الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 18:02

خواطر ساهر على منبر العرب/بقلم:طه عبد الرحمن

كل العرب
نُشر: 18/01/12 12:14,  حُتلن: 08:17

عندمــــــــا تبـــكي عيـون البـشــــــــــــر عنـــــدهـا يطلـــــق القــــدر تـلك الضحكة الصفراوية كـلــمــا اقتربت من فتـــح ذلـــك البــاب المـــوصــد أتــفــاجأ بأنــي قـــد أضــــعــت المفــتاح وبـعدهــــا أشـق طــريـقــــــي من جــديــد باحـثــــــــة عنـــــه فتــبــدأ ألرحله بــطــريـق مستــقــيـــــم وعلــــــــى حافتــيـــــه أرى كـــل مـــا هـــو جمــــيـــل مـن ورود، فعــــلا أحتـــــــار أيـــــها أجمل مـن الأخر فالــورود الحمــــــراء في غاية الروعة والجمـــــال، لــــــون أحــــمــــر جــــذاب أخــــذت أســتنشــــق شذى تـلــك الــــــــــورود وفـــكـــــــرت في قــطــــف أحــــداها لــتكون معــــي فـي رحلــــتــــــي ولتـــــــذكـرني بــأن هنـــاك مـا هـــــو جميـل فـــي هـــذه الحياة احترت فـي أمرها.
أي ورده حمـراء ستــــكون لــــي آه وخـزتنــــي شـــوكــه رفــــــــعــت رأســــي لأمــســح أثــــر الــــــدم عـن أصبـــعي فإذا تــلـــوح لـي ورود صــفراء حـــــيــــث تــــحـــلق الفــــراشـــات زاهـــيــة الألوان فنسيـــــت ألمـــي ونسيــــت تلـــك الـورود الحمـراء التي بهـرت بجمالــها لكــــــــنـــهـــا أدمــــتني فتوجـــــهت إلى تلك الناحية حــيث تتراقص الورود مع نســـــيـم الــــربـــيـــع وفوقها الفراشات بألوان زاهية وزقزقة العصافيـــر ســحرنـي ذلك المنظــــر حيــــث يســكن الجمـال والهـدوء رفعت قدمي لأكمل طريقي باتجاهها ولكن عندها تذكرت ما حصل لي من تلك الورود الحمراء فقلت في نفسي هنا الأمر مختلف فأسرعت في خطاي باتجاه الورود الصفراء متجاهله ذلك الصوت الذي يأمرني بالتراجع وتغير مسار يلم اعر أي اهتماما لذلك الصوت مكمله طريقي نحـو جمال الطبيعة نعم لقد أمضيت وقتا رائـعا وأنا أركـض خلف الفراشات أحاول أن أمسك إحداها وفجأة وإذ بالفراشات تحلق بعيدا حيث يستحيل أن ألحقها وأمامي شجرة بلوط طويلة عندها أيقنت انه يكفينا من الطبيعة النظر لجمالها لإسعاد قلوبنا ولا يحق لنا امتلاكها جلست تحت ظل الشجرة لأحمي نفسي من لهيب الشمس منتظرة أن يمر أحدا لأكمل معه طريقي لأجد المفتاح.
ومرت الساعات وأنا جالسة أترقب الطريق بدأت الشمس بالمغيـب وأنا أنتظر من يأتي ويساعدني فأنا أخاف من ظلمة الليل وحلكته وضعت رأسي بين يدي وبدأت بالبكــــاء إلا أن جفت دموعي رفـعت رأسي بحلة جديدة قررت أن اعتمد على نفسي وأن لا انتظـر المساعدة من أحـد عندها وقفت، وسرت بخطى ثابتة شعرت بقوة في داخلي وفرح يغمرني قد حل الظلام وليس هناك ما يخيف بل على العكس تماما فالمنظر أكثر من رائـــع ليـــــل يسكنه الهدوء، وقمـر يجلس متربعا وسط النجوم عندها عرفت أنه ليس علينا أن نطلق الأحكام على الآخرين إلا بعد التعامل معهم ومرت اللحظات وأنا أنظر لروعة الليل وأرسم خططي المستقبلية نعــــــم، علمتني الحياة أن الجمال ينبع من داخل الإنسان علمتني الحياة أن اعتمد على نفسي وأن لا انتظر المساعدة من احد علمتني الحياة أن لا احكم على الأشياء من النظرة الأولى وعلمتني الحياة أن ارسم طريقي كما أريد وليس كما يريد الآخرون وفتحت عيني وأشعة الشمس تداعب وجهي، رفعت رأسي فإذا بالمفتاح بجانبي عندهــــــــا عرفت أنه ليس هناك مستحيل فالأبواب كلها مفتوحة أمامنا وأن السعادة موجودة، كما أن الحزن موجود وأن النجاح موجود، كما أن الفشل موجود أيضا والخير موجود والشر موجود وهنـــا يأتي دورنا كبشر في حسن الاختيار فكـــــن على قدر المسؤوليــــــة وتحمـــــل نتائج اختيارك.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة