الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 01:01

تقريري مزوز وفنوغراد وجهان لعملة


نُشر: 01/02/08 15:21

عممت الحركة الإسلامية بيانا على خلفية تقرير المستشار القضائي للحكومة " مزوز " حول مجزرة هبة القدس والأقصى، وتقرير لجنة " فينوجراد " حول حرب لبنان الثانية في العام 2006. وجاء في البيان.
إن تقريري " مزوز " وفينوغراد " رغم تناولهما لقضيتين مختلفتين ، فإنهما وجهان لعملة واحدة وينطلقان من رؤية واحدة، فكلاهما ظلما القضية الأساس وهي حرمة العدوان، وحرمة انتهاك حقوق الإنسان، وفي كليهما تكريس لقتل قادم أو حرب قادمة، وتعظيم لمنطق القوة ولعبادةٍ وثنية لطغيان الأنانية القومية على حساب المبادئ والقيم الإنسانية والنظم الأخلاقية.
نعتبر إغلاق " مزوز " لملف سقوط ثلاثة عشر شهيدا من الشباب العربي في أحداث هبة الأقصى والقدس في العام 2000 ، وإسقاطه لتهم القتل الموجهة ضد عناصر من الشرطة وعناصر الأمن الإسرائيلية الضالعين في أعمال القتل تلك بحجة عدم توفر الأدلة، نعتبره شكلا من أشكال الإرهاب السلطوي غير المبرر والذي يأتي في سياق إصرار إسرائيل على إغلاق كل أبواب المصالحة مع أقليتنا العربية في الداخل، كما نعتبر تقرير "فينوغراد " والذي تجاهل تماما ما ارتكبته إسرائيل من جرائم ضد الإنسانية في لبنان أثناء الحرب، ولم يبحث في شرعيتها ابتداء، وإنما انصب بحثه على السبل الكفيلة بالانتصار الحاسم في الحرب القادمة، نعتبره تكريسا للروح العدوانية وغياب العقل وانفلات غرائز الانتقام والثأر البهيمية.
كما وتحذر الحركة الإسلامية من أن يكون تقرير " مزوز " إشارة البدء في الهجمة القادمة على المجتمع العربي، والضوء الأخضر لارتكاب الجريمة القادمة ضد جماهيرنا بعد أن اطمأن عناصر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى تمتعهم بالحصانة والحماية الرسمية والشعبية ضد أي جريمة يرتكبونها ضد العرب سكان الدولة، فإننا نحذر من أن يكون تقرير " فينوغراد " الضوء الأخضر لحرب شاملة في غزة تحديدا بهدف التطبيق الميداني لعبر حرب لبنان ، و" لِفَشِّ غُلِّ " الجيش الذي أعلنت اللجنة هزيمته رسميا في لبنان.
ونطالب الحكومة وأجهزتها أن تحسم أمرها، فإما حربٌ دائمة وعدوان مستمر على مواطنيها العرب وعلى جيرانها من خلال الوهم الخادع المسيطر عليها، والهاجس الأمني الذي تحول إلى مرض نفسي يلاحقها في كل أحوالها ، وإما بحثٌ مخلص عن سلام عادل وشامل يعطي كل ذي حق حقه على اعتباره المخرج الوحيد والذي لا مخرج سواه، لإنقاذ المنطقة من انفجار محقق لن ينجو منه أحد. لا جدوى منذ اللحظة من استمرار إسرائيل بالإمساك بالعصا من منتصفها، كما انه لا حل في سعي إسرائيل إلى أكل الكعكة المُرَّةِ كلها والاحتفاظ بها في ذات الوقت.
ندعو إسرائيل إلى التخلي الفوري عن استعمال القوة والعنف لحل أزماتها والتي لم تعد تجدي نفعا، لأنها لن تنال من عزيمتنا ولا من عزيمة شعبنا الفلسطيني في التصدي لها بكل الوسائل المشروعة، بقدر ما ستقضي على أي أمل في تسوية العلاقة بين إسرائيل ومواطنيها العرب، والتي تعمل إسرائيل في كل مناسبة على تقويضها ما أؤتيت إلى ذلك سبيلا، ولا في تسوية صراع المائة عام بينها وبين شعبنا الفلسطيني. كما وندعو كل المؤسسات الحقوقية العالمية والاتحاد الأوروبي إلى ممارسة ضغط على إسرائيل من اجل وقف هجمتها الهمجية على جماهيرنا العربية وشعبنا الفلسطيني، والتي تصاعدت مع الأسف في الآونة الأخيرة بعد فشلها في الحرب على لبنان.
كان أمام " مزوز" فرصة ذهبية لتصحيح غُبْنٍ تاريخي مارسته إسرائيل ضد المجتمع العربي، اعترفت به لجنة التحقيق الرسمية " أور "، كان يمكن أن تكون نقطة تحول في العلاقة بين الدولة ومواطنيها العرب، إلا أنه لم يفعل، كما كان أمام " لجنة فينوجراد "  فرصة لوضع إسرائيل أمام الحقيقة أن الحرب لم تعد الحل، وإنما احترام حقوق الغير، إلا أنها لم تفعل.. كلاهما فوت فرصة.. لا نقول فرصة الانتصار في الحرب، ولكن فرصة الانتصار في عالم المبادئ والمثل.. وعليه فليس أمامنا ولا أمام الشعب الفلسطيني إلا أن نُعِدَّ لمشوار طويل لن يصل إلى نهايته إلا الصابرون والمؤمنون والقابضون على الجمر رغم الجراح والآلام.

مقالات متعلقة