اهالي قرية اقرث اجتمعوا في كنيستها حيث احتفلوا بالقداس الالهي الذي اقيمه الاب سهيل خوري وبعد القداس كانت هنالك كلمات مؤثرة لعدد من المشاركين في هذه الذكرى المأساوية

المطران عطالله: 

اليوم اتينا الى اقرث الحبيبة لكي نقول باننا عائدون عائدون عائدون ولن نقبل باي مساومة أو تنازل عن ذرة تراب من ثرى اقرث الحبيبة

اهالي اقرث هم يشكلون نموذجا حيا في وطنيتهم واصالتهم وحبهم لبلدهم وهذه الكنيسة التي يؤمونها ويحافظون عليها هي خير دليل على هذا فلا يموت حق ورائه مطالب

اقرث /الجليل الاعلى – في ليلة عيد الميلاد عام 1951 اقدمت السلطات الاسرائيلية بقيادة بن غوريون على تقديم "هدية" ميلادية لاهالي اقرث حيث تم نسف وتخريب كافة منازل القرية وتم تشريد السكان من منازلهم وذلك في عملية ارهابية تخريبية منظمة عشية عيد الميلاد المجيد.

واليوم يتذكر اهل اقرث نكبة بلدهم إذ مر ستون عاما على هدم قرية اقرث ولم تبقى إلا الكنيسة شامخة تحيط بها المنازل المهدمة لسكان اقرث الاصلين الذين هم فلسطينيون مسيحيون. قرية اقرث المنكوبة كان يسكنها مسيحيون فلسطينيون وبعد نسفها لم يبقى بها احد. تشرد اهالي اقرث عام 1951 اثر قصف قريتهم ، فانتقلوا الى بلدات ومدن في الجليل وبعضهم ترك البلاد وهاجر، ولكن حنينهم الى قريتهم يشدهم اليها دائما.

الذكرى المأساوية
هذه القرية التي تقع على تلة جميلة في شمال فلسطين التاريخية وهي قريبة من الحدود اللبنانية ومن كنيستها يمكنك أن ترى قرى الجنوب اللبناني. في الذكرى الستون لهدم قرية اقرث اجتمع اهالي القرية المشردين في كنيستها حيث احتفلوا بالقداس الالهي الذي اقيمه الاب سهيل خوري ابن قرية اقرث وبعد القداس كانت هنالك كلمات مؤثرة لعدد من المشاركين في هذه الذكرى المأساوية لهدم قرية اقرث.

القدس عنوان كرامتنا
و اثناء القداس الالهي تحدث الاب سهيل، فاكد بأن ابناء اقرث متمسكين بحق عودتهم الى بلدهم ومهما طال الزمان سنبقى ندافع عن حقنا في العودة الى قريتنا التي شردنا منها قسرا قبل ستين عاما. سيادة المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس القى كلمة مؤثرة ابكت الجميع حيث حيا اهالي اقرث على صمودهم وثباتهم وعدم نسيانهم لجذورهم الفلسطينية العربية المسيحية واضاف  قائلا: "إننا اليوم اتينا الى اقرث الحبيبة لكي نقول باننا عائدون عائدون عائدون ولن نقبل باي مساومة أو تنازل عن ذرة تراب من ثرى اقرث الحبيبة. فاذا ما كانت القدس عنوان كرامتنا فاقرث هي عنوان تمسكنا بحق العودة الذي لا تنازل عنه فشعبنا الفلسطيني يجب أن يعود حتما الى القرى والبلدات التي اقتلع منها ونكبت عام 48".

فقرة ثقافية
واضاف: "إن اهالي اقرث هم يشكلون نموذجا حيا في وطنيتهم واصالتهم وحبهم لبلدهم، وهذه الكنيسة التي يؤمونها ويحافظون عليها هي خير دليل على هذا، فلا يموت حق ورائه مطالب". ثم تحدث الاستاذ رزق عطاالله وبولس خوري الذي عاصر النكبة وشاهد بام العين كيف قصفت البلدة من قبل الجيش الاسرائيلي ثم تحدث احمد الشيخ باسم لجنة القرى المهجرة ومعروف اشقر الذي عاصر النكبة وقدم شهادته، كما تحدث ناشط فرنسي متضامن مع اهالي اقرث كما وقدمت فقرة ثقافية من الفنان ولاء سبيت وفقرة فنية ملتزمة من الفنان نبيل عوض وقد تولى عرافة الحفل الاستاذ الدكتور ابراهيم عطاالله.

رفع لافته كتب عليها اسم العائلة
وبعد الانتهاء من الفعالية التي اقيمت في الكنيسة بسبب البرد وهطول الامطار الغزيرة تجول سيادة المطران يرافقه الاب سهيل واهالي قرية اقرث تجولوا بين انقاض المنازل المهدومة المنكوبة حيث قامت كل اسرة برفع لافته كتب عليها اسم العائلة وغرستها بين الحجارة المتبعثرة هنا وهناك من بقايا المنازل التي نسفها جيش بن غوريون في عشية عيد الميلاد المجيد قبل ستين عاما.