الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 15:02

الرئيس عباس هو الأخطر على دولة الاحتلال /بقلم:نضال أبو الرب

كل العرب
نُشر: 16/01/12 14:20,  حُتلن: 14:26

نضال أبو الرب في مقاله:

دولة الاحتلال لا تسعى إلى السلام ولا تريد المفاوضات إلا لمضيعة الوقت وكسب المزيد من الدعم والتأييد الدولي

خطورة الرئيس عباس تكمن في عقليته وذكائه وهنا لا بد لي أن أشير إلى أن خطورة عباس على دولة الاحتلال تعرضه لخطر الاحتلال

السيد الرئيس هو الأخطر على دولة الاحتلال ليس لأنه يدعو إلى المقاومة المسلحة وإطلاق الصواريخ بل لأنه يدرك حقيقتهم ويعرف كيف يفكرون

البعض يعتقد أن عباس لا يشكل أي خطر على دولة الاحتلال  وأن الخطر الحقيقي الذي تواجهه دولة الاحتلال يتمثل بخطر أولئك الذين يتبنون مشروع المقاومة المسلحة والعمليات الاستشهادية

قد يتفاجأ الكثيرون حينما يقرأون هذا العنوان ، وقد يعتقد البعض أن الرئيس محمود عباس لا يشكل أي خطر على دولة الاحتلال ، وأن الخطر الحقيقي الذي تواجهه دولة الاحتلال يتمثل بخطر أولئك الذين يتبنون مشروع المقاومة المسلحة والعمليات الاستشهادية ، ويعلنون صبح مساء أن اليهود مستهدفون في كل أرجاء العالم ، وأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة والدم.
إنا لا ادعي هنا أن دولة الاحتلال تريد السلام وتلهث وراءه ، وانه على الفلسطينيين أن يتبنوا خيارات تنهي المقاومة أو تكون بعيدة عنها كل البعد ، بل إن حقيقة الأمر على ارض الواقع تتطلب من الفلسطينيين ومن أصحاب وجهة النظر الداعية إلى المقاومة المسلحة أن يغيروا من تكتيكاتهم وخططهم في مقاومة ومجابه المشروع الاحتلالي .

الإبقاء على احتلال الأراضي
 إن ما تسعى إليه دولة الاحتلال هو الإبقاء على احتلال الأراضي الفلسطينية ، عبر تسويق فكرة حقها في الدفاع عن نفسها ، وأنها تحارب الإرهاب ومن حقها الحفاظ على أمن وسلامة مواطنيها ، وهي في هذه الحالة بحاجة لمن يتبنى المقاومة المسلحة من الفلسطينيين ، لأنها استطاعت ومن خلال دعم وتأييد القوى العظمى لها أن تصنف المقاومة الفلسطينية على أنها إرهاب ، ومن حقها مواجهته واتخاذ كافة السبل والإجراءات للقضاء عليه ، علما أن المقاومة بكل أشكالها حق مكفول لكل الشعوب الواقعة تحت الاحتلال والمتعرضة للظلم ، والتي تسعى وتناضل من أجل الحصول على حريتها واستقلالها .
فدولة الاحتلال لا تسعى إلى السلام ، ولا تريد المفاوضات إلا لمضيعة الوقت وكسب المزيد من الدعم والتأييد الدولي ، ومن أجل الاستمرار في مشروعها الاستيطاني الاحتلالي ، والاستمرار في تهويد القدس وهدم المنازل ، وقتل الفلسطينيين واستمرار سياسة الاعتقال ، وبناء البؤر الاستيطانية وتوسيع المستوطنات القائمة من قبل ، ومن أجل استمرار سياسة العزل والحواجز العسكرية ، والمضي قدما في محاصرة قطاع غزة ، فهي تسعى جاهدة للحيلولة دون إتمام المصالحة ، وعدم التوصل إلى اتفاق فلسطيني فلسطيني ينهي الانقسام ، ويعيد اللحمة لشطري الوطن ، لأنها تدرك تماما أن الرئيس محمود عباس هو الأكثر سعيا وبحثا عن المصالحة الفلسطينية ، وأنه صاحب رؤية تضعف دولة الاحتلال وتحرجها أمام الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي ، فهو الرئيس المنتخب من قبل الشعب ، وهو الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني أمام العالم وأمام دولة الاحتلال ، وهو من يسعى لرأب الصدع الفلسطيني وإتمام الوحدة الوطنية كي لا يخرج أحد السفلة والمتطرفين من وزراء حكومة الاحتلال ويدعي أن الرئيس أبو مازن لا يمثل جميع الفلسطينيين وتحديدا فلسطينيو قطاع غزة .

رؤية الحقيقة
لا بد من النظر بعينين اثنتين إلى الواقع ، ورؤية الحقيقة كما هي كاملة غير منقوصة ، فالسيد الرئيس هو الأخطر على دولة الاحتلال ليس لأنه يدعو إلى المقاومة المسلحة وإطلاق الصواريخ ، بل لأنه يدرك حقيقتهم ويعرف كيف يفكرون ، وما هي السبل الأنجع لمجابهتهم والتفوق عليهم سياسيا وجماهيريا ، وهذا إدراكا منه لحجم الدعم الدولي الذي تحظى به دولة الاحتلال ، فأراد أن يستلهم عطف شعوب العالم لأن الشعوب هي الأقدر على توجيه سياسة حكامها ، وأراد أن يحرج دولة الاحتلال التي ادعت وتدعي دائما عدم وجود شريك فلسطيني لانجاز مشروع السلام الحقيقي على الأرض.
لقد أعلن الرئيس محمود عباس مرارا وتكرارا أنه ضد العنف بكل أشكاله ، وتبنى مشروع المقاومة الشعبية والسلمية في النضال ، وأكد وما زال يؤكد أنه يسعى ويناضل سياسيا ودبلوماسيا من أجل السلام وإقامة دولته المستقلة أسوة ببقية دول العالم ، وأعلن حينما ذهب إلى الأمم المتحدة وألقى كلمته أمام الجمعية العمومية أنه يريد حق شعبه بإقامة دولته ، والعيش بحرية وكرامة ، وإنهاء الاحتلال الذي ينغص عيش الفلسطينيين يوميا ، ولكنه أكد أنه آت ليطلب حقه ويمد يده للسلام الحقيقي المبني على أساس قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن.
إن هذا باختصار ما يضعف دولة الاحتلال ويحرجها ، وهذه الصفات لا تريد دولة الاحتلال توفرها في أي زعيم فلسطيني وتحديدا الرئيس ، لأن العالم يدرك في هذه اللحظة أن الفلسطينيين ليسو إرهابيين كما يسوق وكما يدعي الاحتلال . إن خطورة الرئيس عباس تكمن في عقليته وذكائه ، وهنا لا بد لي أن أشير إلى أن خطورة عباس على دولة الاحتلال تعرضه لخطر الاحتلال. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il
 

مقالات متعلقة