الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 12:02

الديموقراطيه العربيه- ثقافة ثورة الشعب يريد والشعب ينتخب!!/ بقلم: د.شكري الهزَّيل

كل العرب
نُشر: 02/12/11 12:17,  حُتلن: 13:20

د.شكري الهزَّيل في مقاله:

الامر لم ينتهِ بثورات تونس ومصر وليبيا لا بل أن الثورات جارية ومستمرة في سوريا وفي اليمن وستجتاح كامل الوطن العربي اجلا ام عاجلا

الانتخابات الحرة ما هي الا جزء من منظومة ومدخل لتغيير شامل في المجتمع ومؤسسات الدولة والذي تعني بناء وتطوير ثقافة المؤسسات بكل اشكالها

مصطلح الديموقراطية يعني اصلا حكم الشعب وفي مفهومه العريض يعني تداول السلطة سلميا وحكم الاكثرية مع ضمان الحقوق والحريات لكل افراد وطوائف الشعب والمجتمع

المرأة العربية شاركت في الثورات العربية وقدمت الكثير مثلها مثل الرجل وكل ديموقراطية لا تاخذ تغيير احوال المرأة وتحصيل حقوقها بالحسبان..ليست ديموقراطية..!!

قوة دفع وزخم الثورات العربية جعلت كثير من الانظمة العربية الملكية وغيرها بالاسراع والهرولة نحو الاصلاح ومحاولة الاستجابة للمطالب الجماهيرية كعملية استباقية لثورة محتملة

بالرغم من المخاض العسير التي خاضته وتخوضه الشعوب العربية في ثوراتها على الاستبداد والطغاه الا ان الامور تتطور وتتحسن نحو الافضل في اتجاه بروز ثقافة ديموقراطية عربية جديدة تستمد قوة دفعها من الشعوب الثائرة التي افرزت واقعا عربيا جديدا تجلى في اجراء انتخابات ديموقراطية وشبه نزيهة في اكثر من بلد عربي لا بل ان قوة دفع وزخم الثورات العربية جعلت كثير من الانظمة العربية الملكية وغيرها بالاسراع والهرولة نحو الاصلاح ومحاولة الاستجابة للمطالب الجماهيرية كعملية استباقية لثورة محتملة ضد هذا الحاكم العربي او ذاك، لكن الجميل في الامر والذي يبعث على الفخر هو بروز الثورات والديموقراطية العربية كحالة عالمية يهتدي بها بعد أن كان العالم العربي لزمن طويل يرضخ تحت حكم الطغاة والدكتاتورية ومثال سيء للاستبداد والفساد والتخلف الذي فرضه الطغاة على مدى عقود من الزمن على المجتمع والانسان العربي الذي فجر اعظم الثورات ورسخ ارقى الشعارات وعلى رأسها الشعب يريد اسقاط النظام والشعب يريد تطهير الفساد، وكان له هذا في كثير من الدول العربية وما زال الحبل على الجرار والثورات ما زالت جارية أو في طور الاستعدادات للانطلاق في العالم العربي حيث لم ينتهِ الامر بثورات تونس ومصر وليبيا لا بل أن الثورات جارية ومستمرة في سوريا وفي اليمن وستجتاح كامل الوطن العربي اجلا ام عاجلا وعندما نتحدث عن الوطن العربي فنحن نتحدث ايضا عن الاجزاء المُحتلة في الوطن العربي كفلسطين مثلا والتي ستلحق بركب الثورات العربية بحكم ماهو جاري من احتلال والظلم الممارس بحق الشعب الفلسطيني وحتمية كَّون الثورات العربية وما سينتج عنها من حكومات ستكون داعمة للحق الفلسطيني المغتصب في فلسطين الواقعة في قلب العالم العربي!!

