الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 15:01

العنصرية ألأسوأ والانحدار في التفشي؟!/ بقلم: مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 13/01/12 14:31,  حُتلن: 07:18

مرعي حيادري في مقاله:

نرى ونشاهد أمطارا غزيرة تكفي وتسد حاجة المواطنين وبكفاءة عالية تكفي في قناعتنا أن لا ترتفع تلك الأسعار

ميخائيلي بقوانينها وتصرفاتها المبتذلة والمرفوضة مكانها خارج بيت المشرعين ولا بد من نيل عقابها ديمقراطيا وقانونيا

سرعان ما نرى ونشاهد سرطان الانتشار يتمكن من قلوب الأشقاء في الضفة والقطاع متمثلا في المصادرة وإقامة الأبنية الجديدة في القدس الشرقية وضواحيها لمخطط التهجير للسكان العرب

سنة شتوية قارصة ببرودتها وغزارة أمطارها تبشر بالخير على قطاعات الأمم وكيف لا، على أبناء الشعب في في داخل دولة إسرائيل ومن يقطنها من سكان تختلط فيها تشكيلة متنوعة ومتميزة من الأعراق والطوائف المختلفة بين يهود شرقيين وغربيين ، وعرب مسلمين ومسيحيين ومسلمون دروز وشركس ، وجميع هؤلاء يحملون الجنسية الإسرائيلية ويؤمنون بديمقراطية التشريع للدولة الإسرائيلية وفقا لدساتيرها وقوانينها التي نادت بها منذ أن تأسست عام 1948 على حساب شعب عربي فلسطيني عاش وسكن البلاد قبلها بعدما تهجروا وطردوا بشتى الوسائل ، ولكن ممن تبقى من عرب وقدر لا يستهان به، يشكلون اليوم أكثر من 20% من سكان الدولة ، صمموا وقرروا العيش مع من يمسك بزمام السلطة وفي دولة إسرائيل على أمل العيش بسلام وحرية في التعبير والمساواة لحقوق الفرد الشخصية والعامة معا ، لأنها دولة قامت على مبادئ الديمقراطية.

ارتفاع أسعار المياه
ما أن نبدأ بسنة يتخللها فصل الشتاء المبارك حتى تنقشع أسباب ارتفاع أسعار المياه ، التي يشكونها لقلة المطر ولكن العكس منه ، نرى ونشاهد أمطارا غزيرة تكفي وتسد حاجة المواطنين وبكفاءة عالية تكفي في قناعتنا أن لا ترتفع تلك الأسعار .. لا بل يجب أن تخفض ...ولكن يبقى الجواب غامضا ؟!!.
ومع بوادر الخير وانتهاء الجفاف الذي نتمناه ، تسود أجواء الداخل من المواطنين اليمينيين أحداثا لا تبشر بالخير كما هي الأمطار ، بل العكس تماما في الاستيطان المتنامي في أطرافه من حي إلى حي ومن مدينة إلى أخرى ، متمثلا في الاعتداء على حقوق الإنسان البسيطة ، ألا وهي الأرض وارتباطه بها في الفلاحة والزراعة والمسكن ، التي تصادر يوما بعد يوم وتزداد مصادرتها شهرا بعد شهر ، وتنتهك قدسيتها سنة تلو السنة ، على أمل ان تتجدد الروح الإنسانية وتنقى الضمائر ألإنسانية ، ولكن سرعان ما نرى ونشاهد سرطان الانتشار يتمكن من قلوب الأشقاء في الضفة والقطاع ، متمثلا في المصادرة وإقامة الأبنية الجديدة في القدس الشرقية وضواحيها لمخطط التهجير للسكان العرب ،والهجرة القسرية تحت أوامر الابرتهايد العنصرية والمجحفة بحق المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة ..

