الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 04:01

ربيع الاسلاميين وخريف الليبراليين/ سوسن شاهين

كل العرب
نُشر: 05/12/11 11:15,  حُتلن: 13:59

سوسن زهدي شاهين في مقالها:

ربيع الظلم والفساد والاستبداد هو اغتصاب البراءة والاحلام وهو التجاهل والبطالة

الربيع آتى للمنطقة من شباب عانوا القهر والجوع من اناس ماتت اطفالهم بين ثنايا العشوائيات في المناطق العربية وضاعت احلامهم في ازقة واروقة الشوارع

العلمانية والحرية التي لم يكن لها حدود والتي طالت الاغنياء وسحقت الفقراء وقلبت العادات والتقاليد واباحت المحرمات كانت نتائجها اللجوء الى مسكن وحيد وهو التوبة

نتحث عن ربيع الاسلام إن صح القول ولكنه في هذه المرحلة لن يكون سوى ربيع المتأسلمين الذين يفسرون الدين على اهوائهم ويحللون ويحرمون كما يشاؤا لا كما التعاليم الاسلامية

نذهب الى الله لنطال منه الرحمة والعون والعدل هو اللجوء للقرآن والتوارة والانجيل نعم تختلف لغاتنا ويختلف لون بشرتنا ولربما تقاليدنا لكننا كلنا في لحظة اليأس والضعف نتوجه الى شخص واحد هو الله

هو الربيع العربي الذي ابتداء يموجات الترحيب والدعم والتأيد الغربي قبل العربي ، هو الربيع الذي حمل بين ثناياها خريف يقص اعمار الماضي ويطلق ازهار جديدة لربما تتفتح بألوان محببة الى قلوبنا لكنها مسمومة بالماء الذي سوف نشربه من ينابيع هذه الازهار ، هو الربيع الذي قلتم عنه ثورة العرب والشباب والفيس بوك وكل المسميات ، نحن في بلاد الربيع لم نفاجأ بل كنا نعلم أن هذا الربيع الذي اسميتموه كذلك ولو كنتم على يقين أن نتائجه عكسية لاسميتموه الخريف العربي ولقاتلتم جنبا الى جنب مع حلفائكم الليبراليون لابقائهم على النظام السابق ، هو ربيع آتى للمنطقة من شباب عانوا القهر والجوع من اناس ماتت اطفالهم بين ثنايا العشوائيات في المناطق العربية وضاعت احلامهم في ازقة واروقة الشوارع الضيقة وعلى على صراخهم وجرحهم ، سهرات القادة وابنائهم.

الفساد والاستبداد
هو ربيع اتى من اطفال في عمر الربيع ماتوا على ازقة الطرقات بحثا عن العلاج دونما أن يمنحهم سيف الفقر المسلط على رقابهم أي بريق أمل للنجاة ، هو الظلم هو الفساد هو الاستبداد ، هو اغتصاب البراءة والاحلام ، هو التجاهل ، هو البطالة كل هذا هو الربيع العربي الذي لم يجد ملجأ له الى الله ليدعو له بالسر والعلن ويطلب منه أن يأتي بهزة ارضية تطيح بالانظمة الظالمة وتبقي الشعوب على الارض، هي نقطة الضعف التي تدفعنا أين كان ديننا أن نذهب الى الله لنطال منه الرحمة والعون والعدل ، هو اللجوء للقرآن والتوارة والانجيل ، نعم تختلف لغاتنا ويختلف لون بشرتنا ولربما تقاليدنا لكننا كلنا في لحظة اليأس والضعف نتوجه الى شخص واحد هو الله .الكل يسأل ما دخل هذا الكلام بما يحدث في العالم العالم العربي ، اقول إن العلمانية والحرية التي لم يكن لها حدود والتي طالت الاغنياء وسحقت الفقراء وقلبت العادات والتقاليد واباحت المحرمات ، كانت نتائجها اللجوء الى مسكن وحيد وهو التوبة والعودة الى الله من خلال مكان واحد اوحد وهو الجامع "المسجد " ، " بيت الله" الذي لا تدخل الكبائر له ، نعم هذا ما حدث بالعالم العربي ولن يبقى عند هذا الحد بل سيطال كل الدول العربية ، لان الليبراليين هم طبقة بسيطة وقليلة من فئات المجتمعات العربية ، وهم طبقة محصورة وضيقة بالمتنفذين وعائلاتهم واقربائهم واصدقائهم أما باقي الشعب فهو ينتظر لحظة الانقضاض على هذا الوحش الذي افترس احلامهم البسيطة.

فلسطين والضفة الغربية
وهنا انوه أن فلسطين والضفة الغربية بالذات ليست ببعيدة عما يدور في العالم العربي على الاطلاق لمن يعتقد اننا معزولين فهو مخطىء فنحن نعاني من نسبة كبيرة من الشعب الفلسطيني هي تحت خط الفقر ، ونعاني الظلم والاضطهاد والفساد دون محاسبة او مواجهة لكن ما يختلف عنا نحن في فلسطين عن باقي الشعوب العربية أننا نعاني الامرين فساد واحتلال، وما بينهم ضاعت احلامنا لكن في اقرب فرصة وفي أي انتخابات قادمة لن يتوانى الشعب الفلسطيني من ان ينتخب الاسلاميون من جديد اين كان مسماهم، ولربما نشهد السلفيون وحزب التحرير وغيرهم ، لذا على القيادة الفلسطينية إن كانت تخاف على مناصبها أن تستفيق فالاسلاميون سيطرقون ابوابنا من جديد ، وان ينهوا ملف المصالحة العالق وان يكفوا عن محاربة كل منهم الآخر فالسلفيون على ابوابنا واقفوان ، ان طبقوا الشريعة بما اراد الله عز وجل اهلا بهم وان ارادوا تطبيق تعاليمهم فلا اهلا ولا سهلا بهم.

الجينز والجل وقصات الشعر
منذ اعوام وانا اقول اننا سوف نتجه قريبا الى الله وهذا الجيل الذي تشاهدونه بالجينز والجل وقصات الشعر المعروفة اسمائها وغير المعروفه لا يغركم مظهره لان باطنه مخفي وهو العودة دائما الى الله سبحانه وتعالى، الكل لم يصدق ، لكن خابتني التوقعات فأنا منحت العالم العربي خمس سنوات من اجل العودة الى الاسلام ، وكتبت مقالات عدة حول هذا الموضوع كان اخرها بعنوان " هل نحن أمام نظام عالمي جديد “يحمل طابع الدين الاسلامي” . لكنه كان الاسلام بحد ذاته لا بطابعه نعم نحن الآن نطرق ابواب الدولة الاسلامية. الكل يستغرب كيف اقول هذا الكلام واخرج عن المألوف وانه غير واقعي ، فمن قام بالثورات هم الليبراليون وليس الاسلاميين . اقول نعم صدقتم لكن ما ادراكم بنوايا الداخلية لي وكيف تعلمون أن ما اظهر هو انتمائي؟ صحيح أن جزء من اصحاب الثوارت لليبراليين لكن جزء آخر كان ليبرا-اسلاميون ممن اخافهم الاعتقال والاضطهاد فدخلوا الى الليبراليين خوفا وحماية لفريقهم. هو ربيع الاسلام إن صح القول ولكنه في هذه المرحلة لن يكون سوى ربيع المتأسلمين الذين يفسرون الدين على اهوائهم ويحللون ويحرمون كما يشاؤا لا كما التعاليم الاسلامية.

الحوار مع الاخوان
قلتها واعيدها مرارا وتكرارا اننا لا نواجه مشكلة مع الاخوان المسلمين على العكس تماما فمشكلتنا لم تبدأ بعد ، مشكلتنا هي عن نتائج من بداخل الاخوان ، فالاخوان الآن هم معتدلون فكريا وهم يتقبلون الآخر وقد عانوا ولديهم خبراتهم الكافية التي في الحياة السياسية ، إن مشكلتنا هنا هي عن " التفريخ" النتائج من داخل الاخوان او بمصطلح آخر " التفقيس" او بالسياسة " الانقسام " هنا تكمن الخطورة لا في الاخوان المسلمين على الاطلاق انا اقول عن الاخوان بوضعهم الحالي بهذا الجيل لكن الله اعلم كيف ستكون الاجيال الجديدة من الاخوان المسلمين ، والذين جيل بعد جيل يصبحون متشددين اكثر فأكثر. لذا بما ان العالم رحب بديمقراطيتنا وبربيعنا العربي عليه ان يبدأ بالحوار مع الاخوان المسلمين والاهم عليه ان يبدأ بالتحاور معهم في فلسطين ، لان كل منهم سيبدأ بالقول ، فلسطين وفلسطين ، لذا يجب التحاور مع حركة حماس الآن ودونما تردد لانه لو فات الوقت لن ينفع الندم ، فحماس لن تنسلخ عن الاخوان مهما حدث ولن تبعد حليفها عنها ، على العكس تماما لمن يراهن ان حماس ضعفت اقول رهانكم بات خسرانا فحماس تزداد قوة اكثر من ذي قبل ولا يغركم تمسكنها او تظاهرها بالضعف على الاطلاق ابدا ، لذا نصيحة لمن صفق لربيع العربي ان يقف الآن ويصافح يد هذا الربيع التي لا مفر منها على الاطلاق فنحن مقبلون على تغير جذري في الساحة العربية لربما ليس مباشرة ولكن بعد فترة سنتين أو لربما اربع سنوات. ورسالتي للاخوان دعونا نشرب من نبع العدل والسلام والتسامح لذي دعا اليه ديننا الحنيف وبتعاليم الله سبحانه وتعالى كما وردت في كتابه المنزل " القرآن الكريم" لا تدعونا نشرب من كأس الغلو في الدين والتطرف به فالاسلام دين يسر لا عسر .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة