الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 15:02

حرائق .. بين رصيفين ..


نُشر: 31/01/08 17:44

بين رصيف ورصيف .. خط أبيض .. وذكريات ليال طويلة .. وآهات ..
بين رصيف ورصيف .. شارع أسود .. وآلام  حب كان .. ومات ..
على مسافة عرض شارع .. وماضي .. التقينا ..
جسدين يحملان فوق كتفيهما آثار قصة منفية في ارض الماضي ..
وقلبين يعلنان اشتعالهما ببطء على نار المصادفة  ..
تحاشينا أن تلتقي نظراتنا ..
أو أن تصطدم ذاكراتنا المثقلة بالتفاصيل .. تحاشيا لحادث عشق مروع ..
..خمس دقائق .. تسير ببطء ..
واشتعالات حنين .. تملأنا ببطء ..
وجمود عاشقين .. التقيا من دون موعد في مقهى الألم .. الواقع بين رصيفين .. وخريف ..
 ..
كانت الدنيا ظلاما ..
وكانت تقف بشموخ عشقته فيها ..
تحمل حقيبة سوداء .. وتنتظر أن يحملها ضوء الإشارة الأخضر الي ..
أو أن يبعدها زلزال قدر عني ..
وأنا مثلها ..
كنت واقفا من دون ملامح .. أو أفكار ..
انتظر الضوء نفسه .. علني أسير وأترك الذكرى على الرصيف ..
أو تأخذني أسير عشقها .. مرة أخرى .. من على هذا الرصيف ..
..
دقائق .. وعبرنا الشارع ..
أضواء السيارات المنتظرة تنير اللحظة ..
لا ادري إن كنا نسير .. أو نجري .. أو كنا واقفين ..
..وصل عطرها .. قبل أن تصلني هي ..
عبرتني نوبة ذكريات عنيفة ..
هزتني ..
آلمتني ..
وكأن القدر جمعنا على جوانب الطريق .. ليسخر منا .. كعادته ..
..بين رصيف وآخر .. خط ابيض عد لمرور المشاة بأمان ..
كيف ذلك ..
وقد عبرنا علية عاشقين يخافون غدر سيارات الماضي ..
وأضواء الألم التي تنير ذاكرة قطعنا عنها كهرباء العشق عن عمد ؟؟ ..
..مرت بي ..
بل لقد مرت من خلالي ..
غرست نفسها كالطيف في جسدي واجتازتني ..
لحظة صمت .. وحداد .. أعلنها العالم كله من أجلنا ..
لحظة ترقب .. من كل المجرات المجاورة ..
ليمتعوا أنظارهم بمشهد عاشقين يعبران الذاكرة على خط أمان ..
متحاشين بصعوبة أن تلتقي عيونهم المتلألئة حنينا .. وعطر !!
..
بعد العبور ..
وصلت إلى الرصيف المقابل .. احمل ذاكرة تنزف ..
نسيت وجهتي ..
ترى إلى أين كنت انوي الذهاب ؟؟ ..
ترى هل أتيت إلى هنا حتى أراها ..
ولماذا أراها ..
ما لي بها ..
ما للقدر بنا ..
ولماذا تعمد أن يضيء لحظتنا الأكثر قسوة بأضواء الألم .. والسيارات ؟؟
فقد كنا .. وكان .. وانتهى .. فلماذا أراها ؟؟
..
سرت .. لوحدي ..
وسارت .. من دوني ..
توجهت نحو مبنى قريب .. لأوهمها أن انفجار الذاكرة لم يؤثر بشرقيتي .. وصلابتي ..
في حال كانت ترقبني من على الرصيف المجاور ..
توجهت نحو مبنى لا اعرفه .. لكنني دخلته هروبا من مطاردة الماضي ..
فقد نسيت وجهتي الأساسية .. بعد عنف الموقف ..
أما هي ..
فقد بقيت واقفا .. أراقبها من على بعد طابقين ونافذة ..
بعيون عاشق أصابه سهم الحنين قبل دقائق ..
رأيتها .. تدور حول نفسها ..
تروح وتجيء ..
يمينا .. ثم شمالا .. ثم إلى المبنى الذي دخلته ..
.. كانت مثلي .. مصابة بآلام الذاكرة المزمنة ..
ثم غابت ..
ابتلعها ظلام الطريق ..
وغابت ..
فنظرت إلى موقع جريمتنا ..
ورحت أتأمل الرصيف ..
ذلك المكان المخيف ..
الذي يعطي لمن علية انطباعا بأنه هنا سيعبر بأمان حتى يصل الطرف الآخر ..
دون أن يحذرك انه ربما سيسمح لشاحنات الماضي أن تسير على دروب ذاكرتك .. أثناء عبورك على خط متقطع عنوانه الأمان !!
ودون أن تعلم انك قد تقف على طرفه الأول ناسيا .. وتصل إلى طرفه الآخر عاشقا مبللا بدماء الحنين ..

مقالات متعلقة