* "المشروع الكاميري" يختار بيت الموسيقى لإقامة أمسية موسيقية عالمية

استضاف كونسرفتوار بيت الموسيقى في شفاعمرو في الساعة السابعة والنصف من مساء يوم الاثنين الماضي كونسيرت خاص قدمته مجموعة المشروع الكاميري الإسرائيلي التي تُحيي، ولأول مرّة أمسية خاصة في المجتمع العربي في البلاد. وقد لاقت الأمسية استحسانًا كبيرًا من قِبل الحضور وطلاب المعهد، منصتين للموسيقى العالمية، مندهشين بأداء الفنانين على المسرح وهم: دانيئيل بريد وايتمار زورمان على الكمان، جاي بن تسيوني على الفيولا، ميخال كورمان على آلة التشيلو، تيبي تسايجر- على آلة الكلارينيت وآساف فايسمان على البيانو.
وتأتي هذه الأمسية الموسيقية استمرارًا لنشاط وفعاليات كونسرفتوار "بيت الموسيقى"، الذي أخذَ على عاتقه نقل الثقافة الموسيقية الجادة، وهو إذ يكثف برامجه الهادفة إيمانًا من القيمين عليه بأهمية تنشيط الحياة الفنية في المنطقة ونقل الأنماط الموسيقية الجديدة والمتجددة والعالمية لآذان الجمهور، إضافة إلى خلق المحفزات لطلاب الكونسرفتوار واكتساب مهاراتٍ يتلقوْنَ ويستشهدون بالفرق الموسيقية التي يستضيفها المعهد باستمرار، وفي الأمسية التي أبدع خلالها فنانو المشروع الكاميري سبقها ورشات موسيقية لطلاب المعهد مع المجموعة جرت في الساعة الرابعة من عصر الاثنين، وفيها قدّم الطلاب وصلاتٍ موسيقية من أروع ما درسوه في المعهد، عُزف خلاله على آلات البيانو ,الكمان ,الفيولا والتشيلو أمام الموسيقيين الضيوف.
ومن الجدير بالذكر أن مجموعة الكاميري مكوّنة من موسيقيين محليّين متـفوّقين تركوا البلاد بحثًا عن فرص عمل أفضل في الخارج. ويقيم عددٌ منهم في أمريكا وأوروبا ويعملون في فرق سمفونيّة ومشاريع موسيقيّة متعدّدة، وهدفهم رفع شأن الموسيقى الكاميرية (التي تعزف في مجموعات صغيرة) وإيصالها بجودة عالية وبأحسن أداء إلى المناطق البعيدة عن المدن الكبيرة، والتي عانت من شحّ الفعاليات الثقافية والعروض الموسيقية من هذه النوعية، ومنها المجتمع العربي. تضمن البرنامج الموسيقي معزوفات من روائع مارتينو – مدريغال للكمان والفيولا، والموسيقيى بارتوك - تناقضات لكلارينيت كمان وبيانو، وللرائع موتسارت قدمت ثلاثية لكلارينيت فيولا وبيانو K.498.

*عن هذه الأمسية كان لنا لقاء مع تيبي تسايجر (يقيم في نيويورك) الذي حدثنا عن فرقته: "أقمتُ مشروع الكاميري منذُ ما يقارب السنة، وهي الجولة الأولى لنا في البلاد، وأتينا بهدف الوصول إلى أماكن بعيدة والظهور كذلك في تل أبيب والقدس، وليس هنالك من سبب يمنع أن تقام مثل هذه الأمسيات في شفاعمرو، وغدًا سنكون في تل أبيب، إنها بداية ونتمنى الاستمرار قدمًا في هذا المشروع، ثم أنّ المميز في فرقتنا هو قدرة الفرد والمجموعة على التمييز من خلال العمل المشترك".
- كيف وصلت إلى "بيت الموسيقى"؟
"رأيتُ تقريرًا في إحدى الصحف، عشية افتتاح معهد "بيت الموسيقى" في السنة الماضية، وقد أرسلتُ رسالة الكترونية إلى المدير العام للمعهد عامر نخلة، الذي استجابَ لرسالتي، وهذه أولَ جولةٍ لنا في البلاد بدأناها في كيبوتس ايلون مرورا في تل أبيب وكُنا سعداء بالحضور إلى هذا المكان، بل شعرنا أننا حقًا في بيتنا، إضافة إلى الطلاب الرائعين الذين أمتعونا بالعمل معهم، هؤلاء العازفين على الكمان ,الفيولا ,التشيلو والبيانو، لقد كان هذا اللقاء مؤثر حقًا".
- هل لمستَ مواهب لها مستقبلها الفني في "بيت الموسيقى"؟
"حقًا لمستُ ذلك لدى الطالبين عمر ومصطفى وعمر الذي بدأ فقط العزف على الفيولا منذُ ثلاثة أشهر، وأصبحَ يعزف بقدرة هائلة، لقد ذهلنا حقًا وبالأخص جاي بن تسيوني وهو بروفيسور متميز في ألمانيا، حقًا هنالك مواهب رائعة، والمجتمع العربي بحاجة إلى أشخاص مثل عامر ليقدّم المشروع الفني إلى أرفع مستوياته، ولن تتصوري مدى سعادتنا نحنُ أعضاء الفرقة، فنحنُ لم نتوقع أصلاً أن نرى عازفين بمستوىً عالٍ كهذا، نتمنى العودة مرة أخرى".
وتحدث المدير العام عامر نخلة عن الأمسية قائلاً:
"الأمسية كانت ناجحة، هي رحلة موسيقية جديدة، نتعرف من خلالها على ثقافة موسيقية، وتعتبر جزء من الثقافة العامة أن نعرف ثقافات جديدة، ولا نستكفي بموسيقانا، وكل موسيقى تؤدى بجودة وروعة ستصل حتمًا إلى المستمع، وكمتلقٍ أنت تدخل في عالم من التمازج والاندماج، فالعلاقة بين الجمهور والمسرح والمؤدي، لها الفضل الكبير في منح الإحساس الخاص الذي لا نحصل عليه عندما نسمع الموسيقى عبر الديسك أو عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، هذا اللقاء بالعازفين العالميين، يخلق جو من العظمة والتألق".
- هل ترى جمهورنا منفتح إلى الثقافة الموسيقية؟
"لدينا نواة صلبة هم طلاب المعهد وأهاليهم، فبيننا وبينهم تواصل مستمر وفعاليات مشتركة، إضافة إلى الجمهور المهتم، وإذا قلت أنّ هناك مستمعين للموسيقى الكلاسيكية بشكلٍ كبير، فإنني أكذب، هنالك نواة يمكنها أن تتطور عن طريق التوعية والتثقيف والانكشاف، ونحنُ نعرض هذه الفعاليات الموسيقية، والجمهور له حق الاختيار، وليسَ حتمًا أن يشارك بالحفلات مئات الأشخاص، نستطيع أن نبدأ بأمسيات كهذه، يحضرها 100 شخص، ولو أننا زدنا من فعاليات، وزاد طلابنا، وهؤلاء الطلاب سيتحول إلى جمهور مستمع مثقف مستقبلاً، فنحنُ نعمل جزء من مهمة ثقافية، ونتمنى أن نؤثر".
- هل يمكن الاعتماد على طلاب المعهد ليكون جيلاً موسيقيًا ناجحًا؟
"نتائج التحصيل لدى طلابنا جدًا مرضية، لدينا فرقة اوركسترا غربية، من عازفين طلاب يعزفون الكمان ,الفيولا والتشيلو، لدينا فرقة موسيقى عربية طلاب حتى جيل 18، يعرضون في عدة أطر جماهيرية وفي مؤتمرات موسيقى على مستوى البلاد، مع فرق يهودية، لدينا طاقات كبيرة، تحتاج إلى دعم أكبر ومثابرة، ويتلقوا التدريبات بشكلٍ أسبوعي، الموضوع هو مشروع استثمار ويتطلب الطاقات المهنية وتوفير إطار جدي ومهني للطلاب، نستطيع تحصيل نتائج أفضل، ولا شيء يأتي من الفراغ، فمشروع بيت الموسيقى يعمل على الطالب ويستثمر الموهبة إلى أقصى حد، وأقصى حد هو البجروت في الموسيقى والطالب يعرض أمام الجمهور ويتخاطب مع موسيقيين عالميين، كالذين تواجدوا اليوم، وهذا يعني أنّ طلابنا مثقفين موسيقيًا، لديه الوعي والثقافة، على اختلاف الجنسيات والهويات، لدينا 8 طلاب حصلوا على البجروت وفرق تعمل و200 طالب من الوسط العربي من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب المغار والمثلث، بيت الموسيقى يعرض إطار مهني ومحترف بالإضافة إلى معلمين مؤهلين، حصلنا على اعتراف من أعلى المستويات".
- وماذا بالنسبة لاهتمام الأهل؟
"نحنُ ومن موقعنا نعمل على تطوير العلاقة مع الأهل ونتواصل معهم بشكلٍ دائم، وهناك مستويات مختلفة بين الطلاب، ودرجات وسنوات تعليم ومناهج هذا ما لم يكن سابقًا، ويرون أبنائهم في عرضٍ على المسرح، ووجود النتائج تجعل الأهل يتجاوب إيجابًا مع تقدم أبنائهم، وهذه نواة صلبة نحوّل عبرها المركز إلى معهد موسيقي ثقافي ونقيم فعاليات وأنشطة فنية مستمرة، هذا عدا عن أنّ الجمهور منفتح على نوعية موسيقية مختلفة تمامًا، فنحنُ نخلق محفزات جديدة والاهتمامات الجديدة وتجاوب الأهل مرضٍ إلى أبعد الحدود".