الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 23:01

سورية وما بعد الفيتو الروسي /بقلم:عبد الباري عطوان

كل العرب-
نُشر: 31/01/12 21:21,  حُتلن: 07:33

أبرز ما جاء في المقال:

التطور الأبرز الذي يمكن ان تتبناه الدول العربية هو تآكل سيطرة النظام على اطراف البلاد، وريف كل من دمشق وحلب على وجه الخصوص

لا نستطيع ان نتنبأ بما يمكن ان تفعله الجامعة العربية التي ظلت تهدد بهذا التدويل طوال الاشهر الماضية

النظام السوري تعرض لهزة كبرى بخسارته لريف دمشق، ونجاح بعض معارضيه بنقل المعركة الى ابواب العاصمة

يبدأ مجلس الأمن الدولي اليوم مناقشة مشروع القرار العربي الذي يطالب الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي عن الحكم، وتسليم صلاحياته لنائبه السيد فاروق الشرع، تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية، والاعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية في غضون بضعة اشهر.
الدول الاوروبية تدعم المبادرة العربية، وكذلك الولايات المتحدة الامريكية، وهذا ما يفسر توجه وزيري خارجية بريطانيا (وليم هيغ) وفرنسا (آلان جوبيه) الى الامم المتحدة لدعم صدور قرار عن مجلس الامن يتبنى هذه المبادرة، ويسرع برحيل رأس النظام السوري.

سيطرة الميليشيات المتناحرة
فرص نجاح هذه المساعي العربية الغربية تبدو محدودة للغاية، ان لم تكن معدومة، خاصة بعد اعلان وزير الخارجية الروسي معارضته لها، وتهديده باستخدام حق النقض الفيتو لاحباطها.
نستطيع ان نتكهن بما يمكن ان يفعله النظام السوري في الايام والاسابيع المقبلة، في حال فشل مشروع تدويل الأزمة، ولكننا لا نستطيع ان نتنبأ بما يمكن ان تفعله الجامعة العربية التي ظلت تهدد بهذا التدويل طوال الاشهر الماضية، باعتباره الطلقة الاخيرة في جعبتها.
من الواضح ان الاقتراح بإرسال قوات عربية الى سورية لحماية المدنيين من النزيف الدموي اليومي، قد وصل الى طريق مسدود، لأنه لم يلق اي حماس من اي من الدول الاعضاء، الخليجية منها خاصة، كما ان اقدام الدول الغربية على ارسال قوات الى سورية، او اقامة مناطق حظر جوي، على غرار ما حدث في ليبيا، ليس مطروحا بسبب تعقيدات الملف السوري، الداخلية منها والاقليمية، واستيعاب الدول الغربية دروس التدخل في افغانستان والعراق، بل وليبيا نفسها بالنظر الى ما يحدث في الاخيرة من فوضى على الارض وعودة شبح الحرب الاهلية القبلية والمناطقية، بسبب ضعف الحكومة المركزية، وانعدام الأمن في ظل سيطرة الميليشيات المتناحرة.

نقل المعركة الى ابواب العاصمة
التطور الأبرز الذي يمكن ان تتبناه الدول العربية هو تآكل سيطرة النظام على اطراف البلاد، وريف كل من دمشق وحلب على وجه الخصوص، بفعل العمليات العسكرية للجيش السوري الحر، وبعض الجماعات المسلحة الاخرى، التي حملت السلاح دفاعا عن المدنيين من هجمات الامن والجيش. ولا نبالغ اذا قلنا ان دولا عربية تقف بقوة خلف عمليات تهريب السلاح والمقاتلين، فانسحاب قوات الجيش من منطقة الزبداني وسيطرة الجيش الحر عليها عائد بالدرجة الاولى الى كونها قريبة من الحدود اللبنانية، ومحاذية للمناطق التابعة لتكتل الرابع عشر من آذار بزعامة السيد سعد الحريري، العدو الاول لسورية في لبنان.
النظام السوري تعرض لهزة كبرى بخسارته لريف دمشق، ونجاح بعض معارضيه بنقل المعركة الى ابواب العاصمة، وبما ادى الى اغلاق الطريق المؤدي الى المطار وتعطيل جزئي للملاحة الجوية فيه،لما يمكن ان يترتب على هذه الخسارة من انتكاسات نفسية في صفوف مؤيديه، فالقادمون من سورية يتحدثون، ولأول مرة، عن حالة قلق كبرى تسود العاصمة وسكانها.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة