الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 13:02

شَقِيَّتِي بقلم:فريد شباط عبر منبر العرب.نت

كل العرب
نُشر: 17/01/12 15:20,  حُتلن: 15:28

"لَا تَتُركِيْنِي شَاحِبَاً كَالقَمَر"

وَلَا مُتَّقِداً لَهَباً كَالشَّمْس

وَلَا مُبَعْثَراً كَنُجُومِ السَّمَاء

وَلَا مُكْفَهِراً كَغُيُومِ الشِّتَاء

 لا، لا تَتْرُكِينِي شَقِيَّتِي

مُتَطَايِراً كَالأَثِيْر

مُتَشَائِلاً كَالأَسِيْر

مَمْزُوجاً بِأَوْجَاعِ اللَّذَّه

مُدْمِناً لَذَّةَ الأوْجَاعِ

سَاكِناً غَيَاهِبَ الظَّلَام

بَاحِثاً عَن البَصِيرة

عَنْ البَصَر

مُنْتَفِضاً لقَضَاءٍ وَ قَدَر

شَاعِراً بِالمُستَحِيل

بِالمَسَارِالطَّويل الطَّوِيل

يَا أَيُّهَا الشَّقِيَّه ...

مَصْلُوبٌ أَنَا بَيْنَ حُقُولِ الفَجْرِ والفَجْرِ

مُتَأَرْجِحٌَ بَيَنَ بَيْنَاتِ المَوْتِ وَالحَيَاه

مَسْلُوبَ الفِكْرِ

مَفْقُودَ القلَبِ

مَنْهُوبَ الجَسَدِ

هِيَ رُوحِي

وَحْدُهَا تُحَلِّقُ في الآفَاق

تَعِيشُ إِسْتِحَالَةَ المَشَاعِر

تَفـيضُ خَمْرَةَ الحُبِّ

تَسُودُهَا لَوْعَةُ الشَّوقِ

وَعَنَاقِيدُ الاشْتِياق

 شَقِيَّتِي

مَلْسُوعٌ أَنَا بِسُمِّكِ البَعْثِي

مُرْتَقِبٌ مَدَدِ السُّم الهُلاَمِي

مَعْصُوبَ العَيْنينِ إِلَّا عَنْ عَينَيْك

أصَمُّ الآذانِ إلا لِنَغَمَاتِ شَفَتَيْكِ

أبْكَمٌ أنا حتَّى أَنْطُقَ الشِّعْرَ في أُذنَيْك

أختَنِقُ لَوْلا إحتِيَاطِي دُرَرِ اليَاقُوتِ وَالمَاسِ

أتَنَفَّسُ بِالقَطَّارَةِ رُوَيْداً خَوْفيَ كَتْمَ الانْفَاس

مُنْسَاباً فِي نَهْرِ الأَشْوَاق المَلْغُوم بالعَراقِيل، المُفْعَم بأشْوَاك الحَنِين

مَغْمُوراً بِعِطْرِالهيَام

مُبْحِراً صَوْبَ الشَرْق

نَحْوَ الجُذُور

رَافِعاً رَايَة الحَرْب

وَأَيُّ حَرْبٍ شَقِيَّتِي ...

دُونْ كيِْشُوتٌ أَنَا فِي حَرْبٍِي

ضِدَّ طَوَاحِينِ الرِّيَاح العَاتِيَه

ضِدَّ جُيُوشٍ ِالكَوِن الجَيَّاشَه

ضِدَّ إلْتِحَامِ كُلِّ المُسْتَحِيلَات

مُفَخِّخاً كلَّ التَابُوهَات

مُسْتَبْسِلاً فِي مَلْحَمَتِي

لَا أَخْشَى الْمَمَات،

أَبَداً لَمْ أخْشَى المَمَات

مُسْتَمْتِعاً بِضَرَبَاتِ السُّيُوف والرِّمَاحِ في جَسَدي

مُسْتَرْسِلاً بِلا هَوادَه في حَرْبِي

مُسْتَبْشِراً رَفْع رَايَة النَّصرِ

شَقِيَّتِي ...

ماضٍ أَنا بِمَعْرَكَتِي

وَهِيَ مَاضِيَةٌ بِي

أَحْضَرُهَا بِعَزْمٍ وَثَبَات

وَتَحْضَرُنِي أنْفَاس اللُّهاث

أَسْتَقْبِلُهَا بِالعِنَاق والبَسَمَات

وَتَسْتَقْبِلَنِي كَيْلاً مِن الطَّعَنَات

فَيَا طِفْلَتِي الشَقِيَّه

لَا تَتْرُكِيْنِي وَحِيداً فِي حَربِي ضِدَّ التَّيَّار

وَلا تَكْتَفِي دَوْرَ المُشَجِّعَةِ الشَّقِيَّه عَلَى الجِدَار

سَيِّدَتي الشَّقِيَّه

لا تَتْرُكِيْنِي وَالسَعِينِي مِنْ جَدِيد

إلسَعِينيِ وَالسَعِينِي ومَن ثُّمَّ إلسَعِينِي

فَلَسَعَاتُك سِرُّ الَحيَاه

لا، لا تَتْرُكِينِي

قَدٍ قُلْتُها ألماً وَرَغْماً عَنِّي

وَسَحَبْتُهَا طَعْنَةً دَامِيَةً مِنِّي وَمِنِّي

فَلَا تَتْرُكِيْنِي

وَعَلِّمِيْنِي طُقُوسَ العِبَادَه

وَلَا تَرْحَمِيْنِي

هِيَ عَيْناكِ

هِيَ عَيْنَاك تَسْتَحِقُّ الشَّهَادَه

تُفَّاحَتِي الشَّهيَّه

هَذه حَرْبُكِ يا ايُّها الشَقِيَّه

فَإعْلَانُ الحَرْبِ سَبَقَتْهُ شَرَارَه

كَانَتْ وَمْضَةٌ

وَكَانَتْ وِلَادَه

وَ كَانَ بعْثٌ

فَأَضحى عِبَادَه

شَقِيَّتِي

هِيَ رُمُوشُ عَيْنَاك قَد طَرَّزَتْ لِيَ الوُعُود

وَذَاتُها امْتَطَيْتُ في رِحْلَةٍ الى المَجْهُول المَوْعُود

هِيَ عَلَّمَتْنِي سِرَّ الوُجُود

هِيَ ذَاتُها أَرْشَدَتْنِي دَرْبَ الخُلُود

فَاذا إسْتَشْهَدْتُ أنا سَتَسْقُطَ مَطِيَّتِي

وسَتَنْطَفِيء نُجُومُ لَوحَتُك مِن مَجَرَّةِ دَرْبِ اللّبَانَه

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة