صحيفة عبرية:

تصريحات مشعل غير المسبوقة تثبت الى أي درجة يمكن للظروف السياسية أن تؤدي الى تغيير في الاستراتيجيات

لا يحق للحكومة الاسرائيلية تجاهل تصريحات مشعل وقيادة حماس ورفض فرصة تحقيق وقف لاطلاق النار مع الحركة على الاقل

الانتفاضة الشعبية وفقا لتصريحات مشعل تعني مظاهرات وعصيان مدني دون إستخدام السلام وهنا لا يوجد اعتراف باسرائيل او تخلي عن خيار المقاومة المسلحة

اسرائيل ردت بالصمت بدلا من تشجيع الاتجاه الجديد الذي اختارته حماس واظهار الامل بأن تتحول الى حزب سياسي شرعي وبدلا من دعم اقامة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية 

على خلفية التصريحات الحربية التي أدلى بها رئيس الاركان الاسرائيلي بني جينتس، الذي هدد بالقول "لا مناص من عملية عسكرية واسعه ضد غزة"، والصمت الغريب حيال تصريحات خالد مشعل التي وصفت بـ "التاريخية"، الذي قال الاسبوع الماضي بصفته رئيسا للمكتب السياسي لحماس بأن الحركة ستنتقل من الانتفاضة المسلحة الى الانتفاضة الشعبية وأن الاتفاق بين حماس وفتح يقضي باقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967عاصمته القدس الشرقية دون التنازل عن حق العودة.

خالد مشعل

وأضافت صحيفة "هأرتس" الناطقة بالعبرية في كلمتها الافتتاحية اليوم الخميس، "الانتفاضة الشعبية وفقا لتصريحات مشعل تعني مظاهرات وعصيان مدني دون استخدام السلام، وهنا لا يوجد اعتراف باسرائيل او تخلي عن خيار المقاومة المسلحة بوصفها حقا للشعب الفلسطيني، ولكن يوجد لمشعل قراءة عقلانية للواقع"، موضحا بأن الوضع في سوريا وانجازات الثورات العربية حدت بالحركة الى اعادة دراسة وتقيم طريقها والتوقيع على اتفاقية المصالحة وتغيير إستراتيجية الصراع.

الخرس والصمت
وإعتبرت الصحيفة تصريحات مشعل بـ "غير المسبوقة" تثبت الى أي درجة يمكن للظروف السياسية أن تؤدي الى تغيير في الاستراتيجيات وحتى في الإيديولوجية. وبدلا من تشجيع الاتجاه الجديد الذي اختارته حماس واظهار الامل بأن تتحول الى حزب سياسي شرعي وبدلا من دعم اقامة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ردت اسرائيل بطريقتها المعتادة والاعتيادية الخرس والصمت وعدم الاكتراث بالتصريحات والتهديد بعملية عسكرية، كما قالت "هارتس".

وأضافت "في اللحظة التي أحسنت فيها حماس قراءة المتغيرات والخارطة السياسية الاقليمية وبدأت الاستعداد للمرحلة القادمة في اطار سعيها لتحقيق اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية بقيت اسرائيل غارقة في نظرياتها القديمة التي ادت الى تدمير كل عملية سياسية". وخلصت الصحيفة الى القول "في المستقبل القريب جدا ستعرض فلسطين للعالم حكومة وحدة وطنية تسيطر على شطري الوطن وتستند الى برنامج متفق عليه لا يمكن حتى لدول الرباعية رفضه فيما يمكننا التنبؤ بأن اسرائيل ستقاطع هذه الحكومة وتتخندق في مسار هربها وتهربها من العملية السياسية. ولا يحق للحكومة الاسرائيلية تجاهل تصريحات مشعل وقيادة حماس ورفض فرصة تحقيق وقف لاطلاق النار مع الحركة على الاقل وأن التهدد بعملية عسكرية مقابل تغيير الاتجاه التي تقوم به حماس يبدو وكأنه تهديدا تهديدا لبلدات وقرى الجنوب اكثر منه تهديدا لقطاع غزة.