الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 15:02

زهرةُ ألربيع- بقلم: كفاح زعبي- نين

بقلم: كفاح زعبي-
نُشر: 07/02/08 06:55

عندَ بُزوغِ شمسِ ألصباح,,كانت تهُمُ بالاستيقاظِ مِن نومها مسرعة, كما لو أن قطارَ السفرِ سوف ينطلقُ إذا لم تستيقظ في الباكر.
فتاةً في مُقتبلِ العُمر, تبلغُ الثانية والعشرين عاما,يزينها الهدوء الذي تتمتع بهِ,كأنهُ سكونُ ليلِ لَطيف, شعرٌ حالكٌ كجوفِ ليلِ, متدلي على أكتافها, وقامةٌ رشقه, وفي رشاقتها خِفة أرنبٍ صغيرٍ يقفز من مكانٍ لمكان.
ابتسامة عريضة ترتسم على شفاهٍ رقيقةٍ كرقةِ طفلةٍ ببراءتها تُحَبُ.
واسمها دلَ على معنى حياةٍ خلتُها قاسية إذا لم أرها كل صباح,,كان اسمها أمل...
اعتدتُ على مراقبتها كل صباح, أحب نشاطها في الباكر,عِندَ مداعبتها للعصافير الجميلةِ, فُتاتُ الخُبز التي كان يتطايرُ في الأجواء ليصل أرضا,, ليتمكن من إشباعِ عصافيرِ السماءِ ومن ثم عصافيرِ الأرض الصغيرة.
خِلتُها ملاكاَ لِما اتصفت بِهِ من رِقةٍ وأناملٍ بالحنانِ مُغمَرات..
ذاتَ يوم ودونَ وَقتٍ وَميعاد,استيقظت كما في كل صباح,زقزقةُ العصافيرِ,,سَماءٌ صافية,نسماتُ تهُبُ مُبشِرةٍ بقدوم الربيع.
فتحتُ نافِذتي المُطلةِ لحديقةِ الفاتنة, صاحِبة أعذبِ وأسمى معاني الإنسانية والوجود.
عصافيرٌ تتطايرُ حزينة,,يكادُ الجوعُ أن يرهِقها فتهوي أرضاً, وتختفي ملامحُ سِحرها وتغريدها العذبِ الجميلِ.
أزهارٌ حزينةٌ تكادُ أن يتحولُ عطشها لِشفاهٍ مشققةٍ’ بحاجة ماءِ يرويها, ويدانِ ناعمتانِ
تلامسهما, كي تستعيد أزهار الربيعِ رونقها,,وجاذِبيةِ ألوانها.
هي..أين هي..زهرةُ الربيعِ..أين هي أمل؟
هي المرةُ الأولى التي لم أرها بِجوار أزهارها.. هي المرة الأولى التي لم أرها تطعمُ عصافيرها.
وَأخذت ألثواني بالمرور..والدقائق بالانقضاءِ..شعرتُ بالثواني كأنها أيام تمرُ دونَ حاجز.
شعرتُ بانقضاءِ الدقائِق بأنها سنواتٌ مرت دونَ أن ألقاها.
حَلَ المساء..وانقضى الليل..ولا زالت الأفكار كأشباحٍ تطاردني...ترى أين هي؟ كيفَ لها أن تترك عصافيرها دون أن تطعِمهم؟ كيف لها أن تسمحَ للعطشِ أن ينتصر على أزهارها اليانعة؟
غدت أفكاري كَعصفِ رياحٍ تهُبُ بشدةٍ لتجمعَ ما تبقى مَن بقاياها.
 واستمرَ الحالُ أياماَ وأنا بانتظاري لها لا أملُ.. بلهفتي على مصير العصافير والأزهار لا اعلمُ.في يومٍ آخر طارت العصافير وذبلت الأزهار,, تبدلَ الربيع,, وتلاشى سحره من الوجود.
فقد ذبُلت فتاتي من مرضٍ قد تآكل من جسمها..وحلقت كالعصافير عاليا في أجواء السماء.
ذبلت كأزهارها وحلقت كعصافيرها,,دون ميعاد ودون سابق إنذار.
ولازالت هي زهرة الربيع.


لإرسال مواد أدبية وشعرية وخواطر لزاوية منتدى العرب الرجاء تحويلها إلى البريد الالكتروني التالي، وهو البريد الخاص بالمنتدى:
montada@alarab.co.il

مقالات متعلقة