المفاوضات العشوائية
اللوم أولا وأخيرا على القيادات الفلسطينية التي هي السبب والمسبب لما يحدث دون حراك تستنفره وفق جدول زمني بدلا من المفاوضات العشوائية التي لا تنبأ بالخير مستقبلا كما كانت سابقا من سنوات خلت ، ناهيك عن من يسجنون ويعذبون وتصادر حقوقهم الإنسانية من أطفال ونساء وشيوخ ، وكل هذا وفق معيار الديمقراطية وحقوق الإنسان ، المجردة من إنسانيتها والمفقودة أصلا؟!
أما الشتاء البارد والمتساقط بحبات المطر الكبيرة فأخذ منحنى آخر في توجهاتها ، تشبه العنف والتحدي الحاصل من على منابر بيت المشرعين لقوانين الدولة (البرلمان- الكنيست) تصرخ وتزعق منها صيحات الألم والعنف المستشري من النواب والوزراء المشرعين ، والذين يعتبروا من خيرة الشعب ، وأكبر دليل على ذلك الاستعلاء الحاصل للنائبة اليمينية (أنستاسيا) التي سكبت الماء بالكوب على وجه النائب مجادله ، لمجرد ان عبر عن رأيه الديمقراطي الحر تجاه من يمثل من قطاعات شعبه العربي وحتى لو كان ينتمي لحزب العمل ؟؟ ولي مأخذ على ذلك؟!! فهذا يدل على ان الديمقراطية أضحت ميتة واستبدلت بالعنف والتشهير والكلام البذيء من داخل أعلى طبقة مشرعة لعامة الشعب؟؟ أوليس هذا اكبر مؤشر ودليل على التحريض الأرعن بين شرائح المجتمع والخلخلة وزرع الفتنة والقلاقل؟؟ فكيف لنا أن يقتدي الشعب بمثل هذه الحركات (الزعرنه) وكيف يمكن ان تنعكس على القطاعات عامة؟؟ ..

منع رفع الآذان
لم تكتفِ النائبة عن حزب (بيتنو) بتلك التصرفات الملفوظة منذ الاساس، بل سبقتها بأدراج قانون من على منبر الكنيست ، لمنع رفع الآذان عند العرب المسلمين من على المآذن بمكبرات الصوت ، لأنه يزعج الأهالي والسكان ؟!! فهذه النائبة بقوانينها وتصرفاتها المبتذلة والمرفوضة ، مكانها خارج بيت المشرعين ولا بد من نيل عقابها ديمقراطيا وقانونيا، وبغير ذلك تصبح حياتنا كمواطنين مهددة بالخطر والانقسام والتشرذم ، وأكبر دليل على ما أقول.. ما لحق من تدنيس للمساجد والكنائس وحرقها مباشرة بعد إدراج اقتراح قانونها للموافقة عليه ، ومن البديهي أن أنوه كما نوه إليه البعض من العقلاء اليهود والعرب، أن العواقب لقوانين وتصرفات من هذا القبيل ستعمل على الإساءة للحكومة والدولة قبل المواطن ، ولا بد لنا من استنفاذ العبر والدروس قبل فوات الأوان...؟

قدوم الربيع
ومع قدوم الربيع الذي سيشرفنا، نتوخى الحذر رويدا رويدا على أمل أن يكون ربيع الأمل وانتهاء العنصرية والتمييز الحاصلين منذ سنوات خلت وتحديدا على الأقلية العربية في داخل الدولة التي ترى وتسكت على أفعال تغيظ العقل الإنساني ، وهنا أنبه أن العرب الفلسطينيين في داخل إسرائيل كانوا وما زالوا سكانا مخلصين لقوانين الدولة برغم الإجحاف والعنصرية والتمييز الحاصل بحقهم ، ولكن لكل بداية نهاية ولكل سعة وزنها ، ولا بد من الاحترام لكل الأقليات وألا سينفجر البرميل وتغدو أشكال العنف بدون توقف أن لم نحرك ساكنا من قبل الهيئات والمسئولين المختصين ، حتى لا تكون العواقب وخيمة في حق السكان وعلى كافة انتماءاتهم السياسية والسكانية، فحبذا أن نستقبل ربيعنا القادم مع السنة الجديدة القادمة في أحلى وأبهى طله ليسعد المواطنين على كافة مشاربهم، ولنلفظ جميعنا مظاهر العنف والتمييز وجعلنا أناس متحضرين يرغبون في العيش بأمن وأمان وحرية تعبير كاملة بدون زرع الخلاف والفتن من طبقات منتخبي الجمهور الذين هم، القدوة الحسنة وليست السيئة بتصرفاتها وتفوهاتها، وعليه فالربيع القادم عله ينبئنا خيرا ليختلط ببوادر صيف ممزوج ببرودة الليل وحرارة النهار ليقدر المواطن أن يعيش في أجواء الهدوء والاستقرار، حبذا حدوث ذلك مع بداية العام الجديد ، على الرغم من نغمات التسلح والحرب التي لا يمكننا استثناؤها لما تشاهده أعيننا من الخارطة السياسية المتأججة والتهديدات والوعود والانذارت الصادرة من أمريكا والغرب إلى المشرق العربي الإسلامي ، فهذا أمر تعودنا عليه ، ولا يمكننا منع حدوثه لأنه في أيدي القادة الزعماء السياسيين، وما نطلبه من القادة والمسئولين محليا ، وقف آلة اللفظ العنصرية بكافة أشكالها لنختصر أمر الداخل على الخارج ، أللهم أني قد بلغت وأن كنت على خطأ فيصححوني.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة