الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 07:02

الخليج "العربي الغربي".. ونفاقه السياسي الفاضح / بقلم: مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 09/12/11 19:25,  حُتلن: 07:47

مرعي حيادري في مقاله:

الصورة واضحة وجلية فهناك مؤامرة واضحة وضوح الشمس والشعب السوري كان لهم بالمرصاد

علينا أن نتوقف عن الحملة ضد سوريا لأن النظام في سوريا إذا فشل أو سقط لا سمح الله فستكون النتائج وخيمة والإسلاميون سيتبؤون الحكم هناك

سلوك النفاق السياسي الإجتماعي الذي يرتكبه اليوم قيادات الخليج العربي الغربي من أجل التناحر والتنافس على لقب جائزة (نوبل للسلام) المشبوهة من أساسها وحتى رأسها لا أحد قانع بها وبتصرفاتها

نعم لسياسات عربية ملتزمة ووطنية تخلو من الأحابيل والدسائس والفتن، نعم لصوت أبي عربي يأبى على قياداته وزعاماته لعب دور النفاق السياسي الذي يقتل الأوطان العربية من مشرقها إلى مغربها من الأطفال والنساء والشيوخ، نعم لصدق القول والكلمة الهادفة لوحدة الأمم والشعوب العربية، ولا وألف لا.. لصوت الشؤم والبؤس والاحباط والتشرذم، تلك هي الحقائق الصارخة والمؤلمة التي تطال أبناء جلدتنا من الجماهير العربية الثائرة فعلاً لتغيير وجه القيادات المتلاعبة بمصائر شعوبها، ولكن لا لمن يشعل الفتنة بين الأخوة والعرب من العرق والجذر الواحد بكافة انتماءاتهم الدينية، فما هم إلا عرباً وطنيين عاشوا وتربوا ونموا معاً في وطن واحد من الدول العربية بكافة أرجاء المعمرة، وما نلمسه ونسمعه اليوم من نغمات طائفية إسلامية ومسيحية، فهي أكاذيب لا أساس لها وما كان محركها ومشعلها إلا أصحاب الضمائر المفقودة وأصحاب الكراسي والزعامات المتهرئة التي لعبت دور الفتن الدينية الطائفية كما حدث في مصر وتم تغذيتها لإلهاء المواطنين الوطنيين بعروبتهم خلف ستار ما يسمى (بالطوائف)؟.
 
نفاق سياسي اجتماعي
فهي نفس سلوك النفاق السياسي الإجتماعي الذي يرتكبه اليوم قيادات الخليج العربي الغربي، ومنفذي سياسات الاستيراد من أجل التناحر والتنافس على لقب جائزة (نوبل للسلام) المشبوهة من أساسها وحتى رأسها ولا أحد قانع بها وبتصرفاتها والأيام ستثبت إنهم مرفوضون ويئس المصير.
لو تطرقنا لما يحدث في بلاد الشام الأبية والتسرع في القرارات المتخذة بحقها من الجامعة العربية ومصدرها (كل من نبيل وحمد) وبسرعة البرق لتفاجأنا بأنها كانت مزيفة للوقائع التي نتابعها منذ أكثر من تسعة أشهر وإن دلت نتائجها فكانت عكس ما يبثونه من إعلام فاضح من محطات يديرها حمد بن جاسم تحت اسم الجزيرة؟ ومن العربية التي تديرها السعودية؟! تسارعوا في بث الأكاذيب والإعلام الخاطئ من أجل أن يظهروا بأبهى الصور الإنسانية وأصحاب رسالة سلام كاذبة، أدت لمقتل وسفك دماء بريئة وكانوا شركاء، لا بل هم الأساس في فتنتها وإشعالها والواقع المصيري يؤكد أن فعلتهم فاشلة وسيحاسبون عليها من شعوبهم؟!

إجتياح المظاهرات العربية
ومن الملف للنظر أن تلك الجامعة العربية الغربية ما هدفها في الإعلام واتخاذ القرارات إلا (سوريا)؟! فقد نسوا مصر العروبة وما يجتاحها من مظاهرات عربية واحتجاجات على النظام العسكري من بقايا نظام مبارك، ونسوا الدم الإنساني الذي سال من الشهداء الأبرار هناك؟ وهنا أتساءل والعديد مثلي: أين موقف الجامعة العربية من قتل الأبرياء في مصر؟ ولماذا لا يتخذون قرارات ضد الجنرال (طنطاوي) أليس هو المسؤول عما يحدث، وماذا عن البحرين وما يدور رحاها يوميا في دوار اللؤلؤة؟! أليس لجامعة العرب دور فيها، وماذا عن اليمن وليبيا العديد من مناطقنا العربية التي تحتاج لقرارات صارخة وصادقة تجاه ما يحدث؟! فأين (نبيل العربي وأين حمد من هذا)؟!

مؤامرة!
وعليه إخواني القراء... الصورة واضحة وجلية فهناك مؤامرة واضحة وضوح الشمس والشعب السوري كان لهم بالمرصاد من ردات فعل إيجابية تثبت أن فعلتهم ونفاقهم الخليجي فاضح ولا أساس له، وإن جامعة الدول العربية بقراراتها المجحفة بحق سوريا في الحصار الاقتصادي العربي العربي، ماهو إلا حصار على الشعب قبل النظام، وبهذه القرارات والصور البشعة تكون قد أجرمت بحق الشعب وأطفاله ونسائه وشيوخه في سرقة لقمة عيشه وتجويعه، وكل ذلك من أجل تنفيذ سياسات غربية تنهجها الدول الكبرى والعظمى ضد سوريا، لأنها لم تكن يوماً تركع أو تنصاع لأفكارها وسياساتها، لا بل لفظتها وفرض عليها الحصار الغربي قبل العربي منذ سنوات خلت وخرجت من مأزقها وبقيت قوية بتكاتفها وبوحدة شعبها، واليوم وبعد صدور القرارات من الجامعة العربية الخليجية الغربية ضد سوريا، نلاحظ وحدة الشعب السوري الصامد والذي يتظاهر بالملايين تأييداً لبشار الأسد، إذاً أين تكمن الحقيقة؟ يبقى الجواب الشافي والواضح عندكم يا قراء؟

إحتجاج على بدع القتل !
والملفت للنظر أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وبعد أن سحبوا سفراؤهم من سوريا إحتجاجاً على بدع القتل ضد الشعب السوري على حد قولهم وبعد أن صدروها لنبيل العربي وحمد المتحدثان باسمهما، ضربت بقراراتهم عرض الحائط، وأمس أعادوا سفراءهم إلى العاصمة السورية دمشق؟! فهل لديكم تفسير لما هو حاصل ؟! نعم لدي أنا تفسير ولا أعرف إن كان صائباً؟! إن نتائج الانتخابات المصرية الأخيرة التي أسفرت عن فوز الإسلاميين في المكان الأول، أعط مؤشراً أحمراً لهؤلاء الدول الغربية، فهو قالوا لأنفسهم إلى أين نحن ذاهبون؟ إذا كانت النتائج في مصر هكذا بعدما هيئناً الأجواء لها لإعادة هيكلة نظام مبارك بشكل أخر مع طنطاوي، ولم يفيد؟!

مصير الشعب
فعلينا أن نتوقف عن الحملة ضد سوريا لأن النظام في سوريا إذا فشل أو سقط لا سمح الله، فستكون النتائج وخيمة والإسلاميون سيتبؤون الحكم هناك، وحينها لا ينفع الندم، فذهبت عقولهم إلى الإمارة الاسلامية التي يتصورونها في الوطن العربي عامة ومن ضمنها دول الخليج أيضاً، فكان تراجعهم بإعادة سفرائهم إلى سوريا بعدما انكشفت لعبتهم السياسية، وعليه إلى الأخوة الإسلاميين أقول: يتوقف عليكم مصير شعوب بأسرها فإن نصبكم الشعب المصري فلا بد من ان تكونوا وجه مطالبه الحقيقية وبغير ذلك فانتم مسئولون أمام الله والوطن والشعوب ؟! ان ما تخطط له أمريكا والعرب المتآمرون معها ومع الغرب , هي ضربكم انتم الإسلاميين قبل كل قيادة أخرى , فانتم اليوم نصب أعينهم وهدفهم الأول والأخير كما يصورونكم ويصورون الدين الإسلامي والأصولية بشكل عام فهم أعداء لكم وفق نظرياتهم المبيتة، فما عليكم إلا أن تعرفوا سلوك وطريق الصواب، ولن نفاجئ في تعاملكم حين وصولكم إلى الحكم مع أمريكا، ولكن وفق شروط الكرامة والحفاظ على مصالح الوطن والشعوب.
والى دول الخليج وقياداتها: أتوجه إليكم من منطلقي عربي فلسطيني، أن تكونوا متزنين وجادين في تعاملكم مع العرب الذين هم جزء منكم وأنتم منه، ولتعوا أن أمريكا لا ترغب بكم إلا لمصالحها الإستراتيجية، ولا بد بأن نكون أصحاب نخوة عربية وأن نميز بين الغث والسمين وأن نفصل القمح عن الشعير في سلوك النهج تجاه شعوبنا العربية قبل قياداتها والدور آت عليكم قبل أن ينتقل لغيركم، إن لفظتم النهج الأدبي والأخلاقي المطلوب شرعاً وعروبة ودينا ووحده.
اللهم أني قد بلغت.. وأن كنت على خطأ فصححوني.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة