الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 22:02

معركة المصير الفاصلة/ بقلم: الشيخ محمد نضال محاميد

كل العرب
نُشر: 14/12/11 13:51,  حُتلن: 13:55

الشيخ محمد نضال محاميد:

معركة الحق والباطل ليست وليدة المرحلة الراهنة إنما تضرب جذورها أعماق التاريخ حتى تصل الإنسان الأول

العالم بأسره سيشهد انقلابا جذريا يعود فيه المسلمون لريادة العالم وقيادته بالعدل والإنصاف فهذه المؤشرات المبشرة أفقدت الغرب صوابه

لو تعرض لمثل ما يتعرض له الإسلام من هجمات فكرية وسياسية وعسكرية نظام آخر لمنذ زمن بعيد سقط تحت أقدام مسيرة الحياة البشرية

التيارات الإسلامية اكتسحت الانتخابات النزيهة التي لطالما اجتمع الغرب وحكام العرب على إخراس صوتها وإخماد بركانها الذي ينادي بعودة الإسلام

بعد سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية عام 1924م أنفرد معسكر الشيطان ببلاد المسلمين قسمها إلى سبعا وخمسين دويلة ونزع منها هويتها الإسلامية ووظف فيها عوامل القومية البائدة

ليس من قبيل المبالغة والمزايدة القول بأن المعركة المفتوحة التي يتعرض لها الإسلام في العصر الحديث عامة وبعد ربيع ثورات الوطن العربي المباركة خاصة أضخم وأشرس من ما تعرضت له الأمم الأخرى مجتمعة، ولو تعرض لمثل ما يتعرض له الإسلام من هجمات فكرية وسياسية وعسكرية نظام آخر لمنذ زمن بعيد سقط تحت أقدام مسيرة الحياة البشرية وزال أثره وانطوى ذكره من الحياة اليومية وما كنا سنسمع عنه إلا في الصفحات المنسية بكتب التاريخ، ولكن الإسلام منهج الهيّ يستعصي الزوال بخصائصه الربانية ومقوماته القرآنية التي منحته الأبدية المُطلقة حيث قال الله جل وعلا: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر 9].

الحق والباطل
فمعركة الحق والباطل ليست وليدة المرحلة الراهنة إنما تضرب جذورها أعماق التاريخ حتى تصل الإنسان الأول، فها هو قابيل الخبيث بن آدم عليه السلام يقتلُ أخاه هابيل الطيب، وتستمر مشاهد الحياة لتفرز طغاة أشرار تأبى الذاكرة البشرية على نسيانهم فجرائمهم حفرت ذكراها في العقول كفرعون الذي أذاق قوم نبي الله موسى عليه السلام ألوان العذاب على اجتماعها، وبعد بعثة رسول الله محمد صلى الله ليختتم رسالات الخير السماوية أستقر الصراع ما بين الإسلام وما بين معسكر الشر الذي تغذيه الأحقاد الشيطانية المقيتة، فتارة نجد أبو لهب القرشي ومسيلمة الكذاب الأعراب يقودانه وتارة كسرى الفارسي وقيصر الرومي يرأسانه على حد سواء وتارة أخرى نجد هولاكو المغولي وريتشالد قلب الأسد الانجليزي يوجهانه وتارة نابليون الفرنسي والبيت الأبيض الأمريكي يتزعمان معسكر الشر الشيطاني.

الخلافة الإسلامية
فبعد سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية عام 1924م، أنفرد معسكر الشيطان ببلاد المسلمين قسمها إلى سبعا وخمسين دويلة ونزع منها هويتها الإسلامية ووظف فيها عوامل القومية البائدة ومن ثم تقاسمها بينه فسخر بعضها لخدمة المعسكر الشرقي الاشتراكي وجند ما تبقى لخدمة المشروع الرأس مالي الأمريكي ووزع عليها أعلام ملونة لتميزها عن أخواتها لينسيها راية التوحيد التي تجمعها، واستولى على ثرواتها ومقدراتها، حتى شاء الله جل وعلا أن تنهض الأمة الخالدة من جديد وتثور بوجه المخطط المريض وتسقط رموزه التي أفسدت في الأرض وحكمت بالحديد والنار خادمة لمشروع تقسيم العالم الإسلامي، وها هي الشعوب الثائرة تثبت للعالم أجمع عن خيارها الإسلامي الواضح حيث اكتسحت التيارات الإسلامية الانتخابات النزيهة التي لطالما اجتمع الغرب وحكام العرب على إخراس صوتها وإخماد بركانها الذي ينادي بعودة الإسلام، فعقدت المؤتمرات وأقيمت الندوات في باريس ولندن وواشنطن لتحلل ما يحدث وما عواقبه الوخيمة التي قد تحل على معسكر الشيطان، فالإجابة ورب الكعبة موجودة بمسند الإمام أحمد برواية عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ستكون فيكم النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها ما شاء الله أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة … ثم تكون ملك عاضّاً ثم ملكاً جبرياً ثم تعود خلافة على منهاج النبوة ثم سكت".

ثورات الشعوب المقهورة
فبات من الواضح للجميع أن ثورات الشعوب المقهورة مؤيدة من قاضي القضاء ومقدر الأقدار تبارك وتعالى وأن العالم بأسره سيشهد انقلابا جذريا يعود فيه المسلمون لريادة العالم وقيادته بالعدل والإنصاف، فهذه المؤشرات المبشرة أفقدت الغرب صوابه وكذلك أداته التي يبطش فيها بالشرق الأوسط دولة إسرائيل التي لم تنخفض أصوات قادتها المحذرين من قيام المارد المسلم، ما أفقد ساستها صوابهم فشرعوا بحرب مفتوحة على أصحاب الأرض من المسلمين الذين صمدوا في مدنهم وقرآهم حين أعلن قيام كيانها، فها هي تنادي اليوم بأبواق إبليس مطالبة بإخراس صوت الحق والآذان التي أرتفع في هذه الأرض قرونا طويلة قبل ما يعرف أجداد أجدادهم أين تقع القدس!!، ونجد أقزام مستوطنيهم يعتدون على مقدسات المسلمين يحرقون مساجدهم في طوبا واليوم في القدس ويدنسون مقابرهم في يافا والقدس بحرية دون ما تقوم الحكومة الإسرائيلية والتي من واجبها حماية أملاك وأرواح خمس مواطنيها بأي خطوة جادة لتحفظ لمسلمي هذه البلاد حقوقهم وكيف تقوم بذلك وهي تغتصبها هنا وهناك!.. ففي هذه المرحلة الصعبة علينا أن نتذكر قول قائدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما همس في أذن صاحبه في الغار قائلا: "لا تحزن إن الله معنا".. فلن نحزن لأننا على يقين بأن الله معنا والمستقبل لنا بإذن الله رب العالمين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة