جاء في المقال:
يتداول في الآونة الأخيرة الحديث حول خطة لأحياء بحر الميت من قبل المملكة الهاشمية الأردنية وإسرائيل

عند التحدث عن أحياء البحر الميت فالبعض يعتقد أن عملية الأحياء هي إنشاء بيئة حياتية للكائنات الحية كالأسماك وغيرها في بحر الميت وهذا غير صحيح

الحل الأنسب لإحياء بحر الميت هو "الوعي الجغرافي" لدى سكان الدولتين فيجب أن تقوم الدولتين بحملات وندوات لتوعية ألسكان بالوعي الجغرافي وبالتحديد بمجال المياه

بسم الله والحمد لله الذي أحصى جميع الأشياء ولا يخفى عليه شيء في الأرض والسماء, والصلاة والسلام على عبده ورسوله سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد:
يتداول في الآونة الأخيرة الحديث حول خطة لأحياء بحر الميت من قبل المملكة الهاشمية الأردنية وإسرائيل, عند التحدث عن أحياء البحر الميت فالبعض يعتقد أن عملية الأحياء هي إنشاء بيئة حياتية للكائنات الحية كالأسماك وغيرها في بحر الميت وهذا غير صحيح . فالقصد من عملية الإحياء هي الحفاظ على منسوب مياه البحر الآخذ بالانخفاض في الآونة الخيرة بسبب قلة المياه الناتجة من الضخ الزائد منة أو من احد روافده كبحيرة طبريا التي تعد مصدر من مصادر المياه في إسرائيل.
انخفاض بمنسوب البحر الميت يكون منظر طبيعي لا يلاءم الطبيعة ,فيعد البحر الميت إحدى المناظر الطبيعية الجميلة والخلابة لكلا الدولتين (إسرائيل والأردن) بالإضافة لكونه مكان سياحي يجذب العديد من السياح حتى انة كان مرشح لأحد عجائب الدنيا السبع الأمر الذي يرفع من مدخولات خزينة وتطوير الاقتصادي لكلا الدولتين لهذا تسعى الدولتين لإيجاد حلول لإيقاف انخفاض المنسوب العام للبحر.

مصادر مياه البحر الميت
البحر الميت هو مصب لنهر الأردن الذي ينبع من ألحا صباني من جبال لبنان بالإضافة إلى بانياس نتيجة ذوبان ثلوج جبل الشيخ تلتقي مياه بانياس والحاصباني بمنطقة "כפר בלום" في شمال البلاد يتحدان هناك ويستمران بالجريان نحو بحيرة طبريا وبعدها غور الأردن وحتى يصب في البحر الميت.

أسباب الانخفاض:
منذ منتصف القرن أل-20 ازداد الطلب على المياه من قبل سكان الدولتين إسرائيل والأردنية نتيجة :
أ- ازدياد عدد السكان.
ب- ارتفاع مستوى معيشة السكان واستهلاك كمية اكبر من المياه.
كون بحيرة طبريا مصدر المياه الأول في إسرائيل ازدادت كمية ضخ المياه من هذه البحيرة نتيجة تزويد السكان بالمياه بالإضافة إلى مشروع المياه القطري الذي أقيم بسنوات أل-60 من القرن أل-20 هذا المشروع يضخ كميات كبيرة من المياه إلى منطقة الجنوب , ازدياد بضخ المياه من بحيرة طبريا أدى لانخفاض كمية المياه الجارية نحو البحر الميت. بالمقابل تقوم المملكة الهاشمية الأردنية بضخ المياه من بحر الميت عبر "قناة عبد الله" إلى البلدات الأردنية .بالإضافة إلى ذالك سنوات القحط المتتالية وقلة الأمطار أدت إلى انخفاض من منسوب نهر الأردن بشكل عام وبحر الميت بشكل خاص.

الحلول المقترحة من قبل الدولتين:
تم عرض اقتراحات مختلفة حول هذه القضية ومن أهم الحلول كانت إيصال البحر الأحمر بالبحر الميت وضخ المياه من بحر الأحمر للبحر الميت. حل أخر كان إيصال البحر الميت بالبحر المتوسط وضخ المياه من بحر المتوسط للبحر الميت هذه الاقتراحات مكلفة للغاية وقد تدخل الدولتين لديون كبيرة.بحيث اختلاف التضاريس بين منطقة لأخرى يحتاج إلى آليات عمل كبيرة ومكلفة ووقت طويل.

الحل المقترح في المقال:
الحل الأنسب لإحياء بحر الميت هو "الوعي الجغرافي" لدى سكان الدولتين فيجب أن تقوم الدولتين بحملات وندوات لتوعية ألسكان بالوعي الجغرافي وبالتحديد بمجال المياه, بحيث ارتفاع استهلاك المياه من قبل السكان ليس ناجم بالتحديد من ارتفاع عدد السكان فحسب بل ارتفاع بمستوى المعيشة والتبذير الزائد من قبل السكان فهنالك إهدار كميات كبيرة من المياه يوميا دون مراقبة أو وعي من قبل السكان.
لهذا يجب على الدولتين القيام بحملات توعية جغرافية وشرح من خلالها مدى تأثير إهدار وعدم استغلال كل نقطة ماء بشكل "صحيح وقليل" على حياتنا والعواقب الكبيرة لهذه المشكلة, من اجل الحد من الاستهلاك الزائد من المياه. هذه الحملات قد تكون إما عبر وسائل الأعلام أو السلطات المحلية أو من خلال المؤسسات التعليمية بكل مراحلها.
فهنالك العديد من السكان يفتقرون للوعي الجغرافي ويتعاملون مع المياه كجزء من الجغرافيا بعدم إدراك وقلة وعي. مشكلة نقص بكمية المياه قد تكون فيما بعد مشكلة العصر فقد يأتي زمن تزويد المياه يقتصر على يومين أو ثلاثة بالأسبوع لعدم توفير المياه لدى السلطات المسئولة أو قد نخسر أماكن طبيعية كالمحميات والبحيرات وغيرها لعدم توفر المياه. فلماذا ننتظر ذالك اليوم الذي لا تنفع بة الندامة ؟

للختام:
 يعد موضوع الجغرافيا من أهم المجالات لحياتنا اليومية فهذا الموضوع يرتبط بالعديد من أحداث الساعة, لهذا يجب على السلطات الحاكمة تزود السكان بالتوعية الجغرافية من اجل إيجاد حلول لعديد من القضايا اليومية التي يعاني منها المجتمع. فانخفاض بمنسوب البحر الميت له عواقب كبيرة على الطبيعية من حيث المنظر وعلى خزينة الدولة من حيث سوف يتم انخفاض بنسبة السياح بسبب اختفاء البحر الميت لعدم توفر المياه فالحل الأنسب لتفادي هذه العقوبات هو "الوعي الجغرافي".
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصّالحات.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.co.il