صحيفة جيروزاليم بوست:

الرئيس الراحل ساهم بشكل كبير في بناء المفاعلات النووية السورية والتي قامت إسرائيل بقصفها قبل عدة سنوات

 إسرائيل تخشى من إمكانية أن يؤدي العجز الاقتصادي في كوريا إلى سعيها لبناء مفاعلات نووية جديدة في أماكن عدة مثل سوريا وغيرها

إسرائيل تعتقد أن الإيرانيين قادرون الآن على تصنيع وبشكل ذاتي صواريخ مطابقة لصاروخ "BM-25" الكوري الشمالي والذي يصل مداه إلى أكثر من 4000 كيلو متر

في أعقاب الإعلان، يوم أمس الاثنين، عن وفاة زعيم كورية الشمالية، كيم جونغ إيل، تناولت "يديعوت أحرونوت" ما أسمته بالعلاقات السرية مع كورية الشمالية، وذلك بهدف إقناع الأخيرة بعدم بيع صواريخ لدول عربية. وأشارت الصحيفة إلى أنه في السنوات 1992-1993 أجرت إسرائيل اتصالات سرية مع كورية الشمالية لإقناعها بعدم بيع صواريخ "أرض أرض" لسورية وليبيا والعراق ومصر.

الراحل كيم جونغ ـ إيل

كما أشارت إلى أن ذلك حصل خلال ولاية يتسحاك رابين في منصب رئاسة الحكومة، حيث قام وفد إسرائيلي من وزارة الخارجية برئاسة إيتان بنتسور بزيارة سرية إلى كورية الشمالية زار سرا كورية الشمالية، وفحص إمكانية قيام إسرائيل بشراء منجم للذهب غير فعال، مقابل التزام كورية الشمالية بعدم بيع العرب تكنولوجيا نووية وصواريخ متطورة. وأضافت الصحيفة أن المحاولة فشلت بسبب معارضة الولايات المتحدة، وبسبب ما أسمته الصحيفة "حرب اليهود"، مشيرة إلى أنه حال صعود بنتسور إلى الطائرة في بيونغ يانغ فوجئ برؤية مسؤول الموساد أفرايم هليفي على متن الطائرة، وعندها اكتشف أن الموساد يعمل بدون علم وزارة الخارجية.

وقف الاتصالات مع كورية
وتابعت الصحيفة أنه في العام 1993 قدم رئيس الموساد في حينه، شبتاي شبيط، تقريرا إلى رئيس الحكومة رابين، جاء فيه أن الاتصالات مع كورية الشمالية لن تثمر عن شيء لصالح إسرائيل. وفي أعقاب ذلك تقرر وقف الاتصالات مع كورية الشمالية. وأضافت الصحيفة أنه بعد وقت قصير من قرار وقف الاتصالات، تلقى بنتسور مكالمة هاتفية من مسؤول في كورية الشمالية، اقترح عليه الالتقاء في باريس مع المسؤول عن تطوير الصواريخ وهو صهر كيم جونغ إيل، بيد أن اللقاء لم يخرج إلى حيز التنفيذ.
كما لفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أنه قبل 4 سنوات زار سفير إسرائيل في كورية الجنوبية في حينه، يغئال كسبي، المنطقة الصناعية المشتركة للكوريتين في المدينة الحدودية كاسونغ، وكانت تلك الزيارة الأولى لدبلوماسي إسرائيلي لكورية الشمالية منذ العام 1992. وفي ذات السياق أعربت إسرائيل عن أملها بأن تؤدي وفاة زعيم كوريا الشمالية "كيم جونغ إيل" إلى تخفيف التعاون بين كوريا الشمالية وكل من سوريا وإيران, ورغم ذلك يبدو أن هذا بمثابة حلم بعيد المنال ولاسيما في ظل مساعدة بيونغ يانغ لإيران في إنتاج وتطوير صواريخها بعيدة المدى.

العجز الاقتصادي
وذكرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" في عددها الصادر اليوم أن إسرائيل تخشى من إمكانية أن يؤدي العجز الاقتصادي في كوريا إلى سعيها لبناء مفاعلات نووية جديدة في أماكن عدة مثل سوريا وغيرها ووصول شحنات كبيرة من الصواريخ إلى حزب الله وحماس، مشيرة إلى أن إسرائيل يجب أن تكون على أهبة الاستعداد. وبحسب الصحيفة فإن الرئيس الراحل ساهم بشكل كبير في بناء المفاعلات النووية السورية والتي قامت إسرائيل بقصفها قبل عدة سنوات، وأن بيونغ يانغ قامت بمساعدة إيران في تطوير صواريخ بعيدة المدى بعضها تحمل رؤوساً نووية. وقالت الصحيفة إن إسرائيل تعتقد أن الإيرانيين قادرون الآن على تصنيع وبشكل ذاتي صواريخ مطابقة لصاروخ "BM-25" الكوري الشمالي والذي يصل مداه إلى أكثر من 4000 كيلو متر. وفي تصريحات سابقة أوضح رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية سابقاً "عاموس يادلين" إلى أن كوريا الشمالية لها دور بارز في دعم المنظمات المسلحة من خلال إيران، مشيراً إلى أن الأسلحة يتم تصديرها لتلك المنظمات بعد تقسيمها بين إيران وسوريا بإشراف كوري شمالي. من جانبه أثار السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة "جون بولتون"، أمس الاثنين، احتمال أن يجد "كيم جونج أون" خليفة الرئيس الكوري الشمالي الراحل صعوبة في تحقيق استقرار نظامه وسيسعى إلى بيع بعض من قدرات كوريا الشمالية العسكرية لكي يحصل على الدعم الشعبي لحكمه.

كيم جونغ ـ إيل مع عائلته