الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 20:01

تفشت الفاشية - بقلم: سلوان حصادية

كل العرب
نُشر: 25/12/11 16:55,  حُتلن: 20:26

سلوان حصادية:

إسرائيل اليوم تشبه إيران فعلا أو حتى أسوأ منها فأصبحت تذكرني بعهد موسيليني

الفاشية هنا ولدت من رحم المستوطنات، المستوطنون الذين لطالما هاجموا الأبرياء الفلسطينيين وانتهكوا أرضهم وعرضهم وتصرفوا كالصليبين والدولة "الديمقراطية"

الفاشية في إسرائيل هي باقية مستمرة وما يثبت صحة كلامي هو قانون "كم الأفواه" الأخير أو التعديل الذي تم إجراءه على قانون التشهير وتم التصويت عليه بقراءة أولى في الكنيست

إسرائيل.. دولة ومنذ قيامها شكلت عائقا سياسيا اجتماعيا اقتصاديا أمام الفلسطينيين المُرابطين داخل ما سُمِيَ بالخط الأخضر. هكذا يراها البعض بينما البعض الآخر يرى أنها بمثابة فرصة للنجاح والتطور .. هي "مصدر للحرية" على غرار الدول المجاورة. ولكن إسرائيل الحالية (عهد نتنياهو2) وبموافقة العديد من الجهات والأطراف السياسة وغيرها (عربية كانت أم أجنبية أم يهودية) باتت تعكس أسوأ معاني الفاشية! ففي آخر تصريح لهيلاري كلينتون قبل بضع أسابيع أكدت خوفها على الديمقراطية في إسرائيل وأكدت كذلك أن إسرائيل باتت تشبه إيران! 
 
تمجيد نتنياهو
إن إسرائيل اليوم تشبه إيران فعلا أو حتى أسوأ منها فأصبحت تذكرني بعهد موسيليني ففي كل مناسبة حتى التراجيدية منها مثل مراسم الذكرى الأولى لحريق الكرمل والتي من الجدير أن تكون مناسبة حزينة وشخصية لكي يستطيع أهل الضحايا التعبير عن حزنهم وعن فقدانهم إلا أن المراسم باتت منصة لتمجيد "القائد بيبي نتنياهو".
 
انتصار اليد الفكرية
بيبي نتنياهو فرض على الحضور "كرمه وصموده المتناهي أمام مشاكل إسرائيل وأهلها" إذا فإن استعمال قبضة اليد الفكرية (إذا صح التعبير!) انتصر كالعادة على التكلم والتحاور والعدل والسلام في إسرائيل! نعم بيبي نتنياهو طبق مفاهيم الفاشية وفرض نفسه على أهالي الضحايا ولم يرعى مشاعرهم بل قمعها وتنكر لها باستغلاله المنصة لتمجيد ذاته.

قانون "كم الأفواه"
الفاشية في إسرائيل هي باقية مستمرة وما يثبت صحة كلامي هو قانون "كم الأفواه" الأخير أو التعديل الذي تم إجراءه على قانون التشهير وتم التصويت عليه بقراءة أولى في الكنيست و"التعديل" يفيد بأن الإنسان الذي تم تشويه سمعته أو إيذاءه ليس بحاجة لإثبات ذلك فعلاً بل يكفي بتصريحه لأنه تعرض للإهانة والإيذاء وسيقوم الشخص المؤذي بدفع غرامة مالية له قدرها 300 ألف شيكل. وببساطة، ذلك يعني موت التعبير الحر وموت لحرية الرأي والأدهى من هذا موت الصحافة الحرة. هذا القانون هو أكبر دليل على الفاشية والتعامل بقبضة اليد فضلاً على الحرية في التعبير عن الرأي. وبكلمات أخرى سيتم اغتيال الصحافة الحرة وكل من يعارض الأعمال الفاشية.
 
فاشية إسرائيل
الفاشية في إسرائيل تخطت كل الحدود وسكنت كل الزوايا. في هذه الدولة تقوم عضو الكنيست والمسماة بانستاسيا ميخائيل اللاجئة الجديدة والمهاجرة لبلادنا بالتعدي على أهم حقوق الإنسان وهي الحرية في الدين!
لم أجد عضو كنيست عربي يتعدى على الحقوق الدينية اليهودية بل على العكس تماما، فقد قام الدكتور أحمد الطيبي مؤخرًا باقتراح تشديد العقوبة المفروضة على من يتعدى على الأماكن المقدسة إسلامية مسيحية أو يهودية! ولكن أناستاسيا بكل جرأة ووقاحة تطاولت على أصحاب الأرض لأن صوت الأذان "مزعج".. "يا ست اناستاسيا" بما أن حضرتك متفرغة وتحبين التهجم على الفرق الدينية أو العرقية ولا تحترمينهم بالمرة فما رأيك أن أقوم ببعض الاقتراحات التي ستنال إعجابك حتماً:
1- أعراس بدون موسيقى لأنها عالية ومزعجة "بلا ما يفرحوا الناس".
2- شاحنات صامتة لتجميع القمامة.
3- تخدير الأطفال الرضع في ساعات الليل المتأخرة لأنهم مزعجون.
4- إغلاق مطار بن جوريون!
5- منع سير السيارات في الشوارع في ساعات الصباح الباكرة.
6- قتل جميع الديوك.

فعلاً فاشية !
الفاشيون في إسرائيل أمثال انستاسيا كما ذكرت أعلاه منتشرون في كل زاوية، يلبسون أقنعة الديمقراطية، المحبة والإنسانية ويحاولون التغطية على مفاهيمهم اللا-إنسانية ونظرتهم البائسة للفرد العربي وإلغاءهم لأهم حقوقه في الدولة. تتعاطف الأقنعة مع صخور النقب وحيواناته لا مع أهل النقب وعائلاتهم الفقيرة المحتاجة وأراضيهم، فنجد الداعين للديمقراطية يقيمون الدنيا ويقعدوها على محمية طبيعية في النقب لأنها معرضة للتدمير على يد مقاول بناء والذي يريد إقامة فندقاً مكان المحمية.. يدافعون عن المحمية ويستعملون كل الوسائل لمنع تدميرها ويتدخل وزير البيئة بجلالة قدره ويظهر في تقرير إخباري على القناة الثانية ولكن بالنسبة لأهل النقب فالكل يدعم مخطط برافر ويباشرون في تنفيذه... لا أحاول أن اقلل من قيمة الحيوانات والأشجار والصخور ولكن إلا تعلو قيمة الإنسان، بقاؤه وحياته الكريمة على كل ذلك؟! فعلاً فاشية!

مهاجمة الأبرياء
الفاشية هنا ولدت من رحم المستوطنات. المستوطنون الذين لطالما هاجموا الأبرياء الفلسطينيين وانتهكوا أرضهم وعرضهم وتصرفوا كالصليبين والدولة "الديمقراطية" بدل أن تمنعهم دعمتهم بطريقة أو بأخرى... لقد حازوا على السلاح... قتلوا الفلسطينيين... سرقوا أرضهم وخربوا حقولهم! المستوطنون هم المخربون وهم الذين قاموا بالأيام القليلة الماضية بحرق المساجد والممتلكات الفلسطينية في الداخل وما وراء الخط الأخضر ولكن وكما قالت جدتي "الدنيا دوارة"، ها هم اليوم المستوطنون ذاتهم يقومون في الفترة الآنية بعمليات شغب ضد الجيش الإسرائيلي نفسه! خوفاً من إخلاء الضفة وبسبب عدم توفير "الحماية" من قبل الجيش ولأن الجيش لم يخضع لأوامر المستوطنين، تتغير أوامر إطلاق النار ضد الفلسطينيين إذ أن المستوطنين تقدموا بمكتوب لرئيس الحكومة الإسرائيلية يطالبونه فيه "بتغيير أوامر إطلاق النار على الفلسطينيين فيجب إطلاق النار حتى على من يرمي الحجارة"..
وتفشت الفاشية... وعلى حد تعبير دوف لاوتمان أول المنتجين الصناعيين الإسرائيليين وأكثرهم تقديراً في الوسط الإسرائيلي "إذا استمر الوضع هكذا... فخلال 30 سنة لن يكون هنالك إسرائيل" . * اقتباس لاوتمان مأخوذ من مجلة جلوبس السنوية 2011.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة