الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 15:01

ثورة ضد نفسي بقلم:المربي أحمد شطارة-محاميد

كل العرب
نُشر: 27/12/11 18:46,  حُتلن: 09:22

المربي احمد شطارة-محاميد في مقاله:

كن جاهز للحظة اللقاء مع رب العالمين جهز زادك وتسلح بأعمالك الحسنة والطيبة وكن متسامحا لأن أجلك ممكن أن يأتي في أي لحظة

الشعوب أصبحت الشعوب تنتظر بداية فجر جديد وولادة المنقذ المنتظر الذي سيغير الأوضاع ألراهنه ويحقق مطالبهم في العيش الكريم وتوفير لقمة العيش

كفاك تمردا وعصيانا يا نفسي وكفاك تكبرا وغرورا علينا تبني طرق تربوية جديدة المبنية على قيم ومبادئ ثقافية وحضارية من اجل التفاهم والمصالحة والمبادرة بعمل الخير

حان الوقت لنبادر بثورة ضد أنفسنا من اجل أن نصنع التغيير الجذري والأساسي لأن الثورة ضد الذات وضد النفس هي حجر الأساس وحجر الزاوية لحياه خالية من الإرهاب الفكري ومن الشوائب والمطبات

في الآونة الأخيرة كثرت الثورات والمظاهرات المنددة والمناهضة للأنظمة العربية القمعية المتسلطة، منها التي نجحت وخلعت الحكام الذين كانوا ثابتين وشامخين كشموخ الجبال حتى انهاروا وتبخروا كتبخر المياه بعد الغليان وأصبحت الشعوب تنتظر بداية فجر جديد وولادة المنقذ المنتظر الذي سيغير الأوضاع ألراهنه ويحقق مطالبهم في العيش الكريم وتوفير لقمة العيش، ومنها التي ما زالت قائمة ودفعت الثمن الكثير من أرواح شهدائها من الشباب والأطفال والنساء والشيوخ، بالرغم من ذلك ما زالوا صامدين من اجل الحصول على مطالبهم وتحسين ظروف حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

خفافيش الليل المدججة
ما زالوا ينتفضون ويخرجون إلى الشوارع في الصباح والمساء وظلمات الليل الدامس حيث تأتي عليهم خفافيش الليل المدججة والمقنعة تقمعهم وتسلبهم أعراضهم وممتلكاتهم واغلي ما يملكون، تستعمل ضدهم كل الوسائل القتالية من الطائرات والدبابات والصواريخ والرشاشات من اجل ترهيبهم وتخويفهم وإبعادهم عن نهجهم ومسلكهم الذي انتفضوا من اجله، ولكن الشعوب أثبتت أنها صامدة ومتمسكة بجذورها العريقة وتبنت عبارة عمر المختار الشهيرة " نحن لا نستسلم نقاتل أو نموت"، إن هذه الخطوة خطوة كبيرة للإنسانية والبشرية لأنها أصبحت تعي وتدرك ما يدور من حولها من تطورات وتغييرات سياسية هامة وأنها أصبحت تطالب بالليبرالية الفكرية وبالتحرر الفكري وبالديمقراطية والمساواة والعدل الاجتماعي ومحاربة الطبقية والفساد على جميع أشكاله، حان الوقت لنبادر بثورة ضد أنفسنا من اجل أن نصنع التغيير الجذري والأساسي لأن الثورة ضد الذات وضد النفس هي حجر الأساس وحجر الزاوية لحياه خالية من الإرهاب الفكري ومن الشوائب والمطبات ألمصطنعه المخطط لها . حان الوقت لنكون رافعة متينة لحياه أسرية صالحة ولنكون قدوة حسنة لأولادنا وبناتنا وأحفادنا وطلابنا. علينا التخلي عن العادات والتقاليد السيئة الهدامة وشن حرب مصيرية وطاحنة ضد النفاق والرياء والغيبة والنميمة والابتعاد عن أكل الحرام لأن الحرام لا يدوم ويهدم بيت الكرم والجود، وعدم أكل مال اليتيم والمسكين ومساعدة الفقراء والمحتاجين والتحرر من القيود والحواجز التي بداخلنا ونصرخ بأعلى صوتنا ونقول : " كفى" ، كفى للعنف، كفى للقتل، كفى للامبالاة، كفى للخوف ......، فيا نفسي كفاك تمردا وعصيانا وكفاك تكبرا وغرورا، علينا تبني طرق تربويه جديدة المبنية على قيم ومبادئ ثقافية وحضارية من اجل التفاهم والمصالحة والمبادرة بعمل الخير وزرع روح المحبة والأخوة بين الناس وتوطيد العلاقات الاجتماعية والأسرية وتنظيف الدماغ وغربلته من الانحرافات الوافدة إليه.

عيوب الآخرين

في الآونة الأخيرة أصبح الإنسان لا يرى عيوب نفسه بينما يرى عيوب الآخرين أصبح هو صادق وغيره كاذب، مؤمن وغيره ملحد وكافر، عالم وغيره أمي وجاهل، غالي ونفيس وغيره بخس ورخيص، أقول لكل إنسان ولكل فرد "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك " واصنع بيدك التغيير وأعلنها من الآن ثورة ضد نفسك ولا تقم بتعقب عيوب الناس وعثراتهم واستغلال محنتهم ،تذكر قول الله تعالى: "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون" ( النور :24)، وتذكر قول الصادق الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال مخاطبا معاذ بن جبل: "ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوهم أو على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم"، كما وتذكر قول الأمام الشافعي رحمه الله " إذا رمت أن تحيا سليما من الردى، ودينك موفور وعرضك صين، لسانك لا تذكر به عورة امرىء، فكلك عورات وللناس ألسن، وتذكر أيها الإنسان إن مصيرك ضعف فزوال.
في النهايه يا ابن أدم كن جاهز للحظة اللقاء مع رب العالمين جهز زادك، تسلح بأعمالك الحسنة والطيبة، كن متسامحا لأن أجلك ممكن أن يأتي في أي لحظه . كما قال الشاعر المخزومي الاندلسي ابن زيدون "علل فؤادك قد ابل عليل، واغنم حياتك فالبقاء قليل، لو أن عمرك ألف عام ما كان يحق أن يقال طويل" .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة