رئيس المجلس التربوي العربي البروفيسور محمد أمارة: لا نكتفي بالجانب الرؤيوي ونولي اهتمامًا بالسياسات اللغوية وبإدارة اللغة

 رئيس مجلس عرابة المحلي المربي عمر نصّار: على السلطات المحلية الالتزام بقرارات اللجنة القطرية بشأن التسميات واللافتات والمراسلات الداخلية

أجمع المشاركون في الطاولة المستديرة لمناقشة ديباجة ومسودة التصور المستقبلي للغة العربية في البلاد - المشترك للجنة متابعة قضايا التعليم العربي و"دراسات" المركز العربي للحقوق والسياسات والمجلس التربوي العربي، والذي ترعاه اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية - يوم السبت الفائت (3 كانون الأول 2011) من أكاديميين/ات وتربويين/ات ومثقفين/ات، على ضرورة إعلاء شأن اللغة العربية في شتى المناحي العلمية واليومية، لا سيما في جهاز التربية والتعليم العربي والسلطات المحلية العربية.
وقال البروفيسور محمد أمارة، رئيس المجلس التربوي العربي، إنّ اللغة العربية، رغم ما تواجهه من معيقات وتحديات جمّة وجسيمة، ليست في خطر، وليست عاجزة، ولكنها تعني غياب مشروع ثقافي وحضاري وتربوي.
وأشار البروفيسور أمارة الذي قاد لجنة التوجيه لمشروع التصوّر المستقبلي للغة العربية أنّ الوثيقة المعروضة اليوم لا تكتفي بالجانب الرؤيوي-البيداغوغي، بل تولي اهتمامًا أيضًا بالسياسات اللغوية أو المصطلح علميًا على تسميته بـ"إدارة اللغة".

 "أزمة اللغة من أزمة متحدثيها"
وكانت قد افتتح الطاولة وأدارها مدير لجنة متابعة قضايا التعليم العربي السيد عاطف معدي، وتحدثت رئيسة اللجنة د. هالة اسبانيولي حول حيوية اللغة ليست فقط في السياق التربوي وإنما في السياق الثقافي والسياسي الأوسع، وشدّد عضو إدارة مركز دراسات المربي حسام أبو بكر على أهمية وضع سياسات مدروسة بديلة في مجال السياسات اللغوية.
وقال رئيس مجلس عرابة المحلي المربي عمر نصّار إن اللجنة القطرية اتخذت مجموعة من القرارات الهامة في مضمار تعزيز اللغة العربية في المشهد اليومي في قرانا ومدننا العربية، لا سيما تسمية الشوارع والمواقع واستخدام اللغة العربية في المراسلات الداخلية للسلطة المحلية، وعلى جميع الرؤساء الالتزام بهذه القرارات وأخراجها إلى حيّز التنفيذ. فيما أكد مدير مكتب اللجنة السيد عبد عنبتاوي على حيوية واستراتيجية هذا المشروع للجماهير العربية الباقية في وطنها، معتبرًا أنّ "أزمة اللغة من أزمة متحدثيها".
وبعد استعراض البروفيسور أمارة للديباجة، دار نقاش مفتوح ومتشعب شارك فيه كلٌ من: د. نبيه القاسم، د. غالب عنابسة، د. محمد حبيب الله، البروفيسور محمود ميعاري، المربي سعيد أبو ليل، البروفيسور جورج قنازع، كوكب خوري، المربي نبيل سمور، د. عبد الرحمن مرعي، محمد ملحم، المربي نبيه أبو صالح، د. إيمان يونس، د. بشير عبده، الباحث مهند مصطفى، المربية سامية بصول، الأديب سلمان ناطور، المربية مها سليمان، الصحافي رجا زعاترة، والكاتب مرزوق الحلبي.

 تحديات خارجية ومهمات ذاتية
وطرح المشاركون مجموعة من القضايا والنقاط، من بينها:
• أنّ اللغة العربية ركن أساس من أركان الانتماء القومي والوطني ومركّب جوهري من مركبات الهوية الثقافية والحضارية العربية، وهي بالتالي مستهدفة من خلال سياسات الطمس والإقصاء وعبرنة الحيّز؛
• أنّ اللغة العربية ليست عاجزة عن اللحق بركب التطوّر العلمي بل قادرة على استيعاب متطلبات العصر والتجاوب معها، على نسق النجاح في تعريب المصطلحات الطبية في الجمهورية العربية السورية وغيرها من التجارب اللغوية والفكرية الجديرة بالمعرفة والمواكبة على مستوى العالم العربي والإسلامي؛
• الحاجة إلى إعادة النظر في المسلـّمات الثقافية المرتبطة بأزمة اللغة باعتبارها انعكاسًا لأزمة ثقافية وفكرية، والحاجة إلى تحرير اللغة من قيود الموروث من ناحية دون الانزلاق في مطبات ما بعد الحداثة من الناحية الأخرى؛
• ضرورة تضافر كل القوى والجهود والعمل الجماعي في هذه القضية الجماعية على مستوى الرؤى والسياسات، من جهة، وتكثيف العمل والنشاطات المباشرة في جهاز التربية والتعليم وفي السلطات المحلية والمؤسسات ذات الصلة في القرى والمدن العربية؛
• أنّ العلاقة بين اللغة العامية (المحكية) وتلك الفصيحة (المعيارية) ليست علاقة صراع وتناحر وتضاد بالضرورة، بل يمكن ويجب أن تكون علاقة تكاملية، عملاً بمقولة الشاعر والقائد الراحل توفيق زيّاد أنّ "المستقبل للفصحى المستفيدة من العامية"؛
• من الأهمية بمكان وضع تصوّر تفصيلي لسياسات تدريس اللغة العربية في جهاز التربية والتعليم، فيما في ذلك تدريس المواضيع الأخرى باللغة العربية وتأمين بيئة تربوية غنية ومتواصلة لتنمية حب اللغة العربية في نفوس الطلاب والمعلمين ومواجهة مظاهر النفور والجفاء أو الخوف من استخدامها كلغة تعليم وتعلـُّم معيارية.