: أَنا ابنُ الرَّبيعِ. لوني أَبْيَضُ يحاكي لونك، وزَهْرَتِي مُدَوّرةٌ تُشَابِهُ استدارَةَ وَجْهِكِ الجَمِيل.. ورائحةُ أزهاري تَتمَنّى لو تَصِلُ إليك: شَوْقاً ومَحَبّةً!.. وكُلُّ مَنْ يَراني وقد ملأتُ الجوَّ عِطراً، وملأتُ الأَعْيُنَ إِعْجَاباً لا يشبِّهُني إلا بِكِ... ويقولُ: قُرْصُ البَيْلَسَانِ كَقُرْصِ الشَّمْسِ...
وقال الرُّمّان: زَهْرَتِي ـ أَيَّتُها المِعْطاءُ الكَرِيمة ـ اسْمُها الجُنْبُذَةُ أو الجُلَّنَار.. وقد أخذتُ منك ـ أَيَّتُها الشَّمْسُ الصّافية ـ صَفاءَ الاحْمِرَارِ، فظهَر الجُلّنارُ للدُّنيا فِي لونٍ غريبٍ بديعٍ..
وزَهْرَتِي في شَكْلِ المِصْبَاح... والمِصْبَاحُ ليسَ إِلاّ صُورَةً مُصَغّرةً منك...
وقالَ الأُقْحُوَان: أنا أَزْهو بلونين متناسِقَيْن معاً:
ـ لون البَياضِ الصافي الذي يُشابِهُ بياضَ نوركِ الوهّاج
ـ ولون الصُّفرةِ الذي يُشبهُ أَشِعّتك عندَ الغُروب فأَنا أشِعُّ مثلك بأَلوانِ البَهْجَة...
ومَنْ يرني يشاهِدْ شمساً صغيرة..
من حُبّي لك ـ أيتها الشمس العزيزة ـ صوّرتُ نفسي على هَيْئَةِ صُورتكِ
وقال الخُزَامى: أنا ملكُ اللّونِ الأَزرق: لوني جَميل وعطري فوّاح.. كُلَّما أشرقْتِ ـ أَيَّتُها الشمسُ الجَمِيلةُ ـ ازْدَادَ لَوْني إشراقاً ـ مثلك ـ، وصَارَ عَبَقي جَذّاباً لكلّ مَنْ يَراني أَو يَتَنَسَّمُ عِطري...
وها أَنا ذَا أُقَدِّمُ كُلَّ شُهرةٍ وتَفَوُّقٍ هَدِيّةً خالِصَةً لَكِ..
وقامَتْ نَبْتَةٌ رشيقَةُ القَوام، مُعْتَدِلَةُ الطُّول، بارعةُ الكَلام، حاضِرَةُ الجواب، وقالت بذكاءٍ عفويّ: سأكونُ صَرِيحَةً معَك: لَيْسَ لي رائحةٌ فَوَّاحَةٌ، ولستُ فائقةَ الجَمال؛ ولكنّني أُحبُّك أَيَّتُها الشَّمْسُ العزيزة!..
تُرِيدينَ الدَّليل؟ أَقُولُ لك....
من حُبّي أنا لا أَنْظُرُ إلاّ إليك، ولا أُدِيرُ نَظَري عَنْكِ من وقتِ الشُّروق إلى وَقْتِ الغُروب... لقد صِرْتُ مشهورةً في دنيا الزُّهورِ والعُطور بهذا العِشْقِ الذي يَشُدُّني إليك...
تُرى أَهكذا يكونُ الحُبّ؟ وهل تَعْرِفِيْنَهُ مِنّي؟
ابْتَسَمَتِ الشَّمْسُ وخاطبت جُمْهُورَ الوَرْد والزَّهرِ والزَّنْبَقِ... وأنواع الشَّجَر والنَّبات وقالتْ: تَقَبَّلُوا منّي الشّكر العَظِيْم.. إن ما سَمِعْتُهُ اليَوْمَ هو دليلُ المَحبَّةِ والوَفاءِ... وهي مَحبَّةٌ مُتَبادلةٌ في ما بَيْنَنا..
واسمَحُوا لي أَن أَعتذرَ بكلمة.. لقد قُلْتُ من قَبْلُ: لَيْسَ لديّ الآنَ سوى جائزةٍ واحدةٍ... وكلّ زهرةٍ أَو وردةٍ أو زنبقةٍ أَو شَجرة أَو نَبْتةٍ تستحقُّ على حُبّها وإخلاصِها جائزة.. أَرْجُو أَن تَعُدُّوا هذه الكلمة منّي شهادةً بالمحبّةِ الدائمةِ... وأَنْ يكونَ اعتِذَاري مَقْبُولاً...
حَيّتِ الأَزْهَار الشَّمْسَ وودَّعَتْها..
والتفتَت إِلى زَهْرَةِ عَيْنِ الشّمْس وقَدَّمَتْ لها التّهنئةَ
.. .. ..
وفي هذا الوقتِ كانت قد حانَتْ ساعَةُ الغُروب
وعادَت كُلُّ زهرةٍ ووَرْدَةٍ وزنبقةٍ وشَجرةٍ ونبتةٍ إلى ما كانت عليه في انتظارِ إِشراقةِ شمسِ يومٍ جَدِيد...

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة