في صحراء الكلمات وقفار الشعارات ننتظر تقلب الاحوال الثقافية والاجتماعية لتنهمر الكتابة الحرة , الكتابه الناقده البناءة وعليه فان الكلمه تتشهى رحما نقيا لتخصب فيه من اجل ميلاد جنين الكتابة المشبع بالحرية , البعيد عن قيود العنصرية وكتم الأنفاس , البعيد عن الراي الاوحد الوحيد , البعيد عن مقوله اذا لم اكن معك فانا عليك , البعيد عن اختيار الكلمات الرنانة الطنانه البعيدة عن كثره التدليس , لا نريد الضغط على بطن الكلمات الحبلى لاننا لا نحب الإجهاض , بل على العكس نريد لهذا الجنين أن يتكون  ويتبلور تحت رعاية الكلمة الحرة بعيدا عن استبعاد الفكر لاننا مجرد كوننا عبيدا للكلمه " المضغوطة " يفقدنا الاصل وهو استقلاليه فكرنا وعندها ستدخل في دوامه التدليس والتلفيق والمراوغة وإشباع رغبات الآخرين وتكون الطريق اقناع الغير دون اقتناعنا أنفسنا ونأخذ بالحسبان دائما انه ليس هناك وجود لمنظومة فكريه واحده ووحيدة وانه مهما كان الاختلاف بيننا يجب علينا البقاء في دائره الحب والود لاننا شعب واحد لا يتجزأ على الرغم من جميع المحاولات الشيطانية لشرذمتنا , ان دورنا في الكتابه اجتثاث الفكر الممجوج ونفيه الى ما وراء حدود التحجر والتمترس في الفكر والرأي , استغرب لماذا نحاول زج الحقائق وراء القضبان لنفتح عليها متى نشاء .
لماذا نحكم الاغلاق عليها اذا ما مست جانبا من جوانب فكرنا وراينا وعلمنا ؟؟؟ لماذا نحاول تصيد الفرص والتربص لخصومنا باتباع أساليب الخداع والغش والكذب والتمويه ؟؟ لماذا احتكار الحقيقة والحقد ؟؟ احيانا نجعل انصاف الحقائق حقائق كاملة وأحيانا أخرى نجعل أنصاف الحقائق كذبا كما يحلو لنا ووفقا لموافقنا , وهل نكسب الكثير اذا جرعنا كؤوسا من الفهلوه والشطارة البعيدة عن النزاهة والمصلحة العامة ...؟؟
مواقفنا وفكرنا ونهجنا وطريقه معاملتنا للأسف الشديد امتصاصية اسفنجيه , قسم منا يريدها والقسم الاخر يضطر اليها اضطرارا , فكرنا فكر متبني لا يمت للانجاب بصله , فكر متلقي بعيد عن التفاعل , لدينا قصور في جوانب عديدة ونحن دائما في ارتدادية في أنماط التفكير التي تسبر الماضي وتنبث فيه وتلج متاهاته , نريد ان نتخلص من عقد كثيره ونتجاوز عقبات عديدة ولكننا لا نستطيع , هذه مقدمه غائمة عائمة ومعممة لوضعنا السياسي والاجتماعي على الصعيد المحلي لقرانا ومدننا العربيه حيث تنقصنا المبادرة والشجاعة وينقصنا التوق للخلاص والانبعاث من ربقه الخلفيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية , هذا التوق في حد ذاته مأساوي ولكن انعكاساته على مجتمعنا لا شك انها ستكون ايجابيه , نحن في خصام دائم فاذا كانت هناك ومضات اصلاحيه اطفاناها بجشعنا , نستأنس الورود للاصلاح لكننا ننتظر كاهل الكهف ويطول الرقاد , المبادره نحن ... المبادرة تفرقع وتتفرقع  داخلنا وحولنا , القتيل ايها السادة لا يحتاج الى اذن وليعذرني احدهم اذا ما كنت ساعتدي على جملته : " من منا سيقول للاخر هذا الصباح كله لك " , كذلك نحن بحاجه الى مناخ ايروتيكي في تفكيرنا ومعاملاتنا ( ولا تظنوا بهذا المصطلح الظنون فهو بالمعنى الايجابي ) .
لماذا نتخبط دائما في صوابي وخطأ الأخر ؟؟
لماذا لا يكون صوابي وصواب الاخر .؟؟
سحقا لهذا الفالج الاجتماعي الذي يصيب نصفنا في معارك المصالح على الصعيد السياسي والاجتماعي . يجب أن ننفتح على الاخر فهذا هو الهاجس الأكبر لتجاوز كل إشكاليه على الساحة في قرانا ومدننا .