الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 07:01

انتقام ايراني وشيك؟/ بقلم:عبد الباري عطوان

كل العرب
نُشر: 19/01/12 08:40,  حُتلن: 08:41

عبد الباري عطوان:

ايران تواجه مؤامرة خارجية فعلا لا قولا، تحاول خنقها اقتصاديا كمقدمة لتغيير نظامها السياسي

اسرائيل قوية لان العرب ضعفاء، او بالأحرى بعض العرب، الذين لم يحركوا ساكنا عندما ارسلت قواتها الى قطاع غزة لقتل الابرياء بالفوسفور الابيض والصواريخ من البحر والبر والجو

اغتيال علماء نوويين وسط طهران هو انتهاك للسيادة الوطنية، وهز لهيبة الدولة الامنية، ومثل هذا العمل الاستفزازي يحتم الرد بالقدر نفسه، ولذلك لم يفاجئنا السيد علي لاريجاني بالقول بأن الانتقام وشيك

اسرائيل ستضرب ايران.. لا.. اسرائيل ما زالت بعيدة عن ضرب ايران.. رئيس هيئة اركان الجيوش الامريكية موجود في تل ابيب لمنع قيادتها من ضرب ايران.. اوباما يحذر نتنياهو من عدم التنسيق مع بلاده قبل ارسال الطائرات لضرب ايران.. كل هذه العناوين وغيرها سيطرت على صدر الصفحات الاولى طوال الاشهر الماضية.

اكوام من الخردة
فلتتجرأ اسرائيل وتنفذ تهديداتها المسعورة هذه وتضرب ايران، وتدمر منشآتها النووية التي تعتبرها خطرا عليها، فمن هي اسرائيل هذه حتى تقدم على هذه المقامرة، هل هي القوة الاعظم في العالم؟ وهل تدرك جيدا ماذا سيلحق بها؟
اسرائيل فشلت فشلا ذريعا في هزيمة حزب الله في جنوب لبنان عام 2006، وتحولت دباباتها الى اكوام من الخردة في القرى والمدن اللبنانية، وغرقت سفنها الحربية في عرض البحر امام السواحل اللبنانية، ولم تعد اليها منذ ذلك التاريخ خوفا.

جهاز الاستخبارات الاسرائيلي
اسرائيل قوية لان العرب ضعفاء، او بالأحرى بعض العرب، الذين لم يحركوا ساكنا عندما ارسلت قواتها الى قطاع غزة لقتل الابرياء بالفوسفور الابيض والصواريخ من البحر والبر والجو، وها هي تواصل هجماتها على القطاع بصفة يومية، وتقتل من تشاء من الشرفاء دون ان يحرك مجلس الجامعة العربية ووزراء خارجيتها ساكنا، وكأن هؤلاء الذين يقتلون برصاص الاسرائيليين ليسوا بشرا.
نتوقع ان تستمر هذه التهديدات الاسرائيلية الجوفاء ضد ايران لأسابيع، وربما لأشهر قادمة، ولكننا لن نستغرب اذا ما جاءت الضربة لاسرائيل من ايران نفسها، انتقاما لاغتيال علمائها النوويين على ايدي عملاء جهاز الاستخبارات الاسرائيلي الموساد.

انتهاك للسيادة الوطنية
ايران تواجه مؤامرة خارجية فعلا لا قولا، تحاول خنقها اقتصاديا كمقدمة لتغيير نظامها السياسي، فالحظر على صادراتها النفطية بات وشيكا، والتعاملات مع مصرفها المركزي توقفت، والعملة الرسمية (الريال) تتهاوى، واسعار السلع والمواد الاساسية ترتفع.
فإذا نجحت المخططات الامريكية الاوروبية في فرض الحظر النفطي، ومنع ايران من تصدير نفطها الى الراغبين في شرائه، وبادرت المملكة العربية السعودية الى زيادة انتاجها في حدود مليوني برميل يوميا لتعويضه، مثلما عوضت كميات النفط العراقية والليبية سابقا، فلماذا لا تتحرش ايران بسفن اعدائها، الحربية منها او النفطية، او تغلق مضيق هرمز، وتهدم المعبد على رؤوس الجميع دون استثناء؟
اغتيال علماء نوويين وسط طهران هو انتهاك للسيادة الوطنية، وهز لهيبة الدولة الامنية، ومثل هذا العمل الاستفزازي يحتم الرد بالقدر نفسه، ولذلك لم يفاجئنا السيد علي لاريجاني بالقول بأن الانتقام وشيك، فالدول المحترمة التي تعتز بكرامتها الوطنية من المفترض ان لا تسكت على مثل هذا الاستفزاز.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة