اللقاء تمحور حول الراحل على اعتبار أنه كاتب مسرحي

هناك امكانية اخرى اضافية لاقامة اكثر من لقاء ادبي يتناول جوانب اخرى من التجربة الابداعية للمرحوم الدكتور سليم مخولي

احيا صالون نهى الادبي النصراوي، مساء الاربعاء، ذكرى الكاتب الشاعر الفنان المبدع سليم مخولي(1938-2011)، ابن بلدة كفر ياسيف، المتوفى في الثامن من تشرين الأول الفائت. وجاء احياء ذكرى المرحوم على شكل ندوة ادبية، حول نتاجه المسرحي ممثلا بمسرحيتيه الوحيدتين الناطور وزينة، استضافتها جمعية الثقافة العربية، وحضرها جمهور من اهل المرحوم، اقاربه واصدقائه، اضافة الى اعضاء الصالون الدائمين. هذه الفعالية جاءت ضمن اللقاء الشهري للصالون، علما أنه يعقد لقاءه في الاربعاء الاول من كل شهر.

افتتحت اللقاء مديرة جمعية الثقافة العربية الدكتورة روضة بشارة، بكلمة رحبت بها بجمهرة الحاضرين وقالت إن الراحل الكريم ترك أثرا باقيا بعد رحيله، تمثل في عدد وفير من الكتب والاعمال الفنية وأنه وضع بصمته الخاصة على الحياة الثقافية في البلاد وبهذا اختلف عن الكثيرين ممن يمرون في دروب الحياة دون ان يتركوا ما يذكر. وتولت ادارة اللقاء صاحبة الصالون الكاتبة الشاعرة نهى زعرب قعوار، وافتتحته بتوجيه الشكر الى جمعية الثقافة العربية، مديرتها واعضائها العاملين فيها، ثم تلت مقطوعة شعرية كتبتها عن الراحل الكريم. كلمة الصالون قدمها الاستاذ المتقاعد جمال دياب، وتضنت ترحيبا وتقريظا للراحل الدكتور سليم مخولي.
وتحدث الدكتور بطرس دلة عن مسرحية الناطور، فذكر انها كتبت عام 1979، وانها تناولت شخصية الناطور وهو من ينقل الاخبار بصوته الجهوري لاهالي القرية، وعودته الى قريته بعد تهجيره منها بقليل، ثم القاء السلطات المحتلة لبلده، القبض عليه وايداعه السجن فهُروع الشبان الى السجن للتظاهر ولاخراجه منه. وقال الدكتور دلة إن المسرحية جاءت مباشرة نوعا ما وأنه كان يفضل لو استرسل كاتبها قليلا في تناوله لاحداثها كي تاتي مشبعة واكثر اقناعا.

اندلاع الربيع العربي
وتحدث الدكتور منير توما عن المسرحية الثانية والاخيرة للراحل، وهي مسرحية زينة، فقال إن صاحبها ابتدأ كتابتها قبل سنوات إلا أنه عاد اليها بعد اندلاع الربيع العربي، ليتابع كتابتها وقام باصدارها في كتاب في العام الماضي، واضاف يقول إن المسرحية تدور حول الطغيان والاستبداد الذي يمارسه الكثير من الحكام، في منطقتنا خاصة، وتتناول شخصية ملك طاغية ظالم تذكر بشخصية قراقوش، وقدم الدكتور توما تحليلا ضافيا لشخصية الملك توصل فيه الى أن هذا الملك اتصف بحالة مرضية يطلق عليها البارانويا- او جنون العظمة. وقدم توما تحليلا لاسم المسرحية اوصله الى أن صاحبها اراد أن يقول لنا إن العقل زينة وهي ما ينفص الكثير من الحكام المستبدين.

العرب القدماء
وتحدث الكاتب الاديب ناجي ظاهر عن المسرح بصورة عامة وعن مسرحيتي الراحل بصورة خاصة، وقدم استعراضا سريعا لفن المسرح فقال إنه ولد في المعابد اليونانية القديمة كطقس تعبدي، وتطور على يدي الكاتبين البارزين يوربيدس وارسطوفانس، ثم تطور في اوروبا، وانتقل الى عالمنا العربي في القرن الثامن عشر، أما اجدانا العرب القدماء فلم يعرفوا الا اشكالا بسيطة من المسرح، وتساءل هل اراد الراحل الكريم ان يدلي بدلوه في هذا الفن الهام؟ تضمنت محاضرة الظاهر العديد من الملاحظات منها: طغيان المباشرة على مسرحيتي المرحوم، وعدم تطور الشخصيات، والالزام السياسي الذاتي الذي مارسه المرحوم على ذاته، بسبب التزام سياسي قطعه على نفسه على ما يبدو.
في نهاية اللقاء جرى نقاش شارك فيه الجمهور، وطرح فيه سؤال هو لماذا لم يتطرق المشاركون الى جوانب اخرى من انتاج الراحل مثل الشعر والفن التشكيليوله فيهما انتاج وفير، وجاء الرد على هذا السؤال أن اللقاء تمحور حول الراحل على اعتبار أنه كاتب مسرحي، وان هناك امكانية اخرى اضافية لاقامة اكثر من لقاء ادبي يتناول جوانب اخرى من التجربة الابداعية للمرحوم الدكتور سليم مخولي.