اسقاط النظام
من هنا ومن منطلق ان الثورات العربية تتقدم وتسير بالشعوب نحو الافضل فلا بد من التفاؤل بمستقبل عربي افضل بكثير من ما كان عليه الوضع قبل الثورات العربية وذلك تبعا للنتائج الطيبة التي حققتها الشعوب عندما طرحت شعار اسقاط النظام وتحقق هذا الشعار باسقاط الانظمة الدكتاتورية وانظمة اخرى في طريقها الى السقوط والزوال وما جرى في مصر وتونس من انتخابات ينقل الثورة من شعار الشعب يريد اسقاط النظام الى الشعب يريد الانتخاب وبالفعل يقف الشعب في طوابير مؤكدا على دوره ومتحملا مسؤوليته التاريخية والوطنية بالادلاء بصوته في صناديق الاقتراع لهذا الحزب أو ذاك أو لهذا المرشح أو المرشحة والنتيجة كما نراها تخرج من بوابة الانتخابات الديموقراطية بنتائج تعلن فيها الفوز للحركات الاسلامية سواء في تونس أو مصر ومهما كان حجم الاختلاف الايديولوجي بين الاحزاب والحركات فلابد من تقبل هذه النتائج والتعايش معها شعبيا وجماهيريا لان الشعب هو الذي انتخب وقرر هذه النتيجة ومصطلح الديموقراطية يعني اصلا حكم الشعب وفي مفهومه العريض يعني تداول السلطة سلميا وحكم الاكثرية مع ضمان الحقوق والحريات لكل افراد وطوائف الشعب والمجتمع..دولة المواطن وحقوق المواطنة.. والديموقراطية في مكان ما تصبح ثقافة عامة يؤمن بها المجتمع بعد تراكم تجربة ممارسة الديموقراطية وتجربة فوائد هذا النهج على المجتمع والفرد والشعب ككل من منطلق مبادئ تحكم وتتحكم بالعملية الديموقراطية وعلى رأسها كون صناديق الاقتراع الحكَّم بين جميع الاحزاب وجميع البرامج السياسية التي تطرحها هذه الاحزاب أو الحركات أو الافراد وبالتالي يصبح مبدأ الاقتراع مرجعية لمبدأ حكم الاكثرية ومفهوم المعارضه وسيادة القانون الذي يضمن تداول السلطة والسلطات سلميا وبصورة دورية من خلال احترام نتائج الانتخابات من جميع الاطراف سواء الخاسرة أو الرابحة ضمن قواعد اللعبة الديموقراطية وليس العقلية الانقلابية التي دمرت العالم العربي وفرضت عليه التخلف بكل اشكاله عندما كان وما زال الطغاة يمنحون ذاتهم الصلاحيات المطلقة وليس مبدأ فصل السلطات وتجزئة الصلاحيات الذي نأمل أن يسود في الحكومات العربية الجديدة التي انتخبت في كل من تونس ومصر والمغرب وفي الحكومات العربية التي ستُنتخب في المستقبل القريب بعد اسقاط المزيد من انظمة حكم الطغاة في العالم العربي..!!

حكم الفرد وحكم الشعب
حقيقة الامر أن العالم العربي كان وما زال جزء كبير منه مُختطف من قبل طغاة وحاشياتهم لا بل أن الدول العربية كانت وما زالت محكومة من قبل عائلات فاسدة تفتقد الى ادنى مقومات الشرعية السياسية والجماهيرية، بمعنى أن حكم الشعب كان وما زال في واد وانظمة الطغاه في واد آخر..حكم الفرد وحكم الشعب..هذا ما يجب استنتاج النتائج منه في التجربة الديموقراطية العربية الوليدة ولا بد من الاشاده بحضارية الشعب التونسي والمصري الذي وقف في الطوابير لادلاء بصوته الذي يعتبر بمثابة اعلان عن اغلاق للصفحة الدكتاتورية وحكم الفرد وحاشيته كما هو حال حكم بن علي الهارب في تونس وحكم مبارك المخلوع في مصر!!

محاربة الفساد والرشوة
مما لاشك فيه ان الديموقراطية العربية الوليدة تحتاج الى وقت حتى تثبت نفسها ونجاحها او تثبت فشلها المرحلي’ لكن الاهم أن الشعب قد وضع مبدأ الديموقراطية على السكة والامر سيمُر بمخاضات ومحطات الى أن تترسخ القيَّم الديموقراطية التي تعتبر العملية الانتخابية كمرجع للشرعية السياسية التي تمنح كل ذي حق حقه وما يستحقه من اصوات وشرعية ضمن مفهوم ثقافة تقبُل الخاسر لخسارته واحترام الرابح للثقه الجماهيرية التي منحها اياها الشعب.. الرابح يصبح رئيس الجميع بمافيهم الطرف الخاسر او الاطراف الخاسرة وهكذا دواليك ومن اختار الانتخابات كنهج عليه أن يتقبل نتائجها حتى لو كانت ليس في صالحة.. لعبة المعارضة والحزب الحاكم حتى الانتخابات القادمة.. أما اسقاط الحكومة وفوز المعارضة أو استمرار الحكومة من خلال صناديق الاقتراع...احترام اختيار وقرار الشعب. اليوم الاسلاميون والانتخابات القادمة العلمانيون وهكذا دواليك. لكن هل الانتخابات الحرة وفوز هذا الحزب أو ذاك يكفي لدمقرطة دوله او بلد ما؟
الجواب..لا. لان الانتخابات الحرة ما هي الا جزء من منظومة ومدخل لتغيير شامل في المجتمع ومؤسسات الدولة والذي تعني بناء وتطوير ثقافة المؤسسات بكل اشكالها وثقافة القانون والعدل وثقافة محاربة الفساد والرشوة وثقافة حق المواطن وواجبه وحقوق الانسان وثقافة المساواه في العداله وفي كل شيء يخص الدولة التي تسعى لبناء نظام ديموقراطي شامل ومتكامل يمحو اثار النظام الشمولي والدكتاتورية...ثقافة التراكم الديموقراطي تحتاج الى وقت وصبر طويل وخاصة في مجتمعات عربية عاشت لعقود طويلة في ظل ثقافة الفساد والمحسوبية والحاكم صاحب الصلاحيات غير المحدودة...المجتمعات العربية بحاجة الى ترميم شامل ونهضة ثقافية وحضارية شاملة وتغيير منهجي وشامل في وسائل الاعلام ضمن خطاب اعلامي يروج لثقافة الحوار والديموقراطية والوعي والحريه وليست لثقافة تمجيد الحاكم والاستبداد تحت حجج واهية.. ثقافة العدالة الاجتماعية وثقافة احترام حقوق المرأة ووضع صورتها كاملة في قائمة المرشحين وليس وضع وردة أو رمز بدلا من الصورة بحجج دينيه أو غيرها كما جرى في الانتخابات المصرية الاخيرة لاحدى مرشحات احد الاحزاب الدينية.. اعطاء المرأة الحق بالدفاع عن حقوقها بكل شفافية وحرية هو مدخل مهم للديموقراطية ومنطلق مهم لخلخلة المفاهيم الرجعية والاقطاعية التي تتعامل فيها كثير من المجتمعات العربية مع قضايا المرأة.. المرأة العربية شاركت في الثورات العربية وقدمت الكثير مثلها مثل الرجل وكل ديموقراطية لا تاخذ تغيير احوال المرأة وتحصيل حقوقها بالحسبان..ليست ديموقراطية..!!

ورود الربيع العربي
ماهو مطلوب في الحقبه القادمة هو تطوير الديموقراطيه العربية من صلب الهوية الحضارية والثقافية العربية والاسلامية بمفاهيم وادوات جديده تحافظ على الهوية العربية ولا تنغلق على الذات وتأخذ من الاخر والثقافات الاخرى ما يلائم مجتمعاتنا وتترك ما لايلائمنا مع الابتعاد عن الانفلات الاخلاقي والثقافي والصيغ الجاهزه والمستورده بحجة الثوريه والتغيير...
واخير وليس اخرا نحن نأمل خيرا ومتفائلون ببزوغ ورود الربيع العربي وتفتحها وفوحان رائحتها وطعمها الديموقراطي على أمل أن تعم كافة العالم العربي ولا تنسى قلبه المسروق في فلسطين وشعب فلسطين.. نعمة الثورات العربية وثقافة الديموقراطية العربية و ثقافة الشعب يريد اسقاط النظام.. وقد اسقطه..الشعب ينتخب.. وها هو ينتخب ومازالت القضية كانت ديموقراطية ونزيهة ..فاز من فاز..مبروك.. إذًّاً وصلت الثورة لأهم اهدافها...الشعب اسقط النظام والشعب انتخب ممثليه واسَّس قاعدة للديموقراطية العربية.. التفاؤل مفتاح النجاح!!

*كاتب وباحث فلسطيني

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il
 

مقالات متعلقة