الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 19:01

وجبات من الألم تستشري فينا/ بقلم:يوسف الجمل

كل العرب
نُشر: 24/01/12 17:14,  حُتلن: 14:20

يوسف الجمل:

وجبات ألم لما يحدث في مؤسساتنا التعليمية ولغياب الجانب الفكري والثقافي والتربوي

وجبات ألم لما يحدث في شوارعنا من قاذورات ومخلفات وتغييب حق الطريق وآدابه عندنا

مع وجبات البرد الشديد التي تغمرنا في شتاء خير وبركة ووجبات الدفء المتتابعة في أماكن تواجدنا على مدار اليوم والليلة وبشتى الوسائل المتوفرة والحمد لله نعيش العديد من وجبات الألم اليومية والتي لا مبرر لها ولا داع .
وجبات ألم لما يحدث في شعبنا وأمتنا العربية وما تزهق من أرواح بريئة ودمار وخراب واحتلال وتجزئة واستغلال واستعمار .

التطرف البرلماني السائد
وجبات ألم لما يحدث في شعبنا العربي على المستوى القطري من تمييز وعنصرية وإجحاف على جميع الأصعدة وأولها التطرف البرلماني السائد في برلمان الدولة التي نعيش بها على أرضنا المسلوبة كأقلية مسلوبة الحقوق محاصرة فكرياً واقتصادياً ونموا وتطوراً .
وجبات ألم لما يحدث من استهتار على الشوارع وإهمال ورعونة مما يتسبب بحوادث طرق نتكبد بها المخاسر في الأرواح والممتلكات ناهيك عن البنية التحتية للشوارع في محيط قرانا ومدننا العربية وعدم جاهزيتها لاستيعاب التطور والتغيير في أعداد المركبات وكثرتها .
وجبات ألم لما يحدث من قتل وعنف فينا وبيننا كجاهلية القرون الأولى والتي تشغلنا ببعضنا البعض وتنسينا همومنا الكبرى.
وجبات ألم للكراهية والحقد المستشري فينا والذي نستشعره في معاملاتنا وحياتنا ومماتنا .
وجبات ألم من الذين يرقصون خلف نعوش الآخرين والذين يشمتون لمرض أو عسر أو مصيبة حلت بالغير .
وجبات ألم للفقر الذي يداهم العديد من البيوت ولا محرك ساكناً من قبل العديد منا .
ووجبات ألم للغيرة والنميمة والقذف والتشهير والغيرة والحسد والتي أصبحت فاكهة الشتاء والصيف للجار وابن السبيل والأهل والضيف .
وجبات ألم لما يحدث في مؤسساتنا التعليمية ولغياب الجانب الفكري والثقافي والتربوي والإبداعي والفني والعلمي والترفيهي من القرى والمدن العربية في البلاد .

وجبات الألم تنتشر في مجتمعنا
وجبات ألم لما يحدث في شوارعنا من قاذورات ومخلفات وتغييب حق الطريق وآدابه عندنا .
ووجبات ألم وحزن لما يحدث في مساجدنا ومعابدنا من تقسيم وشرذمة وخلافات وصراعات وانتهاكات وتغييب الدور السامي في القيادة والتوجيه والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوحيد الصفوف والتكافل والتراحم والتعاون والتلاحم .
ووجبات ألم للنعمة التي نبطر بها ونكفر ونستهين , الخير الكثير في المأكل والملبس وإلقاء كل ما يتوفر في حاويات القمامة وعدم ترشيد الاستهلاك في الماء والغذاء والكهرباء والاتصالات والوقود وحياة اللامبالاة والاستخفاف والفوضى التي نعيشها .
وأكثر ما أخشى على أنفسنا أن نعتاد هذه الوجبات من الألم وغيرها يوماً بعد يوم فتستشري فينا وتتحول إلى مرض عضال لا يزول بكل المضادات الحيوية ولا بإبر التخدير والعمليات الجراحية ولن ينفع عندها ندم ولا حسرة - أما من صحوة في شتوة ماطرة من وجبات الألم التي نسفها كالمل يومياً واستبدالها بوجبات أمل وعمل وأليس بعد الضيق إلا الفرج وبعد العسر إلا يُسرا .